انتقد الصحافي السعودي جمال خاشقجي، حكم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، واصفاً إياه بأنه "استبدادي"، في مقابلة نُشرتها مجلة Newsweek الأميركية الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول 201، بعد تأكيد مقتله في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقالت الصحفية رولا جبيريل التي أجرت الحوار مع خاشقجي أخبرني جمال أنَّه يخشى على حياته. كنتُ أغطي عن السعودية، وكنَّا نتحدث بصفةٍ سرية: كان هذا أحد أسباب كوني لم أسمح بنشر نص هذا الحوار حتى الآن. السبب الآخر أنِّي تحليتُ بأملٍ رغم كل شيء أن يكون ما زال حياً بعد. رغم الأدلة الصارخة على وحشية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ونظامه، لم يسعني أن أتخيَّل قط أن نواجه بهذه السرعة واقعة موت جمال.
وتابعت كان جمال هادئاً ومتدبراً في ما تحدثنا بتفصيلٍ شديد عن مستقبل السعودية وماضيها القريب. قال: "لا أرى نفسي معارضاً للسعودية". لم يُرِد سوى الإصلاح، أراد "سعوديةً أفضل". كان يبدو مفجوعاً فيما اعترف كيف حاول دون جدوى أن يُشِر على ولي العهد الشاب محمد بن سلمان بأن يسلُك طريقاً آخر ويفتح المجال للمجتمع المدني السعودي. أبقى خاشقجي على أملٍ ضئيلٍ أن يُمكِن إرشاد محمد بن سلمان تجاه العقلانية، وإن كان "زعيماً قبلياً من الطراز القديم". لكنَّه تحدث معي بصراحة عن "العصابة" المحيطة بولي العهد. قال: "إن تحدَيت هؤلاء، قد ينتهي بك الأمر مسجوناً".
بصفته شخصاً كان على مقربةٍ من الديوان الملكي السعودي لعشرات أعوامٍ مضت، أدرك جمال غريزة ماهية حدود الإصلاح ذاك. وُصِف جمال بأنَّه معارض في الأسابيع التالية لاختفائه. لكن حتى قبل الآن بـ18 شهراً، كان ولاء خاشقجي مخلصاً للمسار السعودي الرسمي في كل قضيةٍ كبرى، بدءاً من اليمن وحتى سوريا والطائفية المُفروضة من قبل الدولة داخل المملكة. لم يشفع له ولاؤه ذاك مِن مصيرٍ بشع، إذ عُذِّب حتى الموت وقُطِّعَت جثته في قنصليةٍ سعودية وفقاً لمسؤولين أتراك.
في آخر مقالٍ كتبه بجريدة الحياة اللندنية، كان جمال ينادي بالتعددية السعودية، في وقتٍ كان فيه محمد بن سلمان يستعد لجولةٍ في الغرب، يتباهى فيها بـ"إصلاحاته" ويُطل بمظهر المحرِّر الشاب. كتب جمال أنَ كلمة "التطرف" استُخدمَت كسلاحٍ من قبل النظام السعودي لتجريم المعارضة. ويمكن القول إنَّه آمن وقتها بوَعد الربيع العربي بعد موعده بستة أعوام، وعندئذٍ كانت السعودية وحلفاؤها قد نجحوا بإعادة النظام الاستبدادي الوحشي في مصر والبحرين وغيرهما. ومع ذلك، عندما ضمَّ جمال صوته لصوت هؤلاء المُنادين بالمزيد من الحرية والديمقراطية، هزَّت كلماته السعودية.
أشياء أخرى أكثر سخونة تحدث عنها الصحافي البارع الذي رحل وترك العالم يصرخ ضد من قاموا بقتله.
وإلى نص الحوار
أحاول أن أفهم الإصلاحات التي يزعم ولي العهد محمد بن سلمان أنَّه يقودها. هل هو يُصلِح من الإسلام نفسه؟ سمعتُ أنَّ رئيس أساقفة مدينة كانتربيري (في محادثةٍ خاصة مع محمد بن سلمان أثناء زيارته المملكة المتحدة) سأله: "إذا أردتَ أن تُرَى بصفتك مُصلِحاً حقاً، لمَ لا تسمح للأقليات بأن تفتح أماكن للعبادة.. مثل كنيسةٍ مسيحية أو ما شابه؟".
كانت إجابة محمد بن سلمان: "لا يمكنني أبداً السماح بأمرٍ كهذا. السعودية موقع الإسلام المقدَّس، وستبقى كذلك".
إذن في ذلك تناقض مع فكرة أنَّه لا توجد وهابية (وهي النسخة المتشددة من الإسلام)، لأنَّه في الإسلام قديماً، نحن نعلم أنَّه كانت توجد أماكن عبادة للأديان الأخرى. سُمِح لليهود بالتعبُّد، وكذلك المسيحيين.
هذه نفس لُغة الماضي.. عليكَ الاختيار. إما سأفتتح صالة سينما، أو سأسمح للمسلمين بزيارة الأضرحة. الأرجح أنَّ المفتي سيقول: "حسناً، أختار السينما". فزيارة الأضرحة وغيرها من الممارسات الصوفية هي أمورٌ تتصدَّر قائمة المحظورات الوهابية.
بالنسبة لمحمد بن سلمان، إنَّها حملة إصلاح وهَّابي، لا إسلامي. هذا أمرٌ مهم. عليك التمييز بين هذين المصطلحين، حسناً؟
هل هو يقوم بالفعل بإصلاحٍ وهَّابي -ذاك هو السؤال- أم أنَّها مجرَّد عملية تجميلية؟
لا، إنَّه يُصلِح فعلاً. أن تُنحي مفهوم الشرطة الدينية، هذا إصلاح. هذا أمرٌ مهم. أنا متأكدٌ أنَّ الوهَّابيين المتشددين ليسوا سعداء بتطورٍ كهذا. السينما، والترفيه، والموسيقى، وحجاب النساء.. إذاً فهو بالفعل يتطرَّق لقضايا ذات صلةٍ بالشعب، على المستوى الاجتماعي للسعوديين.
السلطة القضائية كذلك محط إصلاح مهم، وهذا أمرٌ قد ينتفع منه ولي العهد. ستنتفع التجارة والمجتمع على حدٍ سواء من هذا الإصلاح. إذن فكلا هذين الأمرين مهم، وهما التنوُّع في المدرسة الفكرية الإسلامية والسلطة القضائية. إذا ما قام بهذين الأمرين، سأعدَّه مصلحاً.
إذن إن أصلح محمد بن سلمان القضاء والمدرسة الفكرية الإسلامية، أي التنوع..
التنوُّع نظراً لأنَّ الإسلام دين تنوُّع. سيكون هذا أمراً مهماً. المبدأ الجوهري للوهَّابية هو مناهضة التنوُّع. الفكرة في الوهَّابية هو أنَّهم يزعمون كونَهم أصحاب الحق ولا غيرهم. وهذا ما يجعل الوهَّابي في حربٍ مع الجميع.
أدرك أنَّ هذا مهمٌ بالنسبة للشباب -وخاصةً النساء منهم- وهو محبوبٌ لدى النساء السعوديات بسبب قراراته المتعلِّقة بالحجاب، والسينما، والموسيقى، والحرية التي يُمنَحونها بعد أمدٍ من القمع. ومع ذلك، تهمُّني الإصلاحات القضائية الحقيقية التي تُعطي للنساء حق الاستقلال من قوانين ولاية الرجل، تِلك التي أجدها مبنية على أساس تفسيرٍ ديني فقط غير ذي صلةٍ حقيقية بالقوانين الإسلامية، التي منحت النساء حق تزويج أنفسهن وغيره.
رولا، لا تُصغِّري من قضية الإصلاح القضائي، فهي لا تقتصر على النساء فحسب، وإن كان ذلك جانباً مهماً منها.. منذ عهد الملك عبد العزيز، رفض النظام السعودي جمع القوانين وتبويبها. هُم يظنون أنَّ تصنيف القوانين ممارسةٌ علمانية.. إنَّها حرام.. هذا ما أعنيه بالإصلاح، الإصلاح الحقيقي للسلطة القضائية هو أن تُبوَّب القوانين، ويُقدَّم إلى نظام المحاكم مفهوم الإجراءات القانونية السليمة، وأن يتحتَّم على القضاة الامتثال لقانونٍ مُنسَّق.. ذاك هوَ الإصلاح الذي نحتاجه.
عندما اعتقل محمد بن سلمان كل هؤلاء الأمراء وحبسهم في فندق الريتز كارلتون بالرياض، أُدرك أنَّه عندما يكون أحدهم فاسداً، يجب اعتقال ذاك الشخص. ومع ذلك، لم تكن هناك أية إجراءات قانونية، ولا أدلة، ولا شفافية. إذن إن أراد محمد بن سلمان أن يكون مصلحاً حقاً، لم لا يخرُج بهذه الأدلة للعلن؟ لم لا يتقدَّم بشفافية حيثُ تكون أقررت بالفعل حُكم القانون والإجراءات الرسمية؟ سيأخذ الشعب صفه إذا ما فعل ذلك.
لا أعتقد أنَّه يرى الأمر هكذا. هوَ لا يرى حاجةً لأمرٍ كهذا. ما زال محمد بن سلمان، في قرارة نفسه، زعيماً قبلياً من الطراز القديم. انظر للنظام القضائي الكويتي، وهي دولة خليجية، ومجتمعها مُشابه كثيراً للمجتمع السعودي. لكنَّ النظام القضائي الكويتي متطورٌ أكثر كثيراً من نظيره السعودي، وأكثر شفافية.
لمَ لا يرى محمد بن سلمان هذا الجانب من الإصلاح؟ لأنَّ هذا سيحدُّ من حكمه الاستبدادي، وهذا ما لا يريده بن سلمان. هوَ لا يرى حاجةً لهذا. لكن أحياناً ما أشعر.. أنَّه يريد التمتُّع بثمار حداثة العالم الأول، مِن وادي السيليكون ودور العرض وكل ذلك، لكن في الوقت ذاته هوَ يريد أن يحكم السعودية مثلما حكمها جده.
لكنَّ هذا لا يُجدي، لا يمكنك أن تحصل على الأمرين.
هو يريد ذلك، أن يحصل على كلا الأمرين.
هذا ما أحاول فهمه، هل يمكنه أن يحقق الأمرين؟
بدايةً، ليست هناك حركة سياسية في السعودية يمكنها الضغط عليه. والعالم راضٍ عنه. هل ترين أحداً في أميركا غير بيرني ساندرز يدعو للضغط عليه؟ لم أرَ سوى بيرني ساندرز، لا أحد غيره.
أُريد أن أذكرك يا جمال، في 2004 كان هناك رجلٌ آخر يراه الأميركيون مصلحاً، وهو بشار الأسد. وكان هناك رجلٌ قبله في 1984 يرونه مصلحاً، وهو صدام حسين. إذاً فالتاريخ يوضح أنَّ ما يراه الأميركيون يوماً ما ربما يتغير خلال 5 سنوات أو 10 سنوات. عن نفسي لا أثق في رأي أميركا.
نعم، أنتِ محقة. لكن لم سيهتم الأميركيون مثلاً بمعاملة 150 أو 400 سعودي في فندق الريتز كارلتون؟ أنا متأكدٌ أنَّ الأميركيين لن يضغطوا على محمد بن سلمان ما لم تحدث كارثة حقيقية في السعودية.
لدي سؤال. إن طلب منك محمد بن سلمان أن تذهب وتقدم له المشورة، هل ستوافق؟ أفهم أنَّ هذا صعب عليه الآن بعد كتاباتك، لكن إن فعل ذلك، وطلب منك تقديم المشورة ليفهم القيمة الحقيقية للإصلاحات والشفافية، هل ستقبل؟
سأقبل هذا بالطبع، لأنَّ هذا ما أريده: أريد سعوديةً أفضل. لا أرى نفسي معارضاً. أنا لا أطالب بإطاحة النظام، لأنِّي أعلم أنَّ هذا غير ممكن وخطير للغاية، وليس هناك أحد ليطيح النظام. أنا فقط أنادي بإصلاح النظام.
سأخبره أن يتوقف عن تخطيط هذه المشاريع المهولة الجوفاء، وأن يهتم بالمناطق الفقيرة في جدة والرياض، أن يهتم بالفقراء. لأنَّ هؤلاء الفقراء يريدون الوظائف، يريدون حياةً أفضل، ولا يملكونها. وهؤلاء هم الناس، وهو مسؤول عن مصالحهم، وهم الناس الذين سيخرجون عليه أو ينزلون إلى الشوارع إن خذلهم.. انظري إلى المناطق الفقيرة. انظري إلى الاقتصاد.. عليه أن يغير المجتمع السعودي إلى مجتمع منتج. ونصيحتي الثانية: أن يتوقف عن مقاومة الطرق التاريخية لتغيير الشرق الأوسط. الربيع العربي ظاهرة حقيقية. عليه أن يتقبل الربيع العربي، وتطلع الناس للحرية في مصر وسوريا واليمن.
أنت فقط تطالبه بالإصلاح، مثل الكثيرين في السجن اليوم. إنَّهم يطالبون بالإصلاح السياسي. وما زالوا في السجن، وأنت في المنفى. أليست هذه إشارة إلى أنَّه لا يؤمن في الحقيقة بالإصلاحات التي يقول إنَّه يؤيدها؟
محمد بن سلمان يؤمن بإصلاحاته.
إذن، المشكلة في عقلية الرجل القوي التي يتمتع بها.
عقليته تسود اليوم في معظم الشرق الأوسط. هذه هي نفس الطريقة التي ينظر بها عبد الفتاح السيسي إلى المصريين. وهكذا ينظر الأسد في سوريا إلى شعبه. هكذا ينظر معظم الزعماء العرب إلى شعوبهم، ما عدا ملك الأردن وملك المغرب.
ما هو مبرر أزمة قطر؟
هناك علامة أساسية في استراتيجيات محمد بن سلمان.. فهو قلق بشأن الإسلام السياسي والإخوان المسلمون وقوى الربيع العربي بقدر ما هو قلق بشأن إيران. يرى هذه القوى كلها تهديداً له. وهو يرى قطر.. شريان الحياة للربيع العربي والإسلام السياسي. ويريد من القطريين أن يتوقفوا عن دعمهم للربيع العربي والإسلام السياسي، الذي تقدمه في صورة الجزيرة والتمويل. هذا ما يريده بالأساس. إن أصبحت قطر بحريناً أخرى، وانفصلت كلياً عن الإسلام السياسي والربيع العربي وانقلبت ضدهم، سُيرحَّب بها مجدداً في منزل محمد بن سلمان.
يريد أن تصبح قطر دولة تابعة؟
بالضبط. سيصبح القطريون دولةً تابعة له إن وافقوا على وقف دعمهم لقوى الربيع العربي. يظن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد [حاكم الإمارات] أنَّهما خنقا قوى الربيع العربي، والمتنفس الوحيد لها هو قطر. لذا فهما يريدان غلق تلك المساحة.
الربيع العربي فكرة، وكل فكرة تحتاج منصة. وقطر ما زالت توفر تلك المنصة. حقاً.. ستكون تلك ضربة كبرى لأصوات التغيير في الشرق الأوسط، لأنَّ أصوات التغيير ليست لديها منصات سوى الجزيرة، المنفذ الإعلامي المؤيد لقطر. ستكون [خسارة الجزيرة وقطر] نصراً مهولاً لمحمد بن سلمان.
إن كان يريد أن يُجسِّد فكرة الإصلاح، ما الخطأ في نداءات الحرية والعدالة الاجتماعية والمطالبة بالغذاء والوظائف؟ أتحدث عنك وعني، عن ملايين العرب الذين لا يريدون الإسلاميين لكنَّهم يريدون سعوديةً أفضل.
أولاً، إن تسنت لكِ فرصة الذهاب إلى السعودية وقضاء بعض الوقت مع النخبة القريبة من الحكومة، سيخبرك أعضاء النخبة أنَّ الشعوب العربية جاهلة. سيقولون لكِ إنَّ "هؤلاء الناس جهلة، ولا يعرفون مصلحتهم". ثانياً، بغض النظر عمَّا نعتقده بشأن الإسلاميين، الإسلام السياسي والديمقراطية مرتبطان. أينما كانت هناك ديمقراطية في أي جزء من العالم العربي، سيظهر الإسلاميون، وسيفوزون بمعظم أصوات الناخبين أو نسبةٍ جيدة منها على الأقل. وسيتولون الحكومة أو سيشاركون فيها، كما في تونس والمغرب. ومحمد بن سلمان لا يريد ذلك. فهو يمقت الإسلاميين ولهذا هو ضد الربيع العربي تماماً، وأطلق حملةً دعائية واسعة ضد الربيع العربي. أشخاص وكتاب، ومحطات تلفزيونية، وقنوات إخبارية مثل العربية تهاجم باستمرار فكرة الربيع العربي. إنَّه يستخدم الدين فيهاجم فكرة الثورة والربيع العربي.
هل لديك أي أمل في نجاح الإصلاحات رغم الشكوك.. أن تنجح إلى درجة أن تشعر بالفخر بما يكفي لتعود إلى السعودية وتعيش فيها وتشعر بالأمان؟
حتى رغم ما يفعله، سأجاري الأمر وأصف ما يفعله بالإصلاح، لكن للدقة من الأفضل أن نراه تطبيعاً. الأمر ليس إصلاحاً بعد. لقد فتح فقط الباب لمن كانوا بالخارج، من يعملون بصناعة الترفيه والنساء، أن يخرجوا من الركن الذي احتُجزوا فيه لسنواتٍ عديدة وينضموا إلى المجتمع من جديد. لكن الآن بما أنَّ الأبواب فُتِحَت من جديد وسُمِح للنساء والترفيه بالانضمام للمجتمع، وقلت الضوابط الدينية، الآن علينا أن نعمل على الإصلاح. لم تبدأ الإصلاحات بعد في السعودية. الإصلاح الحقيقي أن يكون لديك اقتصاد قوي.
والاقتصاد السعودي اليوم في حالة ركود. تناولت للتو طعام الغداء مع رجل أعمال سعودي يعاني بشدة.
ما لم أره، كما يحدث هنا في أميركا، إن كنت مرشحاً لتولي منصب عمدة ميامي، ستقضي بعض الوقت في المناطق الأفقر في ميامي كما ستقابل الأغنياء لجمع التمويل، أليس كذلك؟ ستتحدث مع الفقراء لتعرف مشاكلهم.. لا أرى محمد بن سلمان يفعل ذلك. لم أر له صورةً واحدة في منطقة فقيرة بالرياض.
لكن رأينا له صوراً كثيرة مع النخبة.
مع النخبة، نعم، هناك ستجدينه. هو لا يرى الناس. عندما يقابل الناس، حينها سيبدأ الإصلاح الحقيقي.
ماذا عن مستشاريه، سعود القحطاني وتركي آل الشيخ..
إنَّهما عداونيان. الناس يخافونهما. إن تحديتهما، ربما ينتهي بكَ الأمر في السجن، وحدث هذا بالفعل. تركي آل الشيخ مسؤول عن الرياضة، ويُشاع أنَّ لديه عدة مليارات تحت تصرفه لينفقها على الرياضة ويجعل الشباب مشغولين. تركي جاء من الشرطة، كان يعمل بالشرطة ولا أعلم كيف أصبح مُقرباً من محمد بن سلمان، لكنَّه مقرب منه للغاية حالياً.
القطحاني كان مسؤول الإعلام في البلاط الملكي في عصر خالد.. عصر الملك عبد الله. كان صديقي وعرفته جيداً. كان هو الوسيط بين البلاط الملكي والإعلام حينها. والآن أصبح الرجل الأهم في الإعلام. إنَّه الرجل الذي يُمسك بالمقود.. وهو من يتحكم في العلاقات العامة والإعلام.
تركي الشيخ قال: "الغربيون يأتون هنا، ونتركهم ينتظرون ساعتين ويبوسون أقدامنا". يبدو متوهماً.. كان متعجرفاً واللغة التي يتحدث بها بدت وكأنَّه يتحدث عن دولة أخرى.
أنصحك بالذهاب إلى السعودية ولقاء الرجلين، عليكِ أن تريهما وتسمعيهما بنفسك.
لستُ متأكدةً أنَّه يمكنني الذهاب إلى هناك والخروج سالمةً.