قال مسؤولون فلسطينيون الإثنين 2 سبتمبر/ أيلول 2024، إن القوات الإسرائيلية قتلت 48 فلسطينيًا على الأقل في أنحاء قطاع غزة في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، في الوقت الذي ينفذ فيه مسعفون حملة تطعيمات في يومها الثاني ضد شلل الأطفال في القطاع.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يفعل ما يكفي" من أجل الوصول إلى اتفاق لتبادل الأسرى في قطاع غزة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن بايدن قوله للصحفيين في واشنطن: "نحن قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق، ولا أعتقد أن نتنياهو يفعل ما يكفي حيال ذلك". وحتى الساعة 14:45 (ت.غ) لم يعلق مكتب نتنياهو على تصريحات الرئيس الأمريكي.
اليوم الثاني من تطعيم الأطفال في غزة
قال مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون من الأمم المتحدة إن أكثر من 80 ألف طفل تلقوا التطعيم في المناطق الوسطى من غزة أمس الأحد، في اليوم الأول من الحملة.
ووافقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل على فترات توقف قصيرة في القتال للسماح للحملة بتطعيم نحو 640 ألف طفل. ولم ترد أنباء عن أي انتهاكات بالقرب من مراكز التطعيم.
وقال مسؤولون فلسطينيون اليوم الإثنين إن سبعة فلسطينيين قُتلوا في غارتين جويتين إسرائيليتين على مدينة غزة، بينما قتلت غارتان أخريان ستة أشخاص في مخيمي البريج والنصيرات للاجئين في قطاع غزة. ولم يدل الجيش الإسرائيلي بتعليق حتى الآن.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي إن المقاتلين تصدوا للقوات الإسرائيلية في الشمال والجنوب وفي بعض المناطق الوسطى من غزة بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون (المورتر).
دعوات لوقف إطلاق النار
في حين كررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) اليوم الإثنين دعوتها لوقف إطلاق النار فورًا لضمان نجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال وأمن المشاركين فيها.
وقالت الوكالة على منصة التواصل الاجتماعي إكس "في اليوم الأول فقط، وصلت فرق الأونروا وشركاؤها إلى حوالي 87000 طفل، بحسب منظمة الصحة العالمية. وتستمر الجهود لتزويد الأطفال بهذا اللقاح الرئيسي، لكن ما يحتاجون إليه أكثر هو وقف إطلاق النار الآن".
وواصلت إسرائيل وحماس تبادل الاتهامات بإفشال مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار، الذي من شأنه أن ينهي الحرب، ويترتب عليه إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في غزة مقابل الإفراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.
إحضار الأطفال للمراكز الطبية
يواصل الآباء إحضار أطفالهم الرضع إلى المراكز الطبية اليوم الإثنين لتلقي التطعيم. وتقول منظمة الصحة العالمية إن انخفاض المعدل المعتاد للتطعيمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن بينها غزة، ساهم في عودة ظهور شلل الأطفال في المنطقة.
وشلل الأطفال فيروس شديد العدوى قد يسبب الشلل والوفاة للأطفال الرضع، ومن تقل أعمارهم عن عامين هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة به.
وأكدت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إصابة طفل بالشلل الجزئي بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهي أول حالة من نوعها في المنطقة منذ 25 عامًا.
وقالت وفاء عبد الهادي بعد تطعيم ابنتيها (خمسة أشهر وخمس سنوات) داخل منشأة طبية في دير البلح "الحمد لله أنا سعيدة أنني طعمت أطفالي ضد شلل الأطفال كي لا يصبهُم أي مكروه… وإن شاء الله يا رب كل أطفال غزة يُطعموا، غير تطعيم شلل الأطفال نرجو تطعيمات أخرى".
واضطرت وفاء للسير على طرق دمرتها الحرب ومحاطة بمبانٍ سكنية مدمرة من جميع الجوانب للوصول إلى المنشأة. وأضافت "إحنا لا نريد تطعيمات، بالنسبة لنا نريد وقف الحرب".
ويقول الفلسطينيون إن السبب الرئيسي وراء عودة شلل الأطفال هو انهيار المنظومة الصحية وتدمير معظم المستشفيات في قطاع غزة. وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الإثنين مقتل ما يقدر بنحو 40786 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 94 ألفا في القطاع منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر تشرين الأول.
وخرج محتجون إسرائيليون إلى الشوارع لليوم الثاني الإثنين وشن اتحاد نقابات العمال (الهستدروت) إضرابا عاما للضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على اتفاق لإعادة من تبقى من الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، وذلك بعد العثور على ست جثث لرهائن قتلى في غزة.
بايدن يهاجم نتنياهو
في سياق موازٍ قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يفعل ما يكفي" من أجل الوصول إلى اتفاق لتبادل الأسرى في قطاع غزة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن بايدن قوله للصحفيين في واشنطن: "نحن قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق، ولا أعتقد أن نتنياهو يفعل ما يكفي حيال ذلك".
وحتى الساعة الثالثة (ت.غ) لم يعلق مكتب نتنياهو على تصريحات الرئيس الأمريكي.
ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة حرجة، بسبب إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وعدم الانسحاب من محوريّ نتساريم وفيلادلفيا وسط وجنوب القطاع، بينما تتمسك حركة حماس بإنهاء الحرب وعودة النازحين والانسحاب الإسرائيلي من كامل القطاع.
وتأتي تصريحات بايدن تزامنًا مع مظاهرات عارمة في مدن إسرائيلية بينها تل أبيب، للمطالبة بإبرام تبادل أسرى والضغط على الحكومة، بعد الإعلان عن مقتل 6 محتجزين إسرائيليين في نفق بمدينة رفح جنوبي القطاع، قالت حماس إنهم قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي.
كما تتزامن مع إضراب في إسرائيل لاتحاد نقابات العمال "الهستدروت" بدأ صباح الاثنين، إلا أن محكمة تل أبيب قررت إنهاءه استجابةً لطلب الحكومة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا على غزة، خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلةً قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.