يواصل الاحتلال اقتحامه الواسع لمدينة ومخيم جنين لليوم الرابع على التوالي، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، السبت، 31 أغسطس/آب 2024، استشهاد مواطنين اثنين بالرصاص في مخيم جنين، ما يرفع عدد شهداء العملية الإسرائيلية بشمال الضفة منذ فجر الأربعاء إلى 22.
وقالت الوزارة، في بيان إن "الهيئة العامة للشؤون المدنية (جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي) أبلغتها باستشهاد أمجد مصطفى إبراهيم صالح ومحمد أمين طلال عبد الله برصاص الاحتلال في جنين، السبت".
وأشارت بذلك إلى أن "عدد الشهداء في مدن جنين وطولكرم وطوباس ومخيماتها ارتفع منذ الأربعاء الماضي إلى 22".
وفي وقت سابق السبت، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمها "وصلت إلى منطقة جثماني هذين الشهيدين في مخيم جنين، لكن قوات الاحتلال تمنع استلامهما وتطلب من المسعفين المغادرة".
وفي بيان لاحق قالت الجمعية، إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي منعت للمرة الثالثة نقل إصابتين في مخيم جنين إلى المستشفى".
وأشارت إلى أنه "يوجد تنسيق من أجل الوصول إليهما، ولكن جيش الاحتلال يطلب من المسعفين مغادرة الموقع".
بدورها، نعت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، "الشهيد محمد أبو طلال"، وقالت إنه "أحد أبطال كمين الدمج الذي نفذته في مخيم جنين اليوم".
وأشارت إلى أنه "اُستشهد عقب تنفيذه مع عدد من إخوانه كمين الدمج النوعي في مخيم جنين الذي استهدف بعبوة شديدة الانفجار قوة صهيونية خاصة، واشتباكه معهم من المسافة صفر؛ ما أدى إلى وقوع أفراد القوة المتقدمة بين قتيل وجريح".
ومنتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، أطلق الجيش الإسرائيلي "عملية عسكرية" شمالي الضفة تعد "الأوسع" منذ عام 2002، حيث اقتحمت قوات كبيرة مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة قرب مدينة طوباس، قبل أن تنسحب فجر الخميس من مخيم الفارعة، ومساء اليوم نفسه من طولكرم.
بينما لا تزال عمليات الجيش مستمرة في مدينة جنين ومخيمها.
وعلى مدى 4 أيام، تواصل طائرات مسيرة ومروحيات التحليق في سماء جنين وسط سماع تبادل لإطلاق النيران.
دمار كبير في جنين
من جانبها، أعلنت بلدية جنين أن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 70٪ من شوارع المدينة الواقعة شمالي الضفة الغربية، في عمليته العسكرية المستمرة في المدينة لليوم الرابع على التوالي، بما في ذلك بنيتها التحتية.
كما أكدت انقطاع المياه عن 80٪ من المدينة وكامل المخيم.
جاء ذلك في تصريحات لمدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية جنين بشير مطاحن، نقلتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وقال مطاحن، إن "قوات الاحتلال جرفت أكثر من 70٪ من شوارع المدينة بالكامل (…) على عمق يقارب متر ومتر ونصف، ما أدى إلى تدمير شبكات المياه والصرف الصحي، وكوابل الاتصالات والكهرباء، في المناطق التي تم تجريفها، بما يقدر بطول 20 كلم بشكل أولي".
وأشار إلى "انقطاع المياه عن 80٪ من المدينة وكامل المخيم، بسبب تدمير الشبكات وعدم قدرة الطواقم الفنية على الوصول إلى تلك الشبكات لتحويلها إلى مناطق أخرى".
وتابع أن "طواقم البلدية غير قادرة على الوصول لأماكن الشبكات المتضررة رغم محاولاتها التي تعرضت خلالها لإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال".
مدير إعلام بلدية جنين، لفت إلى أن "قوات الاحتلال أحرقت أجزاء من سوق الخضار المركزي في المدينة، وأن التقديرات الأولية لأضرار السوق ومحلاته التجارية تشير إلى أنها تعرضت لأضرار فادحة، إضافة إلى تدمير مئات المنازل والسيارات".
من جانبه، دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة، السبت، إلى إنهاء الهجوم الإسرائيلي الحالي على مخيم جنين للاجئين "على الفور".
وقال المكتب الأممي، في بيان نشره على موقعه الالكتروني، إننا "ندين استخدام قوات الأمن الإسرائيلية للقوة غير القانونية أثناء العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة".
وأضاف البيان أن "العملية المستمرة لقوات الأمن الإسرائيلية في مخيم جنين للاجئين وأجزاء مجاورة من المدينة أدت إلى عمليات قتل غير قانونية، وانعدام الأمن للسكان الفلسطينيين، وتدمير هائل للمخيم الذي يقطنه حوالي 11 ألف فلسطيني".
وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة فيما صعد المستوطنون اعتداءاتهم ما تسبب في مقتل 676 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وإصابة أكثر من 5 آلاف و400، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و200.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.