في الوقت الذي يجري فيه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو، تشعر دول خليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات بغضب شديد من الخطوات التي تقوم بها الدوحة بحسب تقرير لصحيفة El mundo الإسبانية.
ومن المقرر أن يحضر الأمير فعاليات نهائي كأس العالم الذي يجمع كلاً من المنتخب الكرواتي مع نظيره الفرنسي، وقبل ساعات تسلم أمير قطر المشعل من روسيا لتنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2022.
وبحسب الصحيفة الإسبانية من المرجح أن تثير هذه الزيارة انزعاج وغضب ملوك الدول الخليجية المجاورة لقطر على غرار المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة فضلاً عن البحرين. وقد عمدت هذه الدول إلى فرض حصار بري وبحري وجوي على الإمارة الصغيرة، قبل أكثر من عام لكن ذلك لم يثنِ الأمير تميم عن المضي قدماً في تحقيق طموحاته وتنفيذ مختلف مشاريعه.
وبعيداً عن الخضوع لإملاءات هذه الدول، سعى الأمير تميم إلى تعزيز مشاريعه الدولية. وقد خصص ميزانية ضخمة للترويج لكأس العالم سنة 2022 وتنظيمها على أحسن وجه. وقدرت هذه الميزانية بحوالي 100 مليون دولار لبناء المنشآت الرياضية.
صفقة إس- 400
ومن المقرر أن يجتمع الأمير تميم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. ويثير هذا اللقاء خوف وانزعاج ملوك الدول الخليجية المعادية لقطر. فمن المرجح أن يكلل الاجتماع بين الزعيمين بإنهاء صفقة منظومة الدفاع إس-400 الروسية الضخمة لصالح قطر، بحسب الصحيفة الإسبانية.
وتتميز هذه المنظومة بالقدرة على إسقاط الطائرات والقذائف التسيارية في دائرة نصف قطرها يصل إلى 400 كيلومتر وارتفاعها 27 ألف متر. وفي هذا الشأن، صرح الأمير القطري في مؤتمر صحفي عقده قبل أسبوع في باريس، التي تعد واحدة من بين آخر وجهاته الدولية، قائلاً: "نعم، لقد ناقشنا هذه المسألة، لكن لا توجد قرارات نهائية إلى حد هذه اللحظة".
خلال الأسبوع الماضي، استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأمير القطري في قصر الإليزيه، مع العلم أنه كان من المقرر أن يحضر الرئيس الفرنسي أيضاً نهائي كأس العالم في روسيا رفقة زوجته بريجيت ترونيو. في إطار جولته الفرنسية، زار الأمير تميم قاعدة جوية كان يوجد فيها 100 من الطيارين والمهندسين القطريين، كانوا يشاركون في دورة تدريبية. كما ألقى الأمير القطري نظرة على المقاتلة الفرنسية "رافال"، مع العلم أنه من من المتوقع أن تبادر الدوحة بشراء 36 طائرة من هذا النوع.
في الأثناء، أشاد الرئيس الفرنسي بالتدابير الرائدة ضد التطرف والإرهاب التي تبنتها الدولة القطرية، وأورد ماكرون أن "قطر شريك رئيسي يعمل على مساعدتنا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وإفريقيا".
فرنسا لعبت دور الوساطة
وخلال الأشهر الأخيرة، لعب الرئيس الفرنسي دور الوسيط بين أطراف النزاع الخليجي، حيث عقد الكثير من اللقاءات مع ملوك المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة. ووفقاً لصحيفة "Le Monde" الفرنسية، وجهت المملكة العربية السعودية رسالة حادة اللهجة إلى باريس، حذرتها من خلالها بشأن عزمها الرد العسكري في حال وقعت قطر صفقة الأسلحة مع روسيا، كما طلبت من فرنسا التدخل لوقف سير هذه الصفقة. من جهته، أكد إيمانويل ماكرون أن "فرنسا ستواصل التواصل والتحدث مع جميع الأطراف المتداخلة في الأزمة الخليجية".
انتشرت صور للرئيس الفرنسي وقد ارتسمت على ملامحه ابتسامة عريضة، رفقة الأمير القطري، ومن المرتقب أن يتكرر هذا اللقاء في أحد أكبر الملاعب الروسية، "لوجنيكي"، الذي يسع لنحو 81.500 متفرج.
خلال الأشهر الماضية، قام الأمير القطري بجولة دبلوماسية، وذلك بهدف تحقيق طموحاته في تحد واضح للحصار الذي فرضته الدول المجاورة. فعلى سبيل المثال، خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي، زار الأمير تميم ولاية ميامي الأميركية رفقة وفد قطري كبير، وقد تم تنظيم حفلة استقبال على شرف زيارته حضرها أعضاء الكونغرس الأميركي وعمدة ميامي فضلاً عن مجموعة من رجال الأعمال والصحفيين. وقد كان الأمير تميم يرنو من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز الاستثمارات بين الطرفين، خاصة في ظل استثمار قطر في أكثر من فندق في ميامي على غرار فنادق ذا سانت ريجيس.