سلط تقرير نشره موقع غلوبس العبري، الثلاثاء 2 يوليو/تموز 2024، الضوء على المخاطر المحتملة التي قد تتعرض لها الواردات المصرية من الغاز الإسرائيلي إذا ما تطور التصعيد بين حزب الله وإسرائيل إلى حرب شاملة تكون فيها منصات الغاز هدفاً للضربات العسكرية.
وقال التقرير إنه في حال تم استهداف وتعطيل منصات الغاز الإسرائيلية، فإن مصر التي تعاني من نقص حاد في الكهرباء وتعتمد على واردات الغاز من إسرائيل ستتضرر بشكل كبير.
يأتي ذلك بينما تتصاعد التوترات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أن شنت إسرائيل حرباً على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2024. وتوقع تقرير نشرته مجلة بيلد الألمانية أن يشهد الأسبوع الثالث أو الرابع من شهر يوليو/تموز الجاري هجوماً إسرائيلياً على جنوب لبنان، بحسب ما نقل التقرير عن مسؤولين.
وثمة مخاوف إسرائيلية قوية من إلحاق أضرار بالبنية التحتية الاستراتيجية، ومن أبرزها منصات الغاز، التي من المتوقع أن تكون أهدافاً رئيسية لصواريخ حزب الله والطائرات بدون طيار، بحسب موقع غلوبس.
وقال التقرير:"على عكس البنى التحتية الحيوية الأخرى، فإن إغلاق منصات الغاز، إذا حدث، لن يلحق الضرر بإسرائيل فحسب، بل بمصر أيضاً".
ومنذ عام 2020، يتزايد حجم واردات مصر من الغاز من إسرائيل. في العام الماضي، على سبيل المثال، استوردت البلاد 8.6 مليار متر مكعب من الغاز الإسرائيلي، في حين استهلك الاقتصاد المحلي في إسرائيل 13.1 مليار متر مكعب، فيما تستورد الأردن حوالي 3 مليار متر مكعب.
تأتي تلك التحذيرات في وقت تعاني فيه مصر من نقص حاد في الكهرباء. ووصل معدل إنتاج الغاز في البلاد إلى أدنى مستوى له منذ 6 سنوات في عام 2023، وأحد أسباب ذلك هو ضعف الإنتاج في حقل ظُهر للغاز الطبيعي.
ونقل التقرير عن الدكتور أميت مور، الرئيس التنفيذي لشركة إيكو والمحاضر في جامعة رايخمان، قوله: "انخفضت الاحتياطيات المؤكدة لحقل ظُهر للغاز الطبيعي الواقع في المياه الاقتصادية المصرية، من حوالي 1000 مليار متر مكعب إلى حوالي 350 مليار متر مكعب اليوم".
وبحسب مور، فإن "خبراء المشروع اكتشفوا أن الغاز مشبع بالكبريت والمواد المسببة للتآكل، وهو ما يضر بالبنية التحتية للإنتاج ويجعل الأمر صعباً، كما أن الكثير من المياه تخترق الطبقة الصخرية بسرعة، مما يقلل من كمية الغاز التي يمكن أن يتم إنتاجها في عمليات الحفر الأخيرة".
توقف كامل للإنتاج
وقال مور: "يأتي حوالي 15% من الغاز المخصص للاستهلاك المحلي في مصر من إسرائيل، ومن المرجح بشكل كبير أن تؤدي حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله إلى توقف كامل لإنتاج الغاز من الحقول الإسرائيلية الثلاثة بناء على قرار المؤسسة الأمنية لحماية منصات الإنتاج والعاملين فيها من التعرض لصواريخ حزب الله".
وبحسب تقرير موقع غلوبس، هناك سبب آخر لنقص الغاز في مصر يتعلق بالغاز الطبيعي المسال، وهو مصدر دخل مهم للقاهرة.
فقد كشف معهد التحرير لدراسات الشرق الأوسط أن 10% فقط من الغاز الذي تستورده مصر من إسرائيل يوجه للاستهلاك المحلي، بينما يتم تخصيص 90% للتصدير إلى أوروبا، وذلك على الرغم من النقص الحاد في الغاز في البلاد.
ويبلغ حجم كمية الغاز الذي يتم نقله من إسرائيل بشكل روتيني إلى منشآت تسييل الغاز في مصر نحو 7.74 مليار متر مكعب.
يذكر أن إمدادات الغاز الإسرائيلي إلى مصر قد شهدت انخفاضاً بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما توقف إنتاج الغاز في حقل تمار لمدة شهر، ما أثر بالسلب على إمدادات الكهرباء واضطرت مصر آنذاك إلى ترشيد الاستهلاك لتعويض نقص إمدادات الغاز.
وقال أورين هيلمان، المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "إذا اندلعت حرب مع حزب الله وتقرر وقف تدفق الغاز من الحقول، فلن يؤثر ذلك على الاقتصاد الإسرائيلي فحسب، بل سيؤثر أيضاً على الاقتصاد المصري".
وأضاف أن "وقف تدفق الغاز من إسرائيل سيجبر مصر على وقف الصادرات، وهذا سيضر بإيرادات الدولة".
وبحسب الدكتور مور، فإنه إذا توقف تصدير الغاز من إسرائيل إلى مصر بسبب التصعيد في الشمال، فإن "مصر ستكون مضطرة إلى إدارة اقتصادات الغاز والطاقة مع وجود نقص كبير".
وتسائل مور بقوله: "حينئذ من سيتضرر أكثر: مصانع البتروكيماويات والنسيج المملوكة للجيش المصري أم إمدادات الكهرباء للسكان؟ الأرجح أن سكان القاهرة سيعانون أجواء الحر الشديد في ظلام دامس، ويوجهون الشتائم لنتنياهو ونصر الله والسيسي".