قالت القناة 12 الإسرائيلية، الجمعة 14 يونيو/حزيران، إن جيش الاحتلال أوصى القيادة السياسية بإنهاء عملية رفح جنوبي قطاع غزة، والتوجه نحو "عملية في الشمال"، في حين رفض وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت أن تكون تل أبيب طرفاً في الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا لتهدئة الوضع على حدود إسرائيل مع لبنان.
القناة العبرية قالت إن "القيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلي تركز على أهداف من شأنها أن تقلل قدرات حزب الله الهجومية".
وأضافت أن "الجيش يوصي في هذه المرحلة بتحويل الاهتمام نحو الشمال، أي إنهاء العملية في رفح في أقرب وقت من أجل الانتقال إلى لبنان"، مشيرة إلى أن "الجيش الإسرائيلي أوصى الحكومة بهذا الموقف".
ونقلت القناة عن مسؤول أمني لم تسمه، قوله إن "هناك حاجة إلى تحرك أكثر حسماً في الساحة الشمالية للسماح بالعودة إلى البلدات الشمالية" التي تم إخلاء سكانها مع بداية الحرب على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المسؤول الأمني لفت إلى أنه "يمكن تحقيق الأمن من خلال اتفاق (مع حزب الله)، ولكن لا يمكننا جلب الشعور بالأمن للسكان دون اتخاذ إجراءات فعالة".
وتابع: "يجب إجراء تغيير عميق على الحدود الشمالية (مع لبنان) إذا أردنا عودة السكان إلى ديارهم" شمال إسرائيل.
ويخشى جيش الاحتلال، من أنّ البقاء في قطاع غزة سيأتي على حساب جبهات أخرى، وفق ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت الجمعة، لافتة إلى أن قيادة المؤسسة الأمنية تقول إنّ تل أبيب "تقترب من هزيمة حماس عسكرياً، ولذلك لا داعي للخوف من الإعلان عن انتهاء الحرب" من أجل الحصول على المحتجزين الإسرائيليين بالمقابل، على أن يستمر القتال ولكن بأساليب أخرى.
غالانت يرفض مبادرة باريس
في غضون ذلك، استبعد غالانت الانضمام إلى مبادرة روج لها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي تشكل فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل بموجبها مجموعة اتصال للعمل على نزع فتيل التوتر على حدود إسرائيل مع لبنان.
وقال غالانت في بيان: "بينما نخوض حرباً عادلة دفاعاً عن شعبنا، تتبنى فرنسا سياسات معادية لإسرائيل"، مضيفاً: "إسرائيل لن تكون طرفاً في الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا".
وخلال قمة مجموعة السبع، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا والولايات المتحدة ودولة الاحتلال ستعمل ضمن إطار ثلاثي على خارطة طريق فرنسية، هدفها احتواء التوترات جنوب لبنان.
وقال ماكرون: "لقد أعربنا جميعاً عن قلقنا حيال الوضع على الحدود مع لبنان، خصوصاً مع الولايات المتحدة الأمريكية"، مضيفاً: "اعتمدنا مبدأ ثلاثياً يجمع إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا للتقدم نحو خارطة الطريق التي اقترحناها. سنقوم بالأمر نفسه مع السلطات اللبنانية".
ومنذ يناير/كانون الأول الماضي، تسعى فرنسا لاحتواء التصعيد على الحدود بين دولة الاحتلال وحزب الله، حيث طرحت مبادرة تم تعديلها الشهر الماضي، بناءً على طلب بيروت، التي اعتبرت أن صيغتها تصب إلى حد بعيد في مصلحة الاحتلال.
وبحسب وسائل إعلام، فإن الخطة تتضمن وقف أعمال العنف من الجانبين، وانسحاب قوة الرضوان التابعة لحزب الله ومجموعات مسلحة أخرى حتى مسافة عشرة كيلومترات من الحدود.
كما تنص على أن تمنح قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" حرية تحرك كاملة في المنطقة، مع تعزيز دور الجيش اللبناني وعديده.
وفي السياق ذاته، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة بادين تشعر بقلق بالغ من العنف المتصاعد بين حزب الله والاحتلال وتحوله إلى حرب شاملة، مؤكدين أنها تسعى جاهدة لمنع حدوث ذلك.
وخلال اليومين الماضيين، أطلق "حزب الله" أكثر من 200 صاروخ، رداً على اغتيال الجيش الإسرائيلي مسؤولاً كبيراً في الحزب، مساء الثلاثاء.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتقول الفصائل إنها تتضامن مع غزة التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول لحرب إسرائيلية مدمرة خلفت أكثر من 122 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط مجاعة قاتلة ودمار هائل.