4 أعوام فقط تفصل استضافة أول دولة عربية للحدث الرياضي الأهم وهو كأس العالم والذي سيكون من نصيب الدوحة سنة 2022، والذي من المفترض أن يقدم قطر بشكل أكبر لعشاق الكرة المستديرة.
وكالة Bloomberg الأميركية اعتبرت أن الدوحة سترسم صورتها في العالم بالشكل الذي تريد عقب استضافتها للعرس الكروي، كما فعلت موسكو في المونديال الذي انتهى قبل أسبوع.
وبحسب الوكالة الأميركية، إذا كانت كأس العالم قد حسَّنت من صورة روسيا على المستوى الدولي، فربما حان دور قطر الآن للمحاولة والاستفادة من العلاقة الوثيقة بين السياسة والرياضة.
وعادت جماهير كرة القدم إلى ديارها هذا الأسبوع بعد شهرٍ كاملٍ من الدراما الكروية التي بلغت ذروتها في المباراة النهائية الأعلى من حيث عدد الأهداف المُسجَّلة منذ العام 1966. أما خارج الملعب، سيعود أغلب محبي الكرة إلى بلادهم وقد أخذوا انطباعاً جيداً فقد لاقوا هناك وداعة الترحاب، وبراعة التنظيم.
وتستضيف قطر الدورة التالية من بطولة كأس العالم عام 2022، وسيكون بإمكان الدولة الأغنى في العالم أن تمارس بعضاً من القوة الناعمة والترويج للدولة.
وتحاصر 4 دول عربية هي السعودية والإمارات والبحرين ومصر دولة قطر التي يبدو أن نجاحها وحرصها على استقلاليتها وسيادتها في اتخاذ القرارات في المنطقة كان وراء الخلاف المستمر منذ يونيو/حزيران 2018، بحسب الوكالة الأميركية.
كما أن شبكة beIN القطرية أشهر مجموعة قنوات رياضية في المنطقة العربية وشمال إفريقيا قد تعرضت لقرصنةٍ على نطاقٍ واسع -وتُلقي قطر اللوم في ذلك على مساعدين مقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أبرزهم تركي آل الشيخ وياسر القحطاني، بحسب الوكالة الأميركية.
ويقول سيمون تشادويك، أستاذ الاقتصاد الرياضي في كلية سالفورد لإدارة الأعمال بإنكلترا، "كان لدى متخذي القرار في الدوحة تصوُّر مثالي حول كيفية نجاح الأمر. سيفوزون باستضافة البطولة، وحينها سيقع الجميع في حبهم".
ويسعى جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، علانيةً لتوسيع بطولة كأس العالم في دورتها المقبلة عام 2022، وقال الأسبوع الفائت إن البطولة قد تساعد في تخفيف التوتُّر بين قطر والمملكة العربية السعودية.
ويقول المسؤولون القطريون إنهم مستعدون للنقاش بخصوص زيادة عدد الفرق، لكنهم يرفضون أن يتشاركوا صدارة الحدث مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والتي هي أيضاً شريكةٌ في الحصار- وذلك وفقاً لأشخاصٍ مُطَّلِعين على الأمر رفضوا الكشف لأنهم يتحدَّثون دون إذن للمجلة الأميركية.
وتنفق قطر 500 مليون دولار أسبوعياً لتحديث البنية التحتية من أجل استضافة 32 منتخباً في البطولة.
كان إنفانتينو قد قال في المؤتمر الصحفي الوحيد الذي عقده في كأس العالم في 13 يوليو/تموز الجاري: "ربما تتمكَّن كرة القدم من فتح بابٍ للتواصل بين الجيران". وأضاف أن قطر لن تكون مُجبَرَةً على توسيع المسابقة، وأن بطولةً تحوي 32 فريقاً "ستكون رائعةً بحدِّ ذاتها".