اتهم ضباط إسرائيليون، الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول 2024 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنسف مفاوضات الهدنة مع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" بإصراره على البقاء في محور فيلادلفيا معتبرين أن عدم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار يدفعهم إلى "حرب كارثية" محتملة مع حزب الله شمال الأراضي المحتلة.
وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة "إيه بي سي" الأمريكية إذا كان ممر فيلادلفيا مهما للغاية فلماذا انتظرنا 8 أشهر للاستيلاء عليه، مضيفًا: " إن أفضل ما يمكن أن نأمل فيه هو إعادة نحو 20 إلى 30 أسيرًا من أصل 100 في غزة" .
فيما قال ضباط إسرائيليون للشبكة الأمريكية:"نحن عالقون بغزة ونخسر الحرب والردع والرهائن".
اتهامات لنتنياهو بإفشال صفقة الهدنة
وفي وقت سابق نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن دبلوماسي أجنبي مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، أن تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحور فيلادلفيا هو السبب الرئيسي لفشل صفقة التبادل، فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الولايات المتحدة تضغط على الوسطاء في محاولة منها لإنقاذ الصفقة.
حيث شدد المصدر الدبلوماسي الأجنبي لصحيفة "هآرتس"، أن "ليس لدى نتنياهو أي أساس للتمسك بموقفه بشأن محور فيلادلفيا".
كما أشارت المصادر للصحيفة، إلى أنه بعد تفنيد حجج نتنياهو حول ضرورة البقاء في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، فإنه عليه أن يكون مرنًا في المفاوضات.
بحسب هآرتس، فإن نتنياهو فقد منذ فترة طويلة ثقة كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وقطر ومصر فيما يتعلق باستعداده للتوصل إلى اتفاق.
وقد استُقبلت تصريحات نتنياهو بالتزامه بالخطوط العريضة التي طرحها بايدن بعين الريبة، كما أن الخطوط الحمراء التي وضعها في يوليو/تموز الماضي، اعتبرتها المصادر الأجنبية بأنها بمثابة عصا في عجلات المفاوضات، وكانت تهدف إلى إفشال الصفقة.
وقبل أسبوعين عقد نتنياهو، على عجل مؤتمرًا صحفيًا وحاول شرح مطلبه بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا.
الصحيفة أشارت إلى أن نتنياهو يتذرع بأمرين بشأن محور فيلادلفيا، الأول أن حماس قد تستخدمه لإعادة تسليح نفسها، والثاني أن البقاء بالمحور من شأنه أن يحبط احتمال تهريب حماس المختطفين إلى إيران أو اليمن عبره.
مفاوضات الهدنة في غزة
ورغم تواصل جهود الوساطة من قبل مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة منذ أشهر، وتقديم مقترح اتفاق تلو آخر لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع شروط جديدة، حذر وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، في وقت سابق، من أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وتشمل هذه الشروط "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم)".
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.
وبموازاة حربه على غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن مقتل 705 وإصابة نحو 5,700، إضافة لأكثر من 10,700 معتقل، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.
فيما خلفت حربه المدمرة على غزة، التي تحظى بدعم أمريكي، أكثر من 136,000 قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10,000 مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.