اندلعت اشتباكات بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي والحريديم يوم 21 أغسطس/آب 2024 في القدس، بعد أن احتج المئات منهم على استدعاء الجيش عدداً منهم للتجنيد في صفوفه، واشتبكوا مع الشرطة قرب مكتب للتجنيد في القدس الغربية.
وحشدت شرطة الاحتلال قوات كبيرة في المكان، وفرقت المحتجين بالقوة ورشتهم بالمياه الآسنة، وأغلقت جميع الشوارع الموصلة إلى مكتب التجنيد، واعتقلت عدداً منهم حسب ما نشرته وسائل إعلام محلية.
فيما أظهرت مقاطع مصورة عدداً من يهود الحريديم وهم يغلقون شوارع في محيط المكتب، ويشتبكون مع الشرطة التي حاولت فض احتجاجهم.
وأغلق المحتجون سكة القطار البلدي في القدس في منطقة شارع يافا، فيما اعتقلت الشرطة عدداً منهم، كما أُصيب حريدي واحد على الأقل أثناء اعتداء الشرطة عليهم بالضرب، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
تجنيد الحريديم في جيش الاحتلال
وفي وقت سابق قال رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي في مؤتمر صحفي، إن تجنيد اليهود المتدينين "الحريديم" في الجيش، أصبح "ضرورة ملحّة، ولهذا السبب نشجع ذلك بقوة، ونريد أن نفعل ذلك بشكل صحيح".
وأضاف: "كل كتيبة يهودية متدينة ننشئها ستوفر علينا تجنيد الآلاف من جنود الاحتياط".
كما تطالب أحزاب معارضة وحتى شخصيات من حزب الليكود المشارك في الائتلاف الحاكم بتجنيد اليهود المتدينين.
وفي، وقت سابق صوّت الكنيست خلال جلسة عامة، لمصلحة إحياء مشروع قانون للتجنيد تم طرحه خلال فترة البرلمان السابق، ويمنح اليهود الحريديم "استثناءات" تخص الخدمة العسكرية.
ويتضمن المشروع خفض سن الإعفاء من التجنيد لـ"الحريديم" إلى 21 عاماً (حالياً 26 عاماً).
وحاليًا، يتمكن الحريديم عند بلوغ 18 عاماً، وهو سن الالتحاق بالخدمة العسكرية للجميع في إسرائيل، من تجنب التجنيد في الجيش عبر الحصول على تأجيلات متكررة لمدة عام واحد بحجة الدراسة بالمدارس الدينية، إلى حين وصولهم إلى سن الإعفاء من التجنيد (26 عاماً حالياً).
ومن المقرر بعد بحث التشريع في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست طرحه بالقراءتين الثانية والثالثة الضرورتين ليصبح قانونًا نافذًا.
التلويح بتجنيد "الحريديم" يتزامن مع استمرار حرب الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وخلفت أكثر من 123,000 فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10,000 مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأشخاص.