اقتحمت قوات الاحتلال، الخميس 20 يونيو/حزيران 2024، مدناً عدة في الضفة الغربية، ما تسبب في وقوع اشتباكات مع مقاومين، إذ اقتحم مدينة جنين وقصف موقعاً بحارة شرقي طولكرم بطائرة مسيّرة إسرائيلية، واعتقل مجدداً رئيس المجلس التشريعي المنحل عزيز دويك.
وكالة الأناضول أفادت بأن قوة إسرائيلية اقتحمت مدينة جنين وشرعت بعملية تفتيش لمنازل فلسطينية ومحال تجارية، مضيفة أن مواجهات واشتباكات مسلحة اندلعت بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي.
وفي طولكرم، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية، قصفت، فجر الخميس، موقعاً في حارة السلام شرقي مدينة طولكرم شمال غربي الضفة الغربية.
الوكالة أضافت أنّ انفجاراً ضخماً سُمع في مدينة طولكرم ومخيماتها وضواحيها، نجم عن قصف طائرة مسيّرة لموقع في حارة السلام بمحيط محطة محروقات قريبة من مخيم نور شمس دون وقوع إصابات.
وتزامن الانفجار مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة ومخيماتها منذ ساعات طويلة.
اعتقال عزيز دويك
وفي مدينة الخليل، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال رئيس المجلس التشريعي المنحل عزيز دويك من منزله، وذلك بعد نحو أسبوع من الإفراج عنه.
وأفرجت قوات الاحتلال عن دويك في 13 يونيو/حزيران الحالي، عند حاجز الظاهرية العسكري بمدينة الخليل، وكان في وضع صحي سيئ، حيث بدا يعاني من الهزال الشديد جراء اعتقاله ثمانية أشهر في ظروف غير إنسانية هو وآلاف الأسرى الفلسطينيين.
إلى ذلك، دانت حركة حماس، قيام الاحتلال بإعادة اعتقال عزيز دويك، بعد أيام قليلة من الإفراج عنه، مؤكدة أن "محاولات الاحتلال كسر إرادة دويك وإرادة معتقلينا الأبطال، لن تجدي نفعاً، وستبوء بالفشل".
الحركة طالبت في بيان، المجالس التشريعية في دول العالم، ومؤسسات حقوق الإنسان، والمؤسسات والمنظمات الحقوقية والقانونية، بإدانة هذه الجريمة، والتحرك العاجل للضغط على الاحتلال للإفراج عنه، ووقف هذه الممارسات العدوانية والانتقامية بحقه وحق كل الأسرى الفلسطينيين، محملة الاحتلال كامل المسؤولية عن حياة دويك وسلامته.
مخيم الفارعة
أما في مدينة طوباس، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الفارعة، وبرفقتها جرافة باشرت بتجريف طرقات المخيم وسد مداخله.
وعقب الاقتحام اندلعت اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، وفقاً لوسائل إعلام فلسطينية، مشيرة إلى أن جنود الاحتلال داهموا منازل المواطنين، كما انتشر القناصة فوق أسطح منازل المخيم.
من جانبها، أكدت كتائب شهداء الأقصى في المخيم إن مقاوميها فجروا عبوات ناسفة وأصابوا جرافة إسرائيلية وأوقعوا إصابات في صفوف جنود الاحتلال.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات بيت فوريك وأوصرين وبيتا في نابلس وزعترة وحوسان في بيت لحم ومدينة دورا جنوب الخليل، وشنت حملات دهم واعتقال في صفوف المواطنين.
واندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها لبلدة بيتا، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز صوب الشبان الفلسطينيين، ما أدى إلى وقوع إصابات بحالات اختناق قبل أن تندلع المواجهات بين الجانبين.
في سياق متصل، أعادت قوات الاحتلال مساء الأربعاء اعتقال الطفل الجريح سيف الدين درويش (15 عاماً) من مخيم عايدة ببيت لحم، بحسب بيان لنادي الأسير الفلسطيني.
البيان أوضح أن درويش من بين 20 حالة اعتقال سجلت بين الأطفال والأسيرات المفرج عنهم ضمن دفعات التبادل التي تمت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وأبقى الاحتلال على اعتقال 17 منهم.
اتهام أممي
وعلى إثر اقتحامات الاحتلال، قالت الأمم المتحدة إن الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية الصحية والقيود المفروضة على الحركة في الضفة الغربية المحتلة تمنع الوصول إلى الخدمات الصحية.
وأوضح صندوق الأمم المتحدة للسكان عبر حسابه في منصة إكس، الأربعاء أن 8 آلاف امرأة حامل في المنطقة سيلدن الشهر المقبل، مشيراً إلى أن "15% منهن سيواجهن مضاعفات، ونقص الرعاية الطبية يمكن أن يعني عقوبة الموت".
وبالتزامن مع حربه على غزة، صعّد الجيش ومستوطنون اعتداءاتهم على الضفة، بما فيها القدس المحتلة، ما خلف 549 قتيلاً ونحو 5 آلاف و200 جريح، إلى جانب المعتقلين الفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت قرابة 123 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، ما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائياً أمام محكمة العدل الدولية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.