أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد 21 يوليو/تموز 2024، الانسحاب من الانتخابات الأمريكية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك بعد أن فقد أقرانه الديمقراطيون الثقة في قدرته البدنية والعقلية على التغلب على المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وقال بايدن في بيان نشره على صفحته الرسمية بمنصة "إكس": "على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية أحرزنا تقدماً كبيراً كأمة واليوم تتمتع أمريكا بأقوى اقتصاد في العالم"، مضيفاً أنه "سيتحدث إلى الأمة في وقت لاحق هذا الأسبوع بشأن قراره الانسحاب من السباق الرئاسي."
— Joe Biden (@JoeBiden) July 21, 2024
وأضاف بايدن: "أعتقد أنه من مصلحة حزبي والدولة أن أتنحى وأركز فقط على أداء واجباتي كرئيس للفترة المتبقية من ولايتي".
وتابع الرئيس الأمريكي: "لقد قمنا باستثمارات تاريخية في إعادة بناء أمتنا، وفي خفض تكاليف الأدوية الموصوفة لكبار السن، وفي توسيع نطاق الرعاية الصحية بأسعار معقولة لعدد قياسي من الأمريكيين.. لقد قدمنا الرعاية اللازمة لمليون من المحاربين القدامى الذين تعرضوا للمواد السامة، كما تم إقرار أول قانون لسلامة الأسلحة منذ 30 عاماً."
وأوضح: "عُينت أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي في المحكمة العليا.. وصدر أهم تشريع مناخي في تاريخ العالم ولم تكن أمريكا في وضع يسمح لها بالقيادة أفضل مما هي عليه اليوم."
كما أردف الرئيس الأمريكي بالقول: "أعلم أنه لم يكن من الممكن تحقيق أي من هذا بدونكم أيها الشعب الأمريكي.. لقد تغلبنا معاً على جائحة تحدث مرة كل قرن وعلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير.. لقد قمنا بحماية ديمقراطيتنا والحفاظ عليها وقمنا بتنشيط وتعزيز تحالفاتنا حول العالم."
وأفاد في بيانه: "لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أكون رئيسكم.. وبينما كنت أعتزم السعي لإعادة انتخابي، أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أتنحى وأركز فقط على أداء واجباتي كرئيس للفترة المتبقية من ولايتي."
واستطرد بايدن: "والآن اسمحوا لي أن أعرب عن عميق امتناني لجميع أولئك الذين عملوا بجد لإعادة انتخابي.. أود أن أشكر نائبة الرئيس كامالا هاريس لكونها شريكة استثنائية في كل هذا العمل.. واسمحوا لي أن أعرب عن تقديري العميق للشعب الأمريكي على الإيمان والثقة التي وضعتموها في شخصي."
واختتم بيانه قائلاً: "إنني أؤمن اليوم بما كنت أؤمن به دائماً، وهو أنه لا يوجد شيء لا تستطيع أمريكا فعله عندما نقوم بذلك معاً.. علينا فقط أن نتذكر أننا الولايات المتحدة الأمريكية."
بايدن يؤيد ترشيح هاريس
كما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأحد، أنه يؤيد ترشيح الحزب الديمقراطي نائبته كامالا هاريس لانتخابات 2024 الرئاسية بعد انسحابه من السباق.
وقال بايدن عبر منصة إكس "اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام".
My fellow Democrats, I have decided not to accept the nomination and to focus all my energies on my duties as President for the remainder of my term. My very first decision as the party nominee in 2020 was to pick Kamala Harris as my Vice President. And it's been the best… pic.twitter.com/x8DnvuImJV
— Joe Biden (@JoeBiden) July 21, 2024
ويعني تنحي بايدن تمهيد الطريق أمام نائبته كاملا هاريس للترشح عن الحزب الديمقراطي، لتصبح بذلك أول امرأة على الإطلاق من أصحاب البشرة السوداء تخوض سباق الرئاسة.
وبايدن هو أول رئيس يتخلى عن ترشيح حزبه لفترة جديدة منذ الرئيس ليندون جونسون في مارس 1968. تترك هذه الخطوة التاريخية أقل من أربعة أشهر لمن سيخلفه لتنظيم حملة انتخابية.
وإذا ظهرت هاريس كمرشحة، فإن هذه الخطوة ستمثل مقامرة غير مسبوقة من قبل الحزب الديمقراطي، بحسب رويترز. فهي أول امرأة أمريكية سوداء وآسيوية تترشح للبيت الأبيض في بلد انتخب رئيسًا أسود واحدًا ولم ينتخب امرأة للرئاسة في تاريخه الديمقراطي الذي يتجاوز القرنين.
وكان بايدن أكبر رئيس أمريكي يُنتخب على الإطلاق عندما تغلب على ترامب في 2020. وخلال تلك الحملة، وصف بايدن نفسه بأنه جسر إلى الجيل التالي من القادة الديمقراطيين. وفسر البعض ذلك على أنه يعني أنه سيخدم لفترة ولاية واحدة، وهو شخصية انتقالية تغلَّب على ترامب وأعاد حزبه إلى السلطة.
لكنه وضع نُصب عينيه ولاية ثانية معتقدًا أنه الديمقراطي الوحيد القادر على هزيمة ترامب مجدّدًا وسط تساؤلات حيال خبرة هاريس وشعبيتها. لكن في الآونة الأخيرة، بدأ تقدُّمه في السن يظهر بوضوح أكثر. وأصبحت مشيته متثاقلة وبات يتلعثم في الحديث أحيانًا.
وكان فريقه يأمل أن يهدِّئ أداء قوي له في مناظرة 27 يونيو المخاوف بشأن عمره. لكن حدث العكس. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/إبسوس بعد المناظرة أن نحو 40 بالمئة من الديمقراطيين يعتقدون أنه ينبغي له أن ينسحب من السباق.
وبدأ المانحون بسحب دعمهم له وبدأ أنصار هاريس بالتجمُّع حولها. وقال كبار الديمقراطيين، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وهي حليفة قديمة لبايدن، إنه لا يستطيع الفوز في الانتخابات.
وقاوم بايدن في البداية الضغوط للتنحي. وأجرى مكالمات واجتماعات مع المشرعين وحكام الولايات، وأجرى مقابلات تلفزيونية نادرة. لكنها لم تكن كافية.
وأظهرت استطلاعات الرأي اتساع تقدم ترامب في الولايات الحاسمة الرئيسية، وبدأ الديمقراطيون يخشون تعرضهم لهزيمة نكراء في مجلسي النواب والشيوخ. وفي 17 يوليو، دعاه النائب عن ولاية كاليفورنيا آدم شيف إلى الخروج من السباق.