كشفت تقارير بريطانية أن شركة بي أيه إي سيستمز، أكبر شركة أسلحة في بريطانيا، والتي ترتبط بعلاقات عسكرية مع إسرائيل، قد استفادت من إعانات علمية حكومية بقيمة مليار جنيه إسترليني (1.30 مليار دولار) على مدار الثلاثين عاماً الماضية، بحسب ما نشره موقع دي كلاسيفيد البريطاني، الجمعة 19 يوليو/تموز 2024.
وأضاف الموقع أنه تم تقديم أكثر من 600 منحة بحثية للجامعات البريطانية في مشاريع مشتركة مع شركة بي أيه إي سيستمز.
وساعدت عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية في شكل مساعدات حكومية أخرى للجامعات في تمويل التدريب الداخلي في الشركة.
وشركة بي أيه إي سيستمز هي شركة تصنيع أسلحة مربحة للغاية، حيث بلغ دخل رئيسها حوالي 15 مليون دولار في العام الماضي.
وقد شهدت أسهم الشركة التي توفر مكونات للطائرات الحربية الإسرائيلية، ارتفاع سعر سهمها بنحو الثلث منذ أن شنت إسرائيل حرباً على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونقل موقع دي كلاسيفيد عن إيميلي آبل، من منظمة "الحملة ضد تجارة الأسلحة" (CAAT)، قولها: "من المثير للصدمة أن تتدفق مثل هذه المبالغ الضخمة من المال من الخزانة العامة إلى أكبر شركة أسلحة في المملكة المتحدة لتسهيل الأبحاث التي تسبب الموت والدمار في جميع أنحاء العالم."
وأضافت: "إننا بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لقطع العلاقات بين شركات الأسلحة ومؤسساتنا الأكاديمية على الفور".
دعم الإبادة الجماعية
يذكر أن المنح التي تلقتها الشركة قد تم تقديمها من قبل مجلس أبحاث العلوم الهندسية والفيزيائية (EPSRC)، وهي هيئة عامة مكلفة بتوزيع المنح البحثية الحكومية على الجامعات لتمويل مشاريع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
ويعد المجلس فرعاً من هيئة البحث والابتكار في المملكة المتحدة، والتي تتبع وزارة العلوم.
وقال متحدث باسم البحث والابتكار في المملكة المتحدة: "يوفر مجلس البحوث العلمية والتكنولوجية التمويل للجامعات في المملكة المتحدة لمواصلة التعاون البحثي مع الصناعة، دعماً لمهمتنا في تعزيز المعرفة وتوفير المملكة المتحدة المستدامة والمرنة والمزدهرة".
وقال متحدث باسم شركة بي إيه إي سيستمز لموقع دي كلاسيفايد : "نحن نستثمر بشكل كبير في المهارات والابتكار والشراكات ونفخر بالعمل مع الأوساط الأكاديمية لتطوير التقنيات التي تساعد في تقديم القدرات العسكرية وحماية الأمن القومي".
فيما قالت "الحملة ضد تجارة الأسلحة" في تصريح لموقع دي كلاسيفيد: "كان من الممكن إنفاق هذه الأموال على الأبحاث المتعلقة بالتكنولوجيا التي تنقذ الأرواح. ولكن بدلاً من ذلك، تم استخدامها لتأجيج الحروب وتطوير نوع المعدات العسكرية التي تستخدمها إسرائيل في الإبادة الجماعية في غزة".
وأثارت حرب إسرائيل -التي شهدت مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين- احتجاجات في عشرات الجامعات، حيث احتج الطلاب على استثمارات الجامعات في شركات الأسلحة.
وتقول حملة التضامن مع فلسطين إن الجامعات البريطانية تستثمر حالياً نحو 500 مليون دولار في شركات الأسلحة والسيارات والمالية التي ساعدت إسرائيل في تهجير الفلسطينيين.
وبحسب الموقع البريطاني، تزود شركة بي أيه إي سيستمز جيش الاحتلال الإسرائيلي بعدد من التقنيات الرئيسية، بما في ذلك أنظمة الطائرات البحرية بدون طيار، والتوجيه الصاروخي، ومكونات في الطائرات المقاتلة المستخدمة ضد الفلسطينيين في غزة.
وتتطلب عملية تصميم وإنتاج هذه المعدات تقنيات تجريبية ورياضية متطورة. ويشمل ذلك الفيزياء الكمومية، التي لها تطبيقات في تكنولوجيا التخفي العسكرية.
وقد حصلت جامعة برمنغهام، على سبيل المثال، على منحتين منذ عام 2015 بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 100 مليون دولار بالشراكة مع شركة بي إيه إي سيستمز لتطوير "أجهزة الاستشعار والتوقيت لمركز التكنولوجيا الكمومية في المملكة المتحدة".