قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن جهات في واشنطن لديها مخاوف جدية من أن الدفاع الجوي الإسرائيلي لن يصمد أمام صواريخ حزب الله في حالة نشوب حرب شاملة، بما في ذلك نظام القبة الحديدية الذي يتم التباهي به كثيراً، بحسب ما قالت شبكة "CNN" الأمريكية الخميس 20 يونيو/حزيران 2024.
بحسب الشبكة، فقد أبلغ مسؤولون إسرائيليون الولايات المتحدة أنهم يخططون لنقل الموارد من جنوب غزة إلى شمال إسرائيل استعداداً لهجوم محتمل ضد الحركة.
حيث قال مسؤول أمريكي مطلع على التهديدات إن مصدر القلق الرئيسي هو استخدام حزب الله لعدد كبير من الذخائر والصواريخ الموجهة بدقة.
وقال مسؤول آخر كبير في الإدارة الإمريكية: "نقدر أن بعض بطاريات القبة الحديدية على الأقل سوف تنفد".
في وقت سابق من هذا الشهر، أصدر حزب الله مقطع فيديو يُزعم أنه يُظهر طائرة بدون طيار تضرب وتلحق أضراراً ببطارية القبة الحديدية في قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل، وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن هذه هي المرة الأولى الموثقة التي يتم فيها ضرب النظام بنجاح.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ليس على علم بأي ضرر في النظام، لكن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا الولايات المتحدة أنهم يعتقدون أن القبة الحديدية قد تكون عرضة للخطر، خاصة في شمال إسرائيل، وقد فوجئوا بمدى تعقيد ضربات حزب الله حتى الآن، حسبما قال المسؤولان الأمريكيان.
إسقاط شبكة الكهرباء
يأتي ذلك فيما حذر مدير عام شركة إدارة الكهرباء الحكومية الإسرائيلية شاؤول غولدشتاين، الخميس، من أن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله يمكنه "بسهولة" إسقاط شبكة الكهرباء الإسرائيلية.
وخلال مؤتمر ينظمه معهد الأمن القومي الإسرائيلي بمدينة سديروت (جنوب)، قال غولدشتاين: "نحن في وضع سيئ ولسنا مستعدين لحرب حقيقية"، وفق القناة "12" العبرية.
وأضاف: "عندما توليت منصبي وبدأت التحقيق في ما هو التهديد الحقيقي لقطاع الكهرباء، تساءلت: لنفترض أن صاروخاً أصاب قطاع الكهرباء وانقطع التيار الكهربائي لمدة ساعة، ثلاث ساعات، 24 ساعة أو أكثر".
وتابع: "ماذا يحدث لإسرائيل في مثل هذه الحالة؟.. خلاصة القول هي أنه بعد 72 ساعة لا يمكنك العيش في إسرائيل".
غولدشتاين أوضح: "لن نكون قادرين على ضمان الكهرباء في حالة الحرب في الشمال (لبنان)، بعد 72 ساعة بدون كهرباء، سيكون من المستحيل العيش هنا. لسنا مستعدين لحرب حقيقية (مع حزب الله)".
وشدد على أن "الناس لا يفهمون مدى اعتماد حياتنا هنا على الكهرباء.. ونصر الله يستطيع بسهولة إسقاط شبكة الكهرباء".
وزاد بأنه "إذا أراد نصر الله إسقاط شبكة الكهرباء الإسرائيلية، فما عليه إلا أن يرفع سماعة الهاتف إلى المسؤول عن شبكة الكهرباء في بيروت، التي تشبه تماماً الشبكة الإسرائيلية".
واستطرد: "إنه (نصر الله) لا يحتاج حتى إلى تصوير بطائرة بدون طيار، بل يتصل بمهندس كهربائي في السنة الثانية (يقصد خبرته قليلة) ويسأله عن النقاط الأكثر أهمية في إسرائيل. كل شيء موجود على الإنترنت".
ورأى غولدشتاين أنه "إذا تم تأجيل الحرب (مع حزب الله) لمدة عام أو خمس سنوات أو عقد من الزمن، فإن وضعنا سيكون أفضل".
ومع كل تصعيد من جانب "حزب الله"، رداً على قتل إسرائيل قيادياً بالحزب أو مدنيين لبنانيين بالبلدات الحدودية، يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن حرب شاملة على الحزب من شأنها تدمير لبنان.
ومنتقدة حديث غولدشتاين، قالت شركة الكهرباء الإسرائيلية، عبر منصة "إكس"، إن تصريحه "بشأن عدم مرونة شبكة الكهرباء هو تصريح غير مسؤول ومنفصل عن الواقع ويثير الذعر بين الجمهور".
وأضافت: "سيكون من الأفضل لو ركز على إدارة شركة "نوغا" (شركة إدارة الكهرباء الحكومية الإسرائيلية)، التي تراجعت منذ توليه منصبه".
كما قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، الخميس، إن "إسرائيل أنفقت مليارات الشواكل لضمان إمدادات الطاقة المنتظمة".
واعتبر كوهين، في مقطع مصور بثته هيئة البث (رسمية)، أن "احتمال حدوث سيناريو انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام منخفض للغاية".
وهدد بأنه "إذا كان التيار الكهربائي سينقطع في إسرائيل لساعات، فسينقطع لأشهر في لبنان".
وفي الأسابيع الأخيرة، شهد "الخط الأزرق" الفاصل بين إسرائيل ولبنان تصعيداً لافتاً، ودعت الولايات المتحدة مراراً إلى احتوائه.
وتتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول لحرب إسرائيلية خلفت أكثر من 124 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.