قالت منظمة أطباء بلا حدود الخميس 22 أغسطس/آب 2024 إنه من "غير الإنساني" أن يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي بتهجير المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء إلى 40 ألفًا و265 شهيدًا، و93 ألفًا و144 مصابًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 فيما كشف مسؤول بالوزارة إن جرحى الحرب يحتاجون إلى نحو نصف مليون عملية جراحية في ظل انهيار المنظومة الصحية.
منظمة أطباء بلا حدود قالت في بيان نشرته على منصة "إكس"، أن قوات الاحتلال أجبرت الفلسطينيين بمنطقتي دير البلح وخان يونس على النزوح، في حين حاول العديد من الأشخاص، من بينهم أفراد من منظمة أطباء بلا حدود، الانتقال إلى منطقة المواصي جنوبًا.
أمراض تهدد النازحين في غزة
من جانبه أكد العامل في المنظمة بغزة جاكوب غرانغر على أن التهجير القسري المستمر لسكان غزة هو أمر "غير إنساني" وشدد غرانغر على أن أهالي غزة النازحين لم يعد لديهم أي ممتلكات ولا مكان يذهبون إليه.
من جانبها أفادت المنسقة الطبية للمنظمة بالمنطقة جولي فوكون بأنهم لاحظوا زيادة في الأمراض الجلدية مثل الجرب الناجمة عن نقص مواد التنظيف. وقالت فوكون: "يضطر الناس مع القصف المستمر إلى البحث عن مأوى في منطقة تتقلص مساحتها، بينما تسوء الظروف وتستمر الأمراض في الانتشار، وغالبًا ما تؤثر على الفئات الأضعف، مثل الأطفال".
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أصدرت إسرائيل بين 1 يوليو/تموز و21 أغسطس/آب 16 أمر إخلاء، في حين تم تهجير ما يقدر بنحو 213 ألف فلسطيني قسرًا من بداية أغسطس إلى 16 من ذات الشهر.
وتجبر إسرائيل الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل مستمر على النزوح من مكان إلى آخر بموجب أوامر إخلاء أصدرتها منذ الحرب التي بدأتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، فإن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة تعرضوا للتهجير بسبب الهجمات الإسرائيلية.
نصف مليون عملية جراحية لمصابي غزة
وبالتزامن قال الوكيل المساعد لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عبد اللطيف الحاج: إن جرحى الحرب التي تشنها "إسرائيل" على القطاع يحتاجون إلى نحو نصف مليون عملية جراحية في ظل انهيار المنظومة الصحية حسب ما نشرته وسائل إعلام فلسطينية.
وأضاف أن هناك "ما يزيد عن 94 ألف جريح في غزة، وهؤلاء يحتاجون بمعدل 3 إلى 4 عمليات جراحية بعد الحرب"، مضيفًا: "قد يصل عدد العمليات الجراحية المطلوب إجراؤها للمصابين بعد الحرب إلى نصف مليون عملية".
كما أكد المسؤول الفلسطيني إن المنظومة الصحية في غزة تعاني جراء فقدان أكثر من 70% من القدرة السريرية بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات وخروجها عن الخدمة.
وأوضح أنه فور توقف إطلاق النار، لا بد من القيام بجهد سريع لترميم المستشفيات وجلب أجهزة طبية وأدوية ومستلزمات طبية.
كما شدد على ضرورة وصول مستشفيات ميدانية حقيقية فاعلة إلى غزة فيها غرف عمليات جراحية متكاملة، إضافة لتجهيزات الأشعة وأجهزة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية والمخبرية ومولدات كهربائية حديثة لحل أزمة الطاقة.
ارتفاع حصيلة شهداء غزة
من جانبها قالت وزارة الصحة في تقريرها الإحصائي لليوم الـ 321 من الحرب، عبر منصة تلغرام: "ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 40,265 شهيدًا، و93,144 إصابة، منذ السابع من أكتوبر الماضي".
وأوضحت أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 42 شهيدًا و163 إصابة خلال 24 ساعة".
وشدد التقرير على أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
ويشن الاحتلال بدعم أمريكي حربها الدموية على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الـ11، وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.