بدّل بعض الجمهوريين الذين كانوا يساندون دونالد ترامب ولاءهم وقرروا مساندة كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية التي تملك حظوظاً في الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجري في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وأدلى بعض هؤلاء الجمهوريين بتصريحات تشرح الأسباب التي جعلتهم يغيرون موقفهم ويدعمون كامالا هاريس، بحسب ما نقل موقع "فرانس 24".
ستيفاني غريشان واحدة من الذين غيروا ميولهم الانتخابية، فقد عملت ملحقة إعلامية سابقة مع دونالد ترامب عندما كان رئيساً للبلاد. لكنها اليوم لا تشعر "بالتعاطف معه ولا تكن له أي ولاء "، وفق ما قالت. وشغلت غريشان أيضاً منصب الناطقة الرسمية باسم ميلانيا ترامب، زوجة الملياردير الأمريكي.
أما أوليفيا تروي، التي عملت مستشارة سابقة لمايك بنس، النائب السابق لترامب، فقررت هي الأخرى دعم المرشحة الديمقراطية والابتعاد عن الرئيس الجمهوري السابق.
ريش لوجيس، مساند جمهوري سابق اختار أيضا الابتعاد عن ترامب. يعمل مستثمرًا وكان يعتبر من أفراد الدائرة المقربة لدونالد ترامب. لكن الطريقة "الكارثية" التي أدار بها ترامب أزمة كوفيد-19 والهجوم الذي شنه أنصاره على مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن في يناير/كانون الثاني 2021 جعله، يبتعد عن ترامب في أغسطس/آب 2022 -بعد أن كان يعتبره رمزا في السابق (يقصد دونالد ترامب)- وعن الحركة التي أسسها تحت مسمى "لنجعل أمريكا قوية مرة أخرى".
وقال لوجيس: "لم يكن القرار سهلاً لأن الحزب الجمهوري كان جزءاً من حياتي". لكنه تعهد بالتصويت هذه المرة لصالح الحزب الديمقراطي وأطلق منظمة أطلق عليها اسم "الجمهوريون يدعمون هاريس".
وأضاف في شريط فيديو تم بثه خلال أعمال مؤتمر الحزب الديمقراطي المنعقد في مدينة شيكاغو لغاية مساء الخميس: "توقفت عن الاستماع إلى ما يقوله ترامب. شاهدته بعيني عن قرب وأدركت بأنه كان يكذب بشأن كل شيء تقريباً".
هذا، وسلك جيوف دونكان الخطوة نفسها. ولم يهضم هذا النائب السابق لحاكم ولاية جورجيا محاولات دونالد ترامب تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة في هذه الولاية.
وما تزال قائمة الجمهوريين الذين التحقوا بكامالا هاريس طويلة، على غرار آنا نافارو، وهي شخصية تلفزيونية معروفة وآدم كانزيجر الممثل السابق للحزب الجمهوري في ولاية إلينوي بالكونغرس، إضافة إلى جون جيل رئيس بلدية "ميسا" في ولاية أريزونا.
هذا الأخير اعترف أمام الديمقراطيين "بأنني كنت دائماً جمهورياً. لكن اليوم أشعر براحة أكثر مع الحزب الديمقراطي".
فلوريدا نحو الديمقراطيين؟
بالرغم من ولائها السابق للحزب الجمهوري ودونالد ترامب، إلا أن ولاية فلوريدا صوتت مرتين لصالح باراك أوباما، المرة الأولى في 2008 والثانية في 2012.
بالمقابل -قبل انسحاب جو بايدن من السباق الانتخابي الحالي- كانت استطلاعات الرأي تتوقع فوز دونالد ترامب بسهولة في هذه الولاية.
لكن استطلاع آخر للرأي نشر في 10 و11 أغسطس/آب، أظهر أن هناك إمكانية حقيقية أن تنتصر كامالا هاريس في هذه الولاية "المتأرجحة "وتتفوق على ترامب".
فمرشحة الحزب الديمقراطي باتت تملك ورقة مهمة تلعبها لدى النساء والجالية المتحدثة بالإسبانية، وذلك على العكس من دونالد ترامب.
هذا وقالت جوديثان سكورفيلد ماك لوخلان، وهي أستاذة في العلوم السياسية بجامعة تقع جنوب فلوريدا: "دعم كل من هاريس ونائبها تيم والز يشبه كثيراً الدعم الذي استفاد منه باراك أوباما في 2008 و2012 على مستوى ولاية فلوريدا".
لكن مجلة "نيوزويك" الأمريكية أشارت إلى أن فوز كامالا هاريس في ولاية فلوريدا يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لدعمه لترامب.
الإنجيليين ضد ترامب
إضافة إلى فلوريدا، على دونالد ترامب أن يراقب أيضاً موقف ناخبين آخرين وهم المسيحيون الإنجيليون.
هذه الفئة من الناخبين المتدينين يقومون بحملة إعلامية معادية لترامب ويعلنون على مواقع التواصل الاجتماعي عن مساندتهم لهاريس. ولم يتخيل الحزب الجمهوري أن يحدث مثل هذا التصرف ضد مرشحهم.
وتجدر الإشارة إلى أن المسيحيين الإنجيليين ساهموا بشكل فعال في إنجاح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في 2016.
طالما أراد الرئيس الأمريكي السابق أن يسوق نفسه على أنه رئيس أمريكا المتدينة ويقف في وجه الأفكار التقدمية التي يطرحها الحزب الديمقراطي.
هذا، وصرح بعض الإنجيليين الذين شكلوا جمعية لمساندة هاريس:"دونالد ترامب ما هو إلا رسول مشبوه".
وأضافوا في شريط فيديو مدته 35 ثانية استذكروا فيه بعض التصريحات الاستفزازية التي قالها الرئيس الجمهوري السابق منها "يمكن أن أقف في الجادة الخامسة بنيويورك وأطلق النار على أي شخص دون أن أفقد أي مناصر". "إنه أمر مذهل".
من جهة أخرى، أكدت مجلة "نيوزويك" أنه بالرغم من مساندة بعض المتدينين الذين انضموا إلى حملة "لنجعل أمريكا قوية مرة أخرى" التي أطلقها ترامب، إلا أنهم لا يمنحون المال لتمويل حملته الانتخابية".
أكثر من ذلك، هناك استمارة أطلقتها الحركة المسيحية "أمريكا المؤمنة" ووقع عليها عدة آلاف من الأمريكيين، تدعو إلى عدم التصويت لدونالد ترامب.
وأنهى بعض المنخرطين في هذه الحركة شهادتهم بالقول: "الدين المسيحي علمنا الحب. سنواجه خطاب الكراهية الذي أطلقه الشخص الذي قال لنا في فصل الربيع الماضي "لنجعل أمريكا قوية مرة أخرى" (يقصدون دونالد ترامب).