أرجأت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد زيارة كانت مقررة إلى الشرق الأوسط تشمل السعودية، على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي
وقال متحدث باسم الصندوق، في بيان مقتضب، إنّ "الزيارة التي كان مقرّراً أن تُجريها المديرة إلى الشرق الأوسط قد تأجّلت"، من دون أن يعطي تفاصيل إضافية.
وكان مقرراً أن تشارك لاغارد في مؤتمر حول الاستثمارات في المملكة قاطعه العديد من المدعوين، وذلك منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وكانت لاغارد قد قالت في مؤتمر صحافي يوم السبت في إندونيسيا، إنها لا تعتزم تغيير خطط سفرها، لكنها تشعر "بالفزع" من التقارير الإعلامية عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي منذ زيارته للقنصلية السعودية في إسطنبول.
وقال متحدث باسم الصندوق، في بيان، دون الإفصاح عن سبب القرار: "تأجلت زيارة مديرة الصندوق المقررة سلفاً إلى منطقة الشرق الأوسط".
وأضافت في ذلك اليوم: "حقوق الإنسان وحرية الإعلام هما أمران أساسيان، لقد تم التداول بأمور مروعة، لكن يجب أن أتابع أعمال صندوق النقد الدولي في كل أنحاء العالم".
ويعقد المؤتمر في العاصمة السعودية من 23 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول ويطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وسبق أن انضمت شركة جوجل التابعة لألفابت، الإثنين 15 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى شركات أعلنت مقاطعتها لمؤتمر استثماري في السعودية بعد اختفاء الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي في تركيا.
وقالت جوجل، في بيان، إن ديان غرين، الرئيسة التنفيذية لجوجل كلاود، لن تحضر قمة مبادرة مستقبل الاستثمار المقرر أن تبدأ في الرياض يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول.
وكانت شبكة "سي إن بي سي" التلفزيونية الأميركية، قد أفادت الأحد 14 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بأنّ الرئيس التنفيذي لمصرف "جي بي مورغان" جيمس ديمون، ورئيس مجموعة "فورد" بيل فورد عَدَلا عن المشاركة في منتدى اقتصادي ضخم مقرّر عقده بعد أسبوع في الرياض، وذلك بسبب اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وبذلك تنضمّ هاتان الشخصيتان الكبيرتان في مجال المال والأعمال إلى لائحة تطول يوماً بعد يوم، وتضمّ رجال أعمال ومؤسّسات قرّروا مقاطعة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" لعام 2018 المزمع عقده من 23 ولغاية 25 الجاري في الرياض، والذي أطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
ومع توالي فصول قضية الصحافي المعارض الذي فُقد أثره قبل حوالي أسبوعين بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، أعلن مستثمرون كبار وشركات عالمية ومؤسسات إعلامية انسحابهم من "دافوس في الصحراء"، بينما أوقف رجال أعمال آخرون تعاونهم الاقتصادي مع السعودية.
وكانت وكالة "بلومبرغ" وصحيفتا "فايننشيال تايمز" و "نيويورك تايمز" قررت الانسحاب من مهمة رعاية المؤتمر وسط تساؤلات عن مصير الصحافي السعودي.
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة أوبر الأميركية، دارا خسروشاهي، انسحابه من مؤتمر مستقبل الاستثمار المقرر انعقاده في السعودية خلال أكتوبر/تشرين الأول 2018، على خلفية قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي.
وقال خسروشاهي، في بيان، إنه يشعر بالاضطراب حيال التقارير الواردة حول خاشقجي، حسبما نقلت قناة "سي إن إن"، الجمعة الماضي.
وأضاف: "نتابع الوضع عن كثب، وفي حال لم تظهر حقائق مختلفة (عن تلك المتداولة وتشير إلى مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول)، فلن أحضر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (العاصمة السعودية)".
ويعد موقف "خسروشاهي" ذا أهمية بالغة؛ كون صندوق الثروة السيادية في السعودية (مملوك للدولة) مساهماً كبيراً في "أوبر"، إذا يستثمر بقيمة 3.5 مليار دولار في الشركة منذ عام 2016.
ودفع مقتل خاشقجي مسؤولين ورجال أعمال إلى الانسحاب من مشروع كبير آخر في السعودية، وهو مدينة نيوم الاقتصادية، الذي يرعاه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ومنذ أُعلنت أنباء عن مقتل خاشقجي، انسحب عدد كبير من الشركات الأميركية مثل أوبر وفياكوم وفورد من المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، ويعرف باسم "دافوس في الصحراء".