أعلنت جامعة كامبريدج البريطانية أنها ستراجع استثماراتها بعد مطالبات من الطلاب المؤيدين لفلسطين الذين أقاموا مخيماً احتجاجياً في الحرم الجامعي امتد لعدة أشهر، والذين طالبوا بسحب الاستثمارات من الشركات المتواطئة مع إسرائيل في حربها على غزة، بحسب ما نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، الأربعاء 24 يوليو/تموز 2024.
وقالت إدارة الجامعة في بيان يوم الثلاثاء: "وافق اتحاد الطلاب على الاقتراح، كما وافقت دوائر أخرى على مستوى الكلية على اقتراحات مختلفة، وأعرب الطلاب المحتجون المنضمين لمعسكر كامبريدج من أجل فلسطين لنا عن قلقهم من أن استثمارنا الحالي قد لا يكون متماشياً مع قيمنا المؤسسية، وخاصة فيما يتعلق بصناعة الأسلحة والدفاع".
ووعدت الجامعة بدراسة "سبل تحديد ومراقبة المخاطر الدفاعية داخل محافظ الاستثمار" كجزء من المراجعة.
يأتي هذا بعد أن كشف موقع ميدل إيست آي في مايو/أيار الماضي، أن كلية ترينيتي التابعة لجامعة كامبريدج سحبت استثماراتها من جميع شركات الأسلحة.
وقد استثمرت ترينيتي 78.089 دولاراً في أكبر شركة أسلحة إسرائيلية، "إلبيت سيستمز"، التي تنتج 85% من الطائرات بدون طيار والمعدات الأرضية التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ميدل إيست آي، إذ تعد أغنى كلية تأسيسية في جامعة كامبريدج.
كما استثمرت الكلية كذلك ملايين الدولارات في شركات أخرى تعمل على تسليح ودعم الحرب الإسرائيلية على غزة والاستفادة منها.
وقد حظيت الاحتجاجات في جامعة كامبريدج بدعم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وبدأت المفاوضات بين الجامعة والمحتجين في أواخر شهر مايو/أيار.
وقالت إدارة الجامعة، الثلاثاء، إنها أجرت "حواراً بناءً" مع مندوبي المحتجين.
ونتيجة للمفاوضات، فقد تعهدت أيضاً بتمويل الأكاديميين والطلاب الفلسطينيين للذهاب إلى كامبريدج وقالت إن "باحثاً فلسطينياً تم قبوله بالفعل للقدوم إلى كامبريدج قريباً مع عائلته".
كما تعهدت الجامعة بتشكيل مجموعة عمل، تضم ممثلين عن الطلاب، للعمل معهم على مراجعة الاستثمارات واقتراح خطوات أخرى.
وفي الوقت نفسه، يواصل المخيم استقطاب المزيد من المحتجين. وقال متحدث باسم المخيم لموقع ميدل إيست آي إن المفاوضات مع الجامعة بشأن مطالب المحتجين مستمرة.
وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا، ومن ثم إلى جامعات في دول أوروبية والعالم.