تشير تقديرات إسرائيلية إلى أن نحو 20 ألف مسيّرة وصاروخ أُطلقت على دولة الاحتلال الإسرائيلي من مختلف الجبهات منذ بداية الحرب الحالية التي بدأت قبل تسعة أشهر، حسبما أفاد تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت، الخميس 20 يونيو/حزيران 2024، مشيرة إلى أن الطيور التي لديها زوايا طيران تثير دائماً ذعر الاحتلال.
التقرير أوضح أن التهديدات من الصواريخ والمسيّرات نحو إسرائيل "تصبح أصعب وأكثر تعقيداً، خاصة على جبهة لبنان، بسبب التضاريس الجبلية في منطقة الجليل والجنوب اللبناني".
ويخوض سلاح الجو الإسرائيلي ومنظومة الدفاع الجوية "معركة معقّدة" منذ نحو تسعة أشهر بسبب الصواريخ والمسيّرات نحو إسرائيل، وفقاً للصحيفة.
فيديو "حزب الله"
والثلاثاء، عادت مسألة الدفاع الجوي الإسرائيلي، إلى الواجهة من جديد، بعد نشر فيديو لحزب الله، الذي تضمن تصويراً عالي الجودة لمواقع حساسة في خليج حيفا، وأثار الذعر بين الإسرائيليين، الأمر الذي اعتبرته تل أبيب "حرباً نفسية".
#شاهد الفيديو كاملاً…9 دقائق ونصف من الأراضي الفلسطينية المحتلة يعرضها #حزب_الله تحت عنوان: هذا ما رجع به الهدهد✌#الميادين #الإعلام_الحربي pic.twitter.com/Ptsc68ObHw
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 18, 2024
وأوضح التقرير: "لا شك في أن التحدي الذي تمثّله المُسيّرات في الحرب في المنطقة الشمالية يصبح أكبر، حيث تسببت طائرات حزب الله المتفجّرة (الانقضاضية) خلال الحرب في وقوع العديد من القتلى والمصابين في إسرائيل، وتسببت في أضرار جسيمة".
وقبل أكثر من 10 سنوات بدأ سلاح الجو الإسرائيلي الاهتمام بتوفير حلول للمسيّرات، فيما تمت عملية الاعتراض الأولى لمسيّرة خلال العدوان على غزة عام 2021، أثناء عملية "حارس الأسوار" وفق التسمية الإسرائيلية، أو كما سمّتها المقاومة الفلسطينية "معركة سيف القدس".
ووفقاً للصحيفة، لم تصمم منظومة "القبة الحديدية" للتعامل مع الطائرات المسيّرة، لكن سلاح الجو الإسرائيلي يجري تعديلات عليها حتى تتمكن من توفير "الرد المناسب".
كما بيّنت الصحيفة أن المعضلة الرئيسية بشأن المسيّرات بالنسبة لإسرائيل، خاصة تلك القادمة من لبنان، في المسافة القصيرة التي تفصل عن منازل سكان المستوطنات الشمالية؛ ما لا يسمح بالكشف المبكر عنها.
وللكشف عن التهديدات المتعلقة بالمسيّرات، يستخدم سلاح الجو الإسرائيلي الطائرات المقاتلة التي يمكن لها أيضاً الاعتراض.
وهذا ما حدث ليلة الهجوم الإيراني على إسرائيل، حيث حلّقت عشرات الطائرات الحربية في الجو، ورصدت مسيّرات واعترضتها بصواريخ جو-جو، كما جرى استخدام مماثل للطائرات قبل حوالي أسبوع، بعد اغتيال أحد كبار مسؤولي حزب الله في لبنان.
"التضاريس وطيور"
ووفقاً للصحيفة العبرية، فإن ما يزيد أيضاً صعوبة اكتشاف المسيّرات هو التضاريس. وعلى عكس قطاع غزة، فإن التضاريس الجبلية للمنطقة الشمالية تشكّل تحديات أمام أجهزة الاستشعار وقدرتها على تحديد مواقع المسيّرات.
وتتمتّع المسيّرات بالقدرة على التحرك يميناً ويساراً، وقد تتوقف أو تنفجر في أي لحظة وفي أي مكان، لذلك يتم إطلاق إنذار في كل مرة قبل أن تصل إلى منطقة معيّنة. ويؤدي هذا الوضع إلى إنشاء سلسلة من الإنذارات.
كما يمكن لأي حركة "مشبوهة" تشغيل نظام الإنذار، وحتى الطيور التي لديها زوايا طيران مماثلة للمسيّرات قد تتسبب بتفعيل أجهزة الاستشعار الحساسة، إضافة إلى إطلاق المقذوفات في الهواء، كما يحدث غالباً في غلاف غزة.