أدلت مساعدة كبيرة سابقة للسيناتور الأمريكي بوب مينينديز بشهادتها حول سلوك السيناتور "غير المعتاد" تجاه مصر خلال فترة يقول ممثلو الادعاء إن السيناتور كان يتلقى خلالها رشاوى لمساعدة البلاد في الحصول على مساعدات عسكرية، بحسب ما نشرت مجلة بوليتيكو الأمريكية، الثلاثاء 25 يونيو/حزيران 2024.
وقالت سارة أركين، وهي مساعدة عملت لدى مينينديز قبل وأثناء رئاستة للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنها كانت تشارك عادة في الاجتماعات التي كان يعقدها السيناتور مع المسؤولين الأجانب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لكنها بدأت تدرك أن السيناتور كان يجري محادثات مع مسؤولين مصريين لم تكن على علم بها.
وقالت أركين، خلال جلسة المحاكمة التي عقدت الإثنين 24 يونيو/حزيران 2024، إن السيناتور أخبرها في عام 2019 أنه يريد أن يكون أقل انتقاداً لمصر وأن يركز جهوده على بذل المزيد خلال المحادثات الخاصة.
وقد تزامنت تصريحات السيناتور أنذاك مع رسالة صاغتها أركين وكانت بحاجة لتوقيع السيناتور، والتي كانت ستحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على احترام حقوق الإنسان والوفاء بتعهده بترك منصبه بعد فترة ولاية ثانية في عام 2022.
وتتعلق إحدى الحوادث التي قدمت أركين شهادة بشأنها أيضاً بما حدث في مارس/آذار 2018، عندما سلم السيناتور موظفاً آخر رسالة وجه خلالها الدعوة لرجلين لزيارة مكتبه. وكانت الدعوة موجهة إلى الملحق العسكري المصري في واشنطن اللواء خالد شوقي، ووائل حنا، وهو رجل أعمال مصري أمريكي من ولاية نيوجيرسي.
ووصفت أركين مسودة الدعوة المكتوبة بخط اليد بأنها كانت خطوة "غير اعتيادية".
وشهد اللقاء الذي عقد في 13 مارس/آذار 2018 حضور صديقة السيناتور الجديدة، نادين.
وقال ممثلو الادعاء إن حنا، الذي كان صديقاً لنادين منذ فترة طويلة، حصل على عقد احتكار للتصديق على جميع الأطعمة "الحلال" التي يتم توريدها إلى مصر، وإنه حصل على ما يكفي من المال لرشوة مينينديز ونادين، اللذين تزوجا في خريف عام 2020، بسبائك الذهب وكميات كبيرة من النقود.
واتهم ممثلو الادعاء مينينديز بالعمل كعميل أجنبي غير مسجل للبلاد، وهي الاتهامات التي ينفيها.
وقال مينينديز للصحفيين أثناء مغادرته قاعة المحكمة أمس الإثنين: "لم يكن هناك أحد يتبنى نهجاً قاسياً تجاه مصر أكثر مني".
وبحسب بوليتيكو، فقد أحاطت أركين أيضاً بتفاصيل الاتصالات التي كانت تتم بين السيناتور والمسؤولين المصريين دون علمها.
وفي مرحلة ما، كان رئيس جهاز المخابرات المصري، عباس كامل، يكتب لمينينديز رسالة تبدأ بعبارة "عزيزي بوب"، والتي شهدت أركين بأنها كانت بمثابة تحية غير عادية ترد في رسالة موجهة إلى عضو مجلس الشيوخ من مسؤول أجنبي.
وبينما كان مكتب السيناتور يخطط للقيام برحلة إلى البلاد في خريف عام 2021، اعتقد موظف آخر في مكتب مينينديز أيضاً أن شيئاً غريباً يحدث.
وأرسل الموظف داميان ميرفي رسالة نصية إلى أركين قال فيها: "كل هذه الأشياء المتعلقة بمصر غريبة جداً، لم أر شيئاً مثل ذلك من قبل".
على سبيل المثال، قالت أركين إن مينينديز طلب من موظفيه أن يطلبوا من ضابط مخابرات مصري يعمل في سفارة البلاد في واشنطن المساعدة في التخطيط للرحلة الرسمية لمجلس الشيوخ إلى مصر، وهي الرحلات التي تخطط لها عادة وزارة الخارجية الأمريكية.
وكانت ضابطة المخابرات المصرية، مي عبد المجيد، تجري أيضاً تبادلاً نصياً مستمراً مع نادين تطرق إلى صالونات تصفيف الشعر والمصالح المصرية في السياسة الخارجية الأمريكية، وفقاً للرسائل النصية التي قدمها الادعاء.
فيما قال فريق الدفاع عن مينينديز إن الاجتماعات مع مسؤولين أجانب كانت جزءاً من وظيفته على رأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وهو المنصب الذي استقال منه بعد توجيه تهم الفساد في الخريف الماضي.
يذكر أن مسؤولين بوزارة العدل كانوا قد وجهوا اتهاماً بالرشوة إلى مينينديز وزوجته، بسبب ما قالوا إنه تورط في مخطط فاسد يشمل سبائك ذهب، ومبالغ كبيرة من النقود، واستخدام منصبه القوي لمساعدة دولة أجنبية بصورةٍ سرية، وذلك في إشارة إلى مصر.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن مينينديز ونادين قبلا رشاوى بمئات الآلاف من الدولارات من مديرين تنفيذيين في نيوجيرسي مقابل استخدام سلطة السيناتور ونفوذه لمساعدتهم. وتقول لائحة الاتهام: "تشمل تلك الرشاوى نقوداً، وذهباً، ومدفوعات رهن عقاري، وتعويضاً عن وظيفة منخفضة أو منعدمة، وسيارة فاخرة، علاوة على أغراض أخرى قيِّمة".