تسعى حملة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تبني استراتيجية جديدة بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها منافسه الجمهوري دونالد ترامب، بما يشمل قراراً بعدم مهاجمة الرئيس السابق في الوقت الحالي، وإلقاء اللوم بدلاً من ذلك على المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في المناخ السياسي الحالي في البلاد، بحسب ما نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني، الثلاثاء 16 مايو/أيار 2024.
وذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مسؤولين في الحملة الانتخابية تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن البيت الأبيض والحملة الانتخابية لن يهاجما ترامب في الأيام المقبلة، وسوف يركزان بدلاً من ذلك على مواقف الرئيس السابقة المتمثلة في استنكار جميع أنواع العنف السياسي، بما يشمل انتقاداته الحادة "للفوضى" التي خلقتها الاحتجاجات الجامعية على خلفية الحرب الإسرائيلية في غزة.
وكان مستشارو بايدن يأملون في توقف الدعوات التي أطلقها بعض الديمقراطيين وغيرهم في الآونة الأخيرة لمطالبة بايدن بالتنحي والسماح لمرشح آخر بتمثيل الحزب الديمقراطي في انتخابات 5 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقال أحد مسؤولي الحملة عن محاولة الاغتيال "هذا يغيّر كل شيء… ما زلنا نقيم الوضع. إقامة الحجج على ترامب… ستكون أكثر صعوبة".
الاحتجاجات الطلابية
وفي عدة حالات على مدى الأشهر 8 الماضية، وعلى خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، أدان بايدن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين واتهمهم بالترويج للعنف ومعاداة السامية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أصدر بايدن بياناً أدان فيه الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي شهدتها الجامعات الأمريكية، قائلاً إنه في حين أنه "يحترم الحق في حرية التعبير … فإن الاستيلاء على المباني بالقوة ليس عملاً سلمياً – بل هو خطأ".
جاءت هذه التعليقات رداً على احتجاجات الطلاب في جامعة كولومبيا. وقد قوبلت هذه الاحتجاجات برد فعل عنيف من جانب الشرطة، حيث قام ضباط يرتدون ملابس مكافحة الشغب بتفريق المتظاهرين بعنف واعتقال العشرات.
ثم في أواخر الشهر الماضي، وصف بايدن احتجاجاً خارج كنيس يهودي في لوس أنجلوس بأنه "معاد للسامية". وجاء الاحتجاج على خلفية قيام شركة عقارات بالترويج لبيع منازل في المستوطنات في أراض في الضفة الغربية المحتلة.
ومنذ أن بدأت حرب إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دمرت القوات الإسرائيلية قطاع غزة وقتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وفي حين أن حصيلة القتلى الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة في غزة تبلغ ما يزيد قليلاً على 38 ألف قتيل، فإن مجلة لانسيت الطبية البريطانية نشرت مؤخراً مقالاً قدرت فيه أن حصيلة القتلى قد تتجاوز على الأرجح 186 ألف فلسطيني.
اتهامات بمعاداة السامية
وفي الولايات المتحدة، قوبلت حرب إسرائيل باحتجاجات حاشدة مؤيدة للفلسطينيين في مختلف أنحاء البلاد، وكان التركيز في هذه الاحتجاجات على الجامعات الأمريكية التي شهدت اقامة معسكرات تضامن مع غزة خلال الأشهر القليلة الماضية.
ورغم أن هذه الاحتجاجات الطلابية كانت سلمية إلى حد كبير، مع مطالب واضحة بسحب الجامعات للاستثمارات من الشركات المتواطئة مع إسرائيل، فقد واجهت الاحتجاجات هجمات عديدة بسبب معاداة السامية.
وقد استخدم المشرعون الأمريكيون أيضاً هذه الادعاءات المتعلقة بمعاداة السامية لمهاجمة قيادات عدد من الجامعات الأمريكية الرائدة.
كما وصفت وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى هذه الاحتجاجات بأنها معادية للسامية وتروج للكراهية والعنف.
لكن موقع ميدل إيست آي تحدث إلى طلاب يهود لم يشاركوا فقط في المظاهرات المؤيدة لفلسطين في العديد من الجامعات، بل ولعبوا أيضاً دوراً رئيسياً في تنظيمها.
وقال الطلاب اليهود إن مزاعم معاداة السامية كانت زائفة ومحاولة لصرف الانتباه عن مطالب الطلاب المحتجين. ووجد موقع ميدل إيست آي أيضاً أنه في العديد من المعسكرات الطلابية، كان عدد الطلاب اليهود المناهضين للصهيونية يفوق بكثير عدد الطلاب الفلسطينيين أو العرب المحتجين.
وفي رسالة نشرت في مايو/أيار، قال عدة مئات من الطلاب اليهود: "إن الرواية القائلة بأن مخيمات التضامن مع غزة معادية للسامية بطبيعتها هي جزء من جهد مستمر منذ عقود من الزمن لطمس الخطوط الفاصلة بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية".