أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الجمعة 20 يوليو/تموز 2024، أن إيران قادرة على إنتاج مواد انشطارية بهدف صنع قنبلة نووية "خلال أسبوع أو اثنين"، مكرراً التزام الولايات المتحدة منع طهران من تحقيق ذلك.
وخلال منتدى حول الأمن في كولورادو (غرب)، قال بلينكن إن "الوضع الراهن ليس جيّدًا. إيران، بسبب انتهاء الاتفاق النووي، بدلاً من أن تكون على بعد عام واحد على الأقل من القدرة على إنتاج مواد انشطارية لصنع قنبلة نووية، هي الآن على الأرجح على بعد أسبوع أو اثنين من القدرة على القيام بذلك".
كما أوضح بلينكن أن طهران "لم تطور سلاحاً إلى الآن، لكننا نراقب هذا الأمر من كثب طبعًا"، لافتا إلى أن "أسبوعًا أو أسبوعين" هو الوقت المقدّر لإيران لتتمكن من إنتاج هذه المواد الانشطارية بهدف صنع قنبلة نووية.
وتابع: "ما رأيناه في الأسابيع والأشهر الأخيرة هو أن إيران تمضي قدمًا في هذا البرنامج" النووي، مكررًا هدف الولايات المتحدة المتمثل في عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا أبدًا، و"تفضيل المسار الدبلوماسي" لتحقيق ذلك.
الاتفاق النووي
وتنفي الجمهورية الإسلامية سعيها إلى تطوير قنبلة نووية إلا أن برنامجها النووي يتنامى بشدة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على السلاح النووي التي خصبت اليورانيوم إلى مستوى مرتفع يبلغ 60%، بينما تواصل مراكمة مخزونات هذا المعدن المشع.
ومع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، صارت إيران أقرب إلى مستوى 90% اللازم لصنع قنبلة ذرية، وتجاوزت بكثير نسبة 3.67% المستخدمة في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية.
وانتقد بلينكن قرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب أحاديا في العام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني الذي أُبرم في 2015 بين الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى وأتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران مقابل تقييد أنشطتها النووية. وأعادت واشنطن بعد ذلك فرض عقوبات قاسية على إيران.
في المقابل، اتهم الرئيس الجمهوري السابق ترامب، المرشح مجدداً للرئاسة، إدارة خليفته الديمقراطي جو بايدن بالسماح لإيران بالمضي قدمًا في برنامجها النووي. وقال في مؤتمر الحزب الجمهوري "إيران قريبة جدًا من الحصول على سلاح نووي وهو ما لم يكن ليحدث أبدًا" لو كان رئيسًا.
وتراجعت إيران عن تنفيذ غالبية التزامات تقييد أنشطتها النووية بموجب اتفاقها التاريخي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى.
لكن القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري قال لشبكة سي إن إن هذا الأسبوع إن طهران لا تزال ملتزمة الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وأضاف باقري "ما زلنا عضوًا في الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة)… وبالتالي فإن الهدف الذي نسعى إليه هو إحياء الاتفاق".
وتوترت العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل متكرر منذ انهيار الاتفاق، وباءت الجهود التي توسط فيها الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق بالفشل حتى الآن.
ورداً على سؤال عما تتوقعه الولايات المتحدة من الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بيزشكيان، قال بلينكن "الحقيقة هي أن المرشد الأعلى يواصل اتخاذ كل القرارات، وبالتالي ليست لدينا توقعات كبيرة، لكننا سنرى ماذا سيفعل هو وفريقه بمجرد توليهم مهامهم".