كشفت صحيفة The New York Times عن خطة، من شأنها الدفع بنائب رئيس الاستخبارات العامة السعودية، اللواء أحمد عسيري، المقرب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كـ "كبش فداء" في قضية مقتل جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية .
واستندت الصحيفة في معلوماتها، التي أوردتها في تقرير لها مساء الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى 3 مصادر تقول إنها "على علم بتلك الخطة".
كما أشارت إلى أن شخصاً مقرباً من البيت الأبيض تم إبلاغه فحوى الخطة السعودية لحل أزمة خاشقجي، وإعطاؤه اسم اللواء "عسيري".
وفي هذا الشأن، لفتت "نيويورك تايمز" إلى إمكانية تنفيذ المشتبه بهم في قضية اختفاء ومقتل خاشقجي العملية دون مشاركة ولي العهد، محمد بن سلمان، على الأقل من الناحية الفنية؛ لأقدمية ورتبة اللواء عسيري.
وقالت الصحيفة الأميركية: "قد يثق الضباط السعوديون الأقل رتبة بأن اللواء (عسيري) كان يعطيهم الأوامر نيابة عن الأمير (محمد بن سلمان)".
ووفقاً لشخصين مطلعين على الخطط السعودية، يُتوقع من حكام السعودية القول إنَّ اللواء عسيري حصل على إذن شفوي من الأمير محمد لاعتقال خاشقجي من أجل استجوابه في السعودية، لكنَّه إمَّا أساء فهم التعليمات أو تجاوز هذا الإذن وقتل الرجل المعارض.
لكن حتى في هذا السيناريو، سيظل الأمير محمد هو مَن أمر بالقيام بعملية لاختطاف مقيم بالولايات المتحدة.
وبالنظر إلى رتبة عسيري الكبيرة، فإنَّ إعلان تحمُّله المسؤولية من شأنه أيضاً أن ينعكس على ولي العهد. إذ كان الأمير محمد قد رقَّى اللواء عسيري إلى منصبه الحالي، ويُعَد الرجل مُقرَّباً جداً من الأمير لدرجة أنَّه كان حاضراً في كثير من الأحيان عند لقاء ولي العهد مع مسؤولين أميركيين يزورون البلاد.
و"عسيري" يعتبر وجهاً معروفاً لوسائل الإعلام العالمية، منذ أن تم تعيينه متحدثاً باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن منذ عام 2015.
والعام الماضي (2017)، تمت ترقية "عسيري" إلى وظيفته الحالية في مجال الاستخبارات.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر مطلعة على الخطة السعودية، توقُّعهم أنّ "عسيري" كان يسعى لإثبات نفسه (استخباراتياً) في قضية خاشقجي.
والخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أشارت قناة "سي إن إن" الأميركية إلى إمكانية بحث السعوديين عن "كبش فداء" لإلقاء اللوم عليه في اختفاء خاشقجي (دون تحديد هويته).
واختفت آثار الصحافي السعودي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، عقب دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.
وطالبت تركيا بإثبات خروج خاشقجي من القنصلية، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية بعد.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن مسؤولين أتراكاً أبلغوا نظراءهم الأميركيين أنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وهو ما تنفيه الرياض.
وطالبت بعض الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، الرياض بالكشف عن مصير خاشقجي بعد دخوله القنصلية في إسطنبول.