قال موقع Middle East Eye البريطاني الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018 إنَّ الديوان الملكي السعودي يناقش احتمالية تغيير خط خلافة العرش، في حين ترغب الولايات المتحدة في "انخراطٍ مباشر" في العملية، بعد عملية اغتيال جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقال مصدر مطلع للموقع البريطاني، تحدث شريطة عدم الكشف هويته، إنَّ "السعوديين في فوضى" في ظل استمرار تصاعد الضغط على الرياض بسبب عملية القتل المشتبهة للصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول.
وأضاف المصدر أنَّ وزير الخارجية الأميركي أُرسِل إلى الرياض هذا الأسبوع كجزءٍ من خطة من جانب إدارة ترمب لإشراك نفسها في النقاشات بشأن أي تغيير محتمل في خط خلافة العرش.
وقال المصدر إنَّ الرئيس دونالد ترمب يريد بقاء محمد بن سلمان في السلطة، لكنَّ بومبيو اعتبر أنَّه "متقلِّب" وأراد استبداله.
وعَلِمَ موقع Middle East eye أنَّ وزارة الخارجية البريطانية تُجري نقاشات داخلية للتجهيز للسيناريوهات المحتملة تتضمَّن حدوث تغيير في خط خلافة العرش بالسعودية.
وقال مصدر داخل وزارة الخارجية البريطانية، تحدث هو الآخر شريطة عدم الكشف عن هُويته، إنَّ السفير البريطاني في الرياض، سايمون كوليز، لم يلتق بن سلمان منذ اختفاء خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول، لأنَّ المسؤولين السعوديين لا يزالون مرتبكين بشأن كيفية التعامل مع الوضع الحالي.
ووفقاً لوكالة Reuters، دفعت تداعيات الأزمة الملك سلمان لإرسال أكثر مساعديه الموثوقين، أمير مكة خالد الفيصل، إلى إسطنبول في ظل مراكمة قادة العالم الضغط على المملكة الخليجية من أجل الدفع لمحاسبة المسؤولين على الموت المزعوم لخاشقجي.
ولم ترد وزارة الخارجية البريطانية على طلبات للتعليق على المسألة بحلول وقت نشر هذا الموضوع. وقال متحدثٌ باسم وزارة الخارجية الأميركية إنَّ الوزارة لا تُعلِّق على معلومات مسربة.
الانقلاب مستبعد
لكنَّ محللين ومعارضين سعوديين شكَّكوا في احتمالية إبعاد محمد بن سبلمان تماماً عن خلافة العرش.
فقال معارضٌ سعودي لديه علاقات وثيقة مع الأسرة المالكة لموقع Middle East Eye إنَّ الأسرة ستتكاتف لتجنُّب "صراعٍ داخلي" في المملكة.
وأضاف أنَّ أعضاء الأسرة يعتقدون أنَّ ولي العهد سيصبح ملكاً في نهاية المطاف، وسيرغبون بالتالي في "الإبقاء على علاقة جيدة معه".
وقال المعارض إنَّ "الأسرة المالكة لن تقف مع أحدٍ آخر. وسيتكاتفون لسببين. أولاً، تعتقد الأسرة أنَّ محمد بن سلمان سيصبح ملكاً، لذا سيكون عليهم الحفاظ على علاقة جيدة معه. ثانياً، إن بدأوا صراعاً داخلياً، سينهار البلد بأكمله، ولن يرغب أي فرد من الأسرة المالكة في ذلك".
قال أندرياس كريغ، الأستاذ المساعد بكلية كينغز كوليدج لندن البريطانية والمتخصص في القضايا الأمنية الخليجية، إنَّ كثيرين في واشنطن يتنبؤون بأنَّ خالد بن سلمان، شقيق محمد بن سلمان، سيُعيَّن ولياً لولي العهد.
لكنَّه أضاف أنَّ إزاحة محمد بن سلمان من خلافة العرش ستتطلَّب "انقلاباً حقيقياً" داخل القصر. ويُعَد كريغ مستشاراً عسكرياً سابقاً لقطر، التي تحاصرها السعودية حالياً.
وقال كريغ للموقع: "في العاصمة واشنطن، يدور الحديث حول تعيين خالد ولياً لولي العهد ليظهروا للعالم أنَّ محمد بن سلمان يفتح قيادته المستبدة والمُتمركزة حوله كي يضم آخرين ويخلق مزيداً من المساءلة".
وأضاف: "سيكون هناك الكثير من الحديث داخل الأسرة عن كيفية التعامل مع مسألة بن سلمان لأنَّه أصبح بصورةٍ ما عبئاً. لكنَّ هناك إدراك بأنَّه لم يتبقَ في الحقيقة أي أحدٍ من الحرس القديم بإمكانه تحديه حقاً. لقد خلق نظاماً مضاداً للمعارضة بصورةٍ ما من خارج أبناء (الملك) سلمان. سيتطلب الأمر انقلاباً حقيقياً داخل القصر للتخلُّص منه".
قلقٌ داخل الأسرة المالكة
قال بروس ريدل، الزميل بمعهد بروكنغز والمحلل السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، إنَّ إدارة ترمب لن تنفصل عن محمد بن سلمان بسبب قربه من جاريد كوشنر، صهر ترمب ومبعوثه للشرق الأوسط، على الرغم من الهواجس الموجودة داخل الخارجية الأميركية.
وأضاف ريدل: "الولايات المتحدة تدرك وجود قلق كبير داخل الأسرة المالكة بشأن محمد بن سلمان وربما تتآمر لإبعاده عن خلافة العرش".
وتابع: "بومبيو يدين بمنصبه لترمب. ربما تكون لديه شكوك حيال محمد بن سلمان ولا يرغب في أن يُنظَر إليه باعتباره متورطاً في عملية تستُّر، لكنَّه لن يتصادم مع رئيسه".
يعتقد كريغ أيضاً أنَّ احتمال فرض عقوبات أميركية على السعودية لا يزال مستبعداً.
فقال: "أقامت إدارة ترمب توافقها معه، وبعيداً عن بعض الإجراءات لحفظ ماء الوجه، لن تفرض عقوباتٍ طالما بقي التوافق. الضغط في واشنطن العاصمة مصدره مجلس الشيوخ والكونغرس، لكن يبدو أنَّ ترمب يتجاهلهما في هذه المرحلة".