فرضت واشنطن عقوبات على مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين لمهاجمتهم قوافل مساعدات إنسانية متجهة إلى غزة، بحسب ما كشف مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز الجمعة 14 يونيو/حزيران 2024.
وتستهدف العقوبات مجموعة "تساف 9" التي لها صلات بجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بسبب أنشطة تشمل عرقلة شحنات المساعدات وإتلافها.
والفلسطينيون في أمسّ الحاجة إلى المساعدات مع حرب همجية مستمرة منذ ثمانية أشهر أودت بحياة 37 ألفاً على الأقل، ودمرت المنازل والمستشفيات والمرافق الحيوية في قطاع غزة.
العقوبات المالية بحسب رويترز، تأتي وفقاً لأمر تنفيذي وقّعه بايدن في فبراير/شباط يتعلق بأعمال العنف في الضفة الغربية واُستخدم سابقاً لفرض قيود مالية على مستوطنين يهود متورطين في هجمات على الفلسطينيين.
وأُدرجت "تساف 9" على قائمة الخاضعين للعقوبات بحسب الموقع الإلكتروني لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة.
وقال آرون فورسبرغ مدير مكتب وزارة الخارجية لسياسة العقوبات وتنفيذها لرويترز: "نستخدم السلطة لفرض عقوبات على مجموعة متزايدة باستمرار من أطراف وتستهدف الأفراد والكيانات التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية بغض النظر عن الدين أو العرق أو الموقع".
وفي 13 مايو/أيار، استولى أعضاء من مجموعة "تساف 9" على شاحنتين للمساعدات ثم أشعلوا النيران فيهما بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وقالت تساف 9، وهي كلمة عبرية تعني الأمر 9 في إشارة إلى أوامر استدعاء جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، بعد واقعة 13 مايو/أيار إنها تحركت لمنع وصول الإمدادات إلى حماس واتهمت الحكومة الإسرائيلية بتقديم "هدايا" للحركة.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان اطلعت عليه رويترز: "على مدى أشهر، دأب أفراد من تساف 9 على السعي لعرقلة تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك إغلاق الطرق، أحياناً باستخدام العنف، على طول الطريق من الأردن إلى غزة، وأيضاً في أثناء عبورها الضفة الغربية".
وأضاف ميلر: "أتلفوا أيضاً شاحنات مساعدات وألقوا بالمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة على الطريق".
وتجمّد هذه الخطوة أي أصول خاضعة للولاية القضائية الأمريكية تمتلكها المجموعة وتمنع الأمريكيين من التعامل معها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 122 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، ما أدخل إسرائيل في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائياً أمام محكمة العدل الدولية.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.