كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الجمعة 19 يوليو/تموز 2024، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية حذرت من أن روسيا قد تدعم الحوثيين بصواريخ متطورة مضادة للسفن رداً على دعم واشنطن للضربات الأوكرانية داخل روسيا بأسلحة أمريكية.
وتأتي المعلومات الاستخباراتية الجديدة في الوقت الذي حذر فيه قائد القيادة الوسطى الأمريكية في الشرق الأوسط مؤخراً في رسالة سرية إلى وزير الدفاع لويد أوستن من أن العمليات العسكرية في المنطقة "فشلت" في ردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وأن هناك حاجة إلى نهج أوسع، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
في التفاصيل، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن البيت الأبيض أطلق حملة سرية في محاولة لمنع موسكو من تسليم الصواريخ للحوثيين المدعومين من إيران، والذين بدأوا في استهداف السفن عبر البحر الأحمر بعدما شنّ جيش الاحتلال حرباً على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الإدارة بذلت جهداً دبلوماسياً عبر دولة ثالثة، دون الإعلان عن هويتها، لمحاولة إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم الانضمام إلى إيران في تزويد الحوثيين بالأسلحة.
وقد أثار الجمع بين المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بأن موسكو ربما تخطط لتقديم الدعم العسكري في اليمن والتحذيرات التي أطلقها الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، تساؤلاً حول ما إذا كان البيت الأبيض يبذل جهوداً كافية لوقف هجماتهم في الممرات المائية الحيوية، بحسب وول ستريت جورنال.
وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية إن القيادة المركزية طلبت إعداد قائمة أوسع من الأهداف المحتملة، بما في ذلك أشخاص محددون.
لكن بعض المسؤولين الأمريكيين يقولون إنه كان من الممكن بالفعل بذل المزيد من الجهود لحماية الشحن التجاري بشكل أفضل، بما في ذلك ضرب مرافق تخزين الأسلحة الأكبر حجماً، واستهداف قادة الحوثيين.
تصعيد خطير
وقال تقرير الصحيفة الأمريكية إن قرار موسكو بتسليح الحوثيين من شأنه أن يشكل تصعيداً في المواجهة مع واشنطن، والتي كانت تدور في الأغلب حول الصراع في أوكرانيا. وقد أثارت موسكو بالفعل قلقاً عميقاً بين المسؤولين الأمريكيين من خلال تعزيز العلاقات مع كوريا الشمالية وإيران وضمان مساعدة الصين في تعزيز صناعة الدفاع الروسية.
ويرى بعض المحللين أن روسيا ربما تلوح بتهديد إرسال صواريخ مضادة للسفن للحوثيين لثني الإدارة عن اتخاذ خطوات إضافية لمساعدة كييف.
ويمتلك الحوثيون ترسانة متنوعة من الأسلحة لمهاجمة السفن، بما في ذلك الطائرات بدون طيار الهجومية والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة والقوارب بدون طيار. وقد قدمت إيران دعماً عسكريا وتكنولوجياً للحوثيين شمل العديد من الطائرات بدون طيار والصواريخ، وفقاً لما ذكرته وول ستريت جورنال.
لكن إمكانية حصولهم على صواريخ روسية متطورة تشكل خطراً جديداً.
ونقلت وول ستريت جورنال عن بهنام بن طالبلو، وهو زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قوله إن "الحوثيين يمتلكون أقوى القدرات المضادة للسفن بين شبكة الوكلاء الإقليميين لإيران. لكن الأسلحة الروسية المضادة للسفن ستمثل قفزة نوعية وتضيف المزيد من القوة إلى التهديد البحري الحالي الذي يشكله الحوثيون".
وفي الشهر الماضي، ذكر موقع ميدل إيست آي البريطاني، أن روسيا كانت قد فكرت في السابق في تزويد الحوثيين بصواريخ كروز مضادة للسفن، لكن السعوديين أقنعوها بعدم القيام بذلك.
ومنذ ذلك الحين، لاحظ المسؤولون الأمريكيون مؤشرات مستمرة على أن بوتين قد يقدم الصواريخ للحوثيين.
وكان بوتين قد حذر الشهر الماضي من أن موسكو قد تزود أعداء الولايات المتحدة بالأسلحة بسبب سياسة البيت الأبيض تجاه أوكرانيا.
ويقول بعض المسؤولين الأمريكيين إنه إذا تم تسليم الصواريخ، فمن الممكن إرسالها عبر طرق التهريب الإيرانية.