نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، الأربعاء 19 يونيو/حزيران 2024، مقابلة مع سياسي إسرائيلي ينتمي لحزب الليكود، وعمل سابقاً مع رئيس وزراء الاحتلال، تحدث خلاله عن طموحات بنيامين نتنياهو عن الاستمرار في الحكم، حتى لو أدى ذلك إلى تعطيل انتخابات عام 2026.
في المقابلة التي نشرتها صحيفة معاريف على موقعها الإلكتروني، قالت إنها تكشف عن خطة نتنياهو السرية للبقاء في الحكم، وذلك في حوار مع شخصية تنتمي لحزب الليكود، وعملت مع نتنياهو في وقت سابق، ولكنها لم تكشف عن هويتها.
كشف السياسي الإسرائيلي أن لدى نتنياهو طموحات بتأجيل الانتخابات المقررة عام 2026، والتعويل على تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، لضمان استمراره في الحكم.
بحسب الصحيفة، فإن هذا السياسي "من الليكوديين المخضرمين حتى الجذور، ودفع في الماضي ثمناً إعلامياً بسبب انتمائه السياسي". وهو شخص "كان مستشاراً، وعمل بشكل وثيق مع رئيس الوزراء، عندما كان لا يزال هناك أشخاص حول نتنياهو موالون لإسرائيل وليس فقط للملك (يقصد نتنياهو)".
بدأ الرجل حديثه بالقول إن نتنياهو "سيبقى رئيساً للوزراء لمدة 5 سنوات أخرى على الأقل".
وحينما ظن الصحفي الذي قبله أن السياسي ربما يبالغ، علق قائلاً: "أو 5 أشهر، أيهما يأتي أولاً"، فأجابه عضو الليكود "أنت لا تفهم، هذه الحرب لن تنتهي ما دام خطر الانتخابات يحوم في خلفية الأحداث".
وعندما سأله الصحفي: "هل تراهنون على إجراء الانتخابات في موعدها عام 2026؟"، أجابه السياسي: "أنت ساذج.. إن تأجيل انتخابات السلطة المحلية، الذي بدا وكأنه عمل فني، كان هو البداية". وذلك في إشارة إلى تأجيل انتخابات السلطات المحلية والبلديات لمرتين، والتي كانت مقررة يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعندما واجهه الصحفي بأن "هناك قانوناً، وهناك محكمة عدل عُليا، وهناك عوامل لن تسمح بحدوث ذلك"، كانت إجابة المستشار السابق بأن "شرعيتهم أصبحت موضع شك بالفعل، والشرطة لن تطبق القانون (يقصد بسبب خضوعهم لأوامر إيتمار بن غفير).
وأوضح عضو الليكود أن "ما يحدث الآن في الشرطة ليس سوى البداية. وقريباً سينتهي جميع رؤساء الأجهزة الأمنية من واجباتهم، سواء الجيش الإسرائيلي، أو الموساد، أو الشاباك، ولن يعيّن (يقصد نتنياهو) إلا من يكون مخلصاً له في جميع الأحوال".
وأشار السياسي الليكودي إلى أن لنتنياهو هدفين: أولهما جرّ الصراع في الشمال إلى مرحلة الغليان، والثاني هو التشاجر مع بايدن وخدمة ترامب.
بحسب السياسي، فإن ترامب بعد أن يصل للسلطة سيمنح نتنياهو حرية القيام بحرب شاملة مع لبنان، وهي حرب ستستمر لمدة طويلة وبالتالي ستؤدي إلى منع أي احتمال لإجراء الانتخابات. ويعقب كل ذلك استكمال عملية الاستيلاء على الأنظمة الداخلية، بحيث سيسمحون لنتنياهو بتأجيل الانتخابات، طالما رافقه شعور بأنه يتمتع بصحة جيدة تؤهله للبقاء في السلطة".
هذا ليس وقت التشريعات
تأتي هذه التصورات في الوقت الذي خاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، شركاءه بالقول إن الوقت ليس مناسباً للتشريعات التي تعرّض الائتلاف الحكومي للخطر.
جاء ذلك في كلمة مصوّرة بثها عبر حسابه على منصة إكس، في وقت يشهد فيه الائتلاف الحكومي انقسامات حادة بخصوص مشروعي قانوني "التجنيد" و"تعيين الحاخامات".
وقال نتنياهو: "نحن في حالة حرب على عدة جبهات، ونواجه تحديات كبيرة وقرارات صعبة، لذلك أطالب بشدة جميع شركاء الائتلاف بضبط النفس".
واعتبر أن "هذا ليس الوقت المناسب للسياسات الضيقة، وليس هذا الوقت المناسب للتشريعات التي تعرض التحالف الذي يقاتل من أجل النصر على أعدائنا للخطر".
وتابع: "علينا جميعاً أن نركز فقط على المهام التي أمامنا: هزيمة حماس، وإعادة جميع مختطفينا (الأسرى في غزة)، وإعادة سكاننا سالمين إلى منازلهم في الشمال (على حدود لبنان)، والجنوب (بمحاذاة شمال غزة) على السواء".
وختم بمطالبة الجميع بأن "يضعوا جانباً كل الاعتبارات الأخرى، وأن ينحّوا أي مصلحة جانبية، وأن نقف كرجل واحد معاً خلف جنودنا"، وفق تعبيره.
وفي وقت سابق الأربعاء، هدد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، نتنياهو، في منشور على حسابه بمنصة "إكس"، بمعارضة مشروع قانون التجنيد بشكله الحالي، هو وأعضاء آخرين بالكنيست (البرلمان) من حزب الليكود.
والأسبوع الماضي، صوّت الكنيست خلال جلسة عامة، لصالح إحياء مشروع قانون للتجنيد تم طرحه خلال فترة البرلمان السابق، ويمنح اليهود المتدينين (الحريديم) "استثناءات" تخص الخدمة العسكرية.
والثلاثاء، سحب نتنياهو مشروع "قانون الحاخامات" من جدول الأعمال قبل التصويت عليه في الكنيست بالقراءة الأولى، بدعوى عدم وجود أغلبية لصالحه.
وينص مشروع القانون على نقل صلاحيات تعيين الحاخامات في المدن من السلطات المحلية إلى وزارة الأديان التي يتولاها موشيه ملخيئيلي (من حزب شاس الديني).
ويقول منتقدو مشروع القانون إنه سيفيد حزب "شاس" من خلال توفير فرص عمل لأعضائه.
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إن زعيم "شاس" أرييه درعي، قال لنتنياهو في محادثة بينهما وُصفت بالصعبة: "أنت فقدت السيطرة على الائتلاف، منذ قيام الدولة لم تكن هناك حكومة سيئة كهذه بالنسبة إلى الحريديم".
من جانبها، نقلت هيئة البث الرسمية عن مسؤولين في "شاس" لم تسمّهم، قولهم بشأن إلغاء التصويت على "قانون تعيين الحاخامات": لا ائتلاف، ولا انضباط.. إن حل الائتلاف بالكامل هو مسألة وقت فقط".
ويضم الائتلاف الحكومي الحالي حزبي "شاش" (11 مقعداً من أصل 120 بالكنيست) و"يهدوت هتوراه" (7 مقاعد) الحريديم.