حاخام يهودي يدعو طلاب المدارس الدينية للتمرد.. حثهم على رفض قرار التجنيد واعتبره بمثابة “إعلان حرب”

عربي بوست
تم النشر: 2024/07/11 الساعة 07:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/07/11 الساعة 07:32 بتوقيت غرينتش
الحاخام الأكبر في دولة الاحتلال، يتسحاق يوسف - رويترز

أعلن رجال دين يهود متشددون، الأربعاء 10 يوليو/تموز 2024، عن رفضهم السماح بتجنيد طلاب المدارس الدينية، وذلك بعد صدور أوامر من وزير الجيش الإسرائيلي يوآف جالانت بالبدء بتجنيد الطلاب المتدينين مطلع شهر أغسطس المقبل، بحسب ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية

هذا الموقف الصادر من بعض الحاخامات، ورد في صحيفة "يد نعمان" الدينية المتشددة، حيث أصدر الحاخام دوف لاندو، الزعيم الأرثوذوكسي الليتواني، تعليمات بعدم التجاوب مع استدعاءات الجيش تحت أية ظروف، حتى لو كان الاستدعاء الأول.

توتر متصاعد بين المؤسسة الدينية والمحكمة العليا

وقد أتى هذا التحرك نتيجة للتوتر المتصاعد إثر قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الذي صدر قبل أسبوعين، والقاضي بضرورة تجنيد طلاب المدارس الدينية في الجيش الإسرائيلي، ووقف تحويل الأموال للمؤسسات التي تأوي الطلاب المعفيين من الخدمة العسكرية. 

وفي تعليقه على القرار، أوضح الحاخام لاندو أن هذا القرار يعد بمثابة "إعلان حرب" على العالم الديني.

ورداً على ذلك، شدد الحاخام في بيانه أن الأمر تجاوز قضية تجنيد الطلاب إلى تحدي أسس الهوية الدينية التي يحملونها. 

وصرح الحاخام بأن التزام الجيش بأوامر المحكمة يجعل من المستحيل الاعتماد على أية تفاهمات سابقة مع القيادات العسكرية، مشيراً إلى أن امتثال الجيش لهذه الأوامر يعد بمثابة "استسلام كامل".

اجتماع بين الحاخامات

على مدار الساعات القليلة الماضية، اجتمع الحاخام كوفمان، رئيس لجنة المدرسة الدينية، بالحاخام لاندو في منزله لمناقشة الإستراتيجية المستقبلية للتعامل مع القرارات الأخيرة. 

وقد ألمح لاندو خلال اللقاء إلى الضرورة القوية لبلورة موقف موحد بين الحاخامات الأرثوذوكس بمختلف توجهاتهم تجاه هذه القضية.

يأتي هذا التحدي في ظل ظروف معقدة تمر بها الساحة الإسرائيلية، حيث يحتدم الصراع بين الهوية الدينية ومتطلبات الأمن القومي أكثر فأكثر، ويظهر رفض الحاخامات لتجنيد طلاب المدارس الدينية كمؤشر على التوترات المتزايدة حول دور الدين والسياسة في إسرائيل.

وكان وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، قد كشف أن الجيش بحاجة إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور، جراء الخسائر التي تعرضت لها القوات في ظل الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال وزير الجيش الإسرائيلي: "يمكننا تجنيد 4800 من اليهود المتدينين"، قائلا: "من الأفضل تمرير "لوائح" وليس "قانون تجنيد".

بحسب وزير الجيش الإسرائيلي، فإن هناك جنود احتياط يخدمون منذ 200 يوم، وهناك استنزاف ملموس بينهم، مضيفا: "يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى المزيد من المقاتلين".

ومنذ شهور، يعاني جيش الاحتلال من نقص في عدد جنوده؛ بسبب حربه المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وعملياته المكثفة بالضفة الغربية المحتلة، ومواجهاته مع "حزب الله" عبر حدود لبنان.