نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة السبت 21 سبتمبر/أيلول 2024 أن إيران لم ترسل منصات الإطلاق المتنقلة مع الصواريخ الباليستية قصيرة المدى التي قالت واشنطن الأسبوع الماضي إن طهران سلمتها لروسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا.
وأضافت المصادر، وهي دبلوماسي أوروبي ومسؤول استخبارات أوروبي ومسؤول أمريكي، أنه لم يتضح سبب عدم إرسال إيران منصات إطلاق الصواريخ فتح-360، مما يثير تساؤلات حول موعد استخدام تلك الصواريخ وما إن كان سيتم إطلاقها.
وقال المسؤول الأمريكي، الذي طلب مثل المصدرين الآخرين عدم الكشف عن هويته، إن إيران لم تسلم منصات الإطلاق في وقت إعلان الولايات المتحدة عن تسليم طهران للأسلحة.
فيما ذكر مسؤول الاستخبارات الأوروبي دون الخوض في التفاصيل أنهم يتوقعون ألا تسلم إيران منصات الإطلاق.
أسباب عدم الإرسال
من جهتهما أوضح خبيران لرويترز أن هناك عدة أسباب وراء عدم إرسال منصات الإطلاق، أحدها أن روسيا ربما تخطط لتعديل شاحنات لحمل الصواريخ كما فعلت إيران. كما يوجد سبب آخر هو أن إيران من خلال حجب منصات الإطلاق تتيح مساحة لإجراء محادثات جديدة مع القوى الغربية لتخفيف التوترات.
وأحجمت وزارة الدفاع الروسية عن التعليق. ولم يستجب مجلس الأمن القومي الأمريكي بعد لطلب التعليق، كما أحجمت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن التعليق.
وتنفي طهران تزويد موسكو سواء بالصواريخ أو بآلاف الطائرات المسيرة التي قال مسؤولون من كييف والغرب إن روسيا تستخدمها ضد أهداف عسكرية ولتدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك شبكة الكهرباء في أوكرانيا.
الصواريخ تهدد الأمن الأوروبي
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في 10 سبتمبر/أيلول الجاري إن إيران سلمت صواريخ فتح-360 إلى روسيا و"من المرجح أن تستخدمها في غضون أسابيع ضد أوكرانيا".
وسيشكل هذا النوع من الصواريخ تحديا إضافيا لأوكرانيا التي تعمل باستمرار على تكييف دفاعاتها الجوية مع الوسائل المتطورة للقوات الروسية.
وبحسب وكالة فارس شبه الرسمية الإيرانية للأنباء، فإن الصاروخ ينطلق بسرعة تعادل أربعة أمثال سرعة الصوت عند الاقتراب من الأهداف.
وأضاف بلينكن أن الصواريخ تهدد الأمن الأوروبي وسيتم إطلاقها ضد أهداف قصيرة المدى مما يسمح لروسيا بتخصيص المزيد من ترسانتها الأبعد مدى لأهداف وراء خطوط المواجهة. ويصل مدى صاروخ فتح- 360 إلى 121 كيلومترا.
وفرضت الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا عقوبات جديدة على إيران، وقال الاتحاد الأوروبي إنه يدرس اتخاذ إجراءات جديدة تستهدف قطاع الطيران في إيران.
ورفض الكرملين حينها تأكيد تسلم الصواريخ، لكنه أقر بأن تعاونه مع إيران يشمل "المجالات الأكثر حساسية".
ولم يذكر بلينكن عدد صواريخ فتح-360 التي أرسلتها إيران لروسيا أو متى تم ذلك.
وتوصلت رويترز من خلال بيانات الشحن إلى أن سفينة الشحن الروسية الخاضعة لعقوبات واشنطن، بورت أوليا 3، أبحرت بين ميناء أمير آباد الإيراني على بحر قزوين وميناء أوليا الروسي عدة مرات بين مايو وأيار و12 سبتمبر وأيلول.
وقال فابيان هينز الخبير في شؤون الصواريخ الإيرانية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إنه لا يستطيع تأكيد حجب طهران لمنصات إطلاق الصواريخ.
وتتطلب الصواريخ الباليستية قاذفات مصممة خصيصا لإطلاقها.
وبحسب هينز، فإن أحد الأسباب التي دفعت إيران إلى عدم إرسال منصات إطلاق الصواريخ ربما يكون أن الشاحنات المدنية التي عدلتها إيران لإطلاق هذه الصواريخ وغيرها ليست قوية بما يكفي للعمل في التضاريس الوعرة خلال الشتاء القارس في أوكرانيا.
وقال إن إيران تعدل الشاحنات التي تصنعها شركة مرسيدس وغيرها وتحولها إلى منصات لإطلاق الصواريخ يمكن إخفاؤها بسهولة. وأضاف أن هذا يشير إلى أن روسيا قد تتمكن من تعديل مركباتها العسكرية.
وتابع أن "شاحنة مرسيدس التجارية العادية ليست قادرة على السير على الطرق الوعرة".
ولم يتمكن ديفيد ألبرايت المفتش النووي السابق لدى الأمم المتحدة والذي يرأس معهد العلوم والأمن الدولي من تحديد ما إذا كانت إيران قد سلمت منصات الإطلاق.
لكنه أشار إلى أن الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان ومسؤولين إيرانيين آخرين سيلتقون مع مسؤولين أوروبيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع في نيويورك لاختبار الحلول الدبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني والتوترات الإقليمية والنزاعات الأخرى.
وأردف قائلا "ربما يكون السبب هو أنهم (إيران) يؤخرون إرسال منصات إطلاق الصواريخ لإتاحة مجال صغير لهذه المحادثات. ويمكننا أن نتخيل أنه إذا سقطت صواريخ إيرانية (على أوكرانيا) فسوف يكون هناك تنديد في الجمعية العامة". لكنه أبدى تشككه في إمكانية إحراز أي تقدم قائلا إنه يشك في أن إيران ستقدم التنازلات اللازمة.