رفضت الأكاديمية الوطنية للتلفزيون والفنون والعلوم (NATAS)، دعوات لإلغاء ترشيح صحفية فلسطينية لجوائز "إيمي" الدولية، بعدما طالب بذلك نحو 150 من المشاهير ومحترفي صناعة الأعمال الفنية والوثائقية اليهود بزعم معاداتها السامية.
بيسان عاطف عودة (25 عاما) ترشحت لنيل جائزة "إيمي" للأخبار والأفلام الوثائقية للعام 2024، لفئة "القصة الإخبارية الصعبة المتميزة" عن فيلمها الوثائقي: "أنا بيسان من غزة.. وما زلت على قيد الحياة".
الفيلم من إنتاج شبكة "الجزيرة +/ AJ+" على موقع يوتيوب، مدته 8 دقائق، ويروي معاناة بيسان وأهالي قطاع غزة جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ أشهر، بينما تفر العائلات من مكان إلى آخر بحثًا عن مكان للنزوح؛ حيث لا مكان آمن.
وخلال حرب الاحتلال المستمرة منذ 11 شهرًا، نزح عشرات آلاف الفلسطينيين من مناطق مختلفة، وخاصة شمال القطاع ومدينة رفح، وشرق المحافظات الوسطى إلى منطقة "المواصي"، وذلك بأمر إجباري من إسرائيل.
ضغوط لإلغاء ترشح الصحفية الفلسطينية
وبحسب صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، فإن 150 عضوا في منظمة "المجتمع الإبداعي من أجل السلام" اليهودية بعثوا برسالة إلى المدير التنفيذي لـ "ناتاس" آدام شارب، يطالبونه فيها بإلغاء ترشيح بيسان.
المنظمة التي تقول إن مهمتها "التثقيف حول تزايد معاداة السامية في صناعة الترفيه، وحشد الدعم ضد المقاطعة الثقافية لإسرائيل" زعمت في رسالتها، أن بيسان لها علاقات مع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، مشيرة إلى أنها منظمة مصنفة "إرهابية" ومحظورة في الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي.
وذكرت الصحيفة أن من بين الموقعين على الرسالة الممثلتان ديبرا ميسينغ وسلمى بلير، والرئيس التنفيذي السابق لشركة Paramount شيري لانسينغ، والملياردير حاييم سابان، ومدير الترفيه مايكل روتنبرغ.
وجاء رد شارب الأربعاء، برسالة موجهة إلى آري إنجل، المدير التنفيذي لمنظمة اليهودية، قال فيها: "لم تتمكن ناتاس من تأكيد التقارير" عن ارتباط بيسان مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، "كما لم تتمكن بعد من كشف أي دليل على تورط أحدث أو نشط لها معها".
وأكد شارب أن الأفلام الوثائقية التي سبق ورشحت لجائزة إيمي "كانت مثيرة للجدل، حيث قدمت منصة لأصوات قد يجدها بعض المشاهدين مرفوضة أو حتى مقيتة، لكن الجميع كانوا في خدمة المهمة الصحفية لالتقاط كل جانب من جوانب القصة"، وفق تأكيده.
مجلة "TheWrap" المتخصصة بأخبار الفن والفنانين والمهرجانات الدولية، نقلت بدورها عن شارب قوله في رسالة الرد: "الأمر الأكثر أهمية هو أن المحتوى المقدم للنظر في الجائزة كان متوافقًا مع قواعد المنافسة وسياسات ناتاس، وبناءً على ذلك، لم نجد أي سبب بعد لإلغاء الحكم التحريري للصحفيين المستقلين الذين راجعوا المادة".
وأضاف شارب أن المشاهد المصورة التي زعمت المنظمة اليهودية أن بيسان تظهر فيها مع أعضاء في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يعود تاريخها إلى "6 إلى 9 أعوام عندما كانت لا تزال مراهقة".
من جانبها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن بيسان تتنافس على الجائزة مع فيلمين لمذيعتين أخريين من غزة، أحدهما من إنتاج شبكة "سي إن إن" الأمريكية، والآخر من إنتاج صحيفة "الغارديان" البريطانية، بالإضافة إلى تقرير من أوكرانيا لـ "نيويورك تايمز"، وآخر من هايتي لشبكة "PBS".
واكتسبت بيسان التي كانت صانعة محتوى عملت على تعريف العالم بغزة، ملايين المتابعين على وسائل التواصل منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث وثقت تدمير "70 بالمئة من بنية القطاع التحتية" جراء القصف الإسرائيلي العنيف.
وبدعم أمريكي يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربًا على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
ويواصل الاحتلال الحرب متجاهلا قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.