أظهرت صور جديدة للصحافي السعودي جمال خاشقجي لدى دخوله مبنى القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول وهو يخضع للتفتيش من أمن القنصلية قبل أن يدخل وتبدأ قصة مقتله التي شغلت العالم الفترة الماضية.
وكشفت الصور التي نشرتها شبكة "TRT" والتي تنشر أوّل مرة، توجه خاشقجي إلى مدخل القنصلية قرابة الساعة الواحدة والربع ظهراً، يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأوّل.
وكانت وكالة رويترز، نقلت في وقت سابق عن مصدر سعودي مسؤول لم تُسمّه، قوله إن "أحد أفراد الفريق السعودي ويدعى مصطفى المدني ارتدى ملابس خاشقجي ونظارته وساعته الآبل وغادر من الباب الخلفي للقنصلية في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى. وتوجه المدني إلى منطقة السلطان أحمد حيث تخلص من المتعلقات".
ويظهر جمال خاشقجي الذي قالت مصادر سعودية إنه توفي جرّاء شجار وقع مع عدد من الأفراد داخل القنصلية، في رواية ما زال يشوبها الغموض، وهو يتعرض للتفتيش على مدخل القنصلية الرئيس، فيما تظهر صورة أخرى جمال، وهو يودع خطيبته خديجة جنكيز للمرة الأخيرة.
وتعد الصور هي الأولى التي تظهر الصحافي الراحل بشكل واضح لدى دخوله القنصلية يوم اختفائه، وهي الصور الأوضح التي تظهر هيئته كاملة، بما في ذلك الملابس التي كان يرتديها.
ووجَّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقاداً شديداً لـ الرواية السعودية بخصوص مقتل جمال خاشقجي قائلاً: "من الواضح أنَّه كان هناك خداع، وكانت هناك أكاذيب".
في الوقت ذاته، دافع ترمب عن المملكة الغنية بالنفط، ووصفها بـ"الحليف المذهل"، وترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية ألا يكون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أَمَرَ العملاء السعوديين بقتل خاشقجي.
وقال ترمب في لقاء هاتفي مع صحيفة The Washington Post الأميركية: "لم يخبرني أي أحدٍ أنَّه مسؤول، ولم يخبرني أي أحدٍ أنَّه غير مسؤول، لم نصل إلى تلك المرحلة… أود لو كان ليس مسؤولاً".
قوبل ادِّعاء المملكة بأنَّ خاشقجي قُتِل نتيجة اشتباك بالأيدي وقع داخل القنصلية السعودية في إسطنبول بموجةٍ من التشكيك الدولي، أمس السبت، 20 أكتوبر/تشرين الأول، حول الكيفية التي يمكن بها لفريقٍ من العملاء السعوديين السفر إلى إسطنبول لالتقاء خاشقجي وقتله في النهاية من دون علم أو موافقة ولي العهد، القائد الفعلي للمملكة.
وكرَّر ترمب حديثه حول أنَّ الولايات المتحدة لا ينبغي لها أن تدع الحادثة تعطل مبيعات الأسلحة للسعودية، واستشهد بصفقة الأسلحة التي تبلغ قيمتها 110 مليارات دولار، التي أعلن عنها العام الماضي مع السعودية، والتي قال عنها المحللون إنَّها مبالغٌ فيها