كشف خبراء في منظمة الأمم المتحدة، أن قوات الدعم السريع السودانية تستخدم جمهورية أفريقيا الوسطى "خط إمداد" لتجنيد مقاتلين جدد، مبدين قلقهم بشأن "تداعيات" الحرب الدائرة في السودان على دول الجوار، لا سيما "الجبهة الشعبية لنهضة جمهورية أفريقيا الوسطى" التي شاركت بالفعل في الحرب الدائرة في السودان.
وأضاف تقرير لجنة الخبراء، الذين كلفهم مجلس الأمن الدولي بمراقبة نظام العقوبات في أفريقيا الوسطى، أن النزاع، الذي اندلع في أبريل/نيسان 2023 في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، كانت له "تداعيات كبيرة على الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى".
منطقة أم دافوق
التقرير الذي نشر الجمعة 14 يونيو/حزيران، أفاد بأن قوات الدعم السريع تستخدم منطقة أم دافوق على الجانب الآخر من الحدود "مركزاً لوجستياً رئيسياً"، مشدداً على أن هذه القوات "تتحرك بسهولة عبر الحدود بفضل شبكة أنشئت منذ زمن طويل".
وحسب التقرير فإن قوات الدعم السريع "جندت عناصر في صفوف جماعات مسلحة في أفريقيا الوسطى"، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.
ويشتبه الخبراء في أن "جماعات مسلحة تابعة للمعارضة في أفريقيا الوسطى جندت هي الأخرى عناصر لإرسالهم إلى القتال في السودان تحت راية قوات الدعم السريع، وأنها أرسلت أيضاً بعضاً من أفرادها للقتال".
ووفقاً لتقرير الخبراء الأمميين فإن "الجبهة الشعبية لنهضة جمهورية أفريقيا الوسطى" شاركت منذ أغسطس/آب الماضي في القتال الدائر في السودان، وأن هذه الجماعة المسلحة وغيرها لا تزال قادرة على المرور بكل حرية من السودان إلى جمهورية أفريقيا الوسطى واستخدام الأراضي السودانية لشن هجمات في ولاية "فاكاغا" في أفريقيا الوسطى.
مكافحة تهريب الأسلحة
إلى ذلك، دعا الخبراء سلطات أفريقيا الوسطى إلى "مكافحة عودة تهريب الأسلحة من البلدان المجاورة، خصوصاً في ضوء حالة الصراع السائدة حالياً في السودان، وإلى مكافحة تسلل مقاتلين أجانب إلى أفريقيا الوسطى، وهو ما يشكل تهديداً كبيراً على المدى الطويل للمنطقة".
كما ذكر التقرير أن النزاع المسلح الذي اندلع في أبريل/نيسان 2023 في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) كانت له "تداعيات كبيرة على الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى".
إضافة إلى ذلك، تطرق التقرير إلى الوضع الإنساني، متحدثاً عن تدفق آلاف اللاجئين السودانيين، فضلاً عن "توغلات في أراضي أفريقيا الوسطى" من جانب طرفي النزاع في السودان، والغارات الجوية التي نفذها الجيش السوداني في محيط معبر أم دافوق الحدودي الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
وحذر الخبراء من أن هذا الأمر "ما زال يشكل تهديداً لأمن المدنيين ويعوق الأنشطة الإنسانية في المنطقة".
هذا، وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.