ضغط وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية، بعدما قام وزير المالية الإسرائيلي القومي المتطرف، بتسلئيل سموتريش، بتجميدها في أوائل شهر مايو/أيار، حسبما نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، الجمعة 14 يونيو/حزيران 2024.
ونقل الموقع الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية إذا لم يتم تحويل عائدات الضرائب قريباً.
وقد يؤدي الانهيار الاقتصادي بدوره إلى تصعيد في الضفة الغربية بالإضافة إلى الحرب في غزة وتصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
يذكر أن عائدات الضرائب التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق بين الطرفين، تشكل مصدراً رئيسياً للدخل للسلطة الفلسطينية، التي تعاني بالفعل من أزمة مالية عميقة.
وحذر البنك الدولي من أن تدهور الوضع المالي للسلطة الفلسطينية في الأشهر الثلاثة الماضية "يزيد بشكل كبير من خطر الانهيار المالي"، وذلك في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي دخلت شهرها التاسع.
تجميد عائدات السلطة الفلسطينية
وكان سموتريتش وجَّه بتجميد عائدات الضرائب الفلسطينية، بسبب ما وصفه بعدم إدانة السلطة عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.
وكانت هذه القضية محور مكالمة هاتفية صعبة للغاية بين الرئيس بايدن ونتنياهو في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
استغرق الأمر أكثر من شهرين قبل أن تتوصل إسرائيل والنرويج والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة إلى اتفاق لاستئناف تحويل عائدات الضرائب.
لكن الاتفاق لم يدم طويلاً. وفي أوائل شهر مايو/أيار، علّق سموتريتش مرة أخرى عائدات الضرائب الفلسطينية، زاعماً أن عملية التجميد كانت بسبب الحملة القانونية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لإقناع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتقديم طلب لإصدار أوامر اعتقال ضد القادة الإسرائيليين.
وبعد اعتراف النرويج بالدولة الفلسطينية في نهاية شهر مايو/أيار، طالب سموتريتش النرويج بإعادة عائدات الضرائب الفلسطينية التي كانت تحتفظ بها.
غضب البيت الأبيض
وخلف الكواليس، قال مسؤولون أمريكيون إن البيت الأبيض غاضب من خطوة سموتريتش، ليس فقط لأنها تزيد من زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية والوضع الأمني في الضفة الغربية، ولكن أيضاً لأنه انتهك اتفاقاً تفاوضت عليه الولايات المتحدة وكانت طرفاً فيه، حسبما ذكر موقع أكسيوس.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن بلينكن أبلغ نتنياهو خلال لقائهما قبل عدة أيام أن قضية عائدات الضرائب مهمة للغاية بالنسبة لإدارة بايدن وأنه بحاجة إلى إصلاحها.
وقال مسؤول فلسطيني إن بلينكن التقى خلال زيارته الأخيرة إلى الأردن برئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى وأطلعه على محادثاته في إسرائيل بشأن عائدات الضرائب.
وأضاف المسؤول الفلسطيني أن رئيس الوزراء الفلسطيني طلب من بلينكن تسريع الجهود للإفراج عن الأموال والضغط على إسرائيل لعدم إلغاء ضماناتها للبنوك الإسرائيلية لإجراء مراسلات مالية مع البنوك الفلسطينية، وهي خطوة يمكن أن تدمر النظام المالي الفلسطيني.
فيما أوضح مسؤولون أمريكيون أن تعليق إسرائيل لعائدات الضرائب الفلسطينية يعيق المحاولة الأمريكية السعودية لحشد حزمة مساعدات للسلطة الفلسطينية من دول الخليج.
وناقش مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان حزمة المساعدات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة للمملكة.
وقال مسؤولون أمريكيون إن السعوديين وضعوا خطة تشمل السعودية والإمارات والكويت وقطر لتقديم 10 ملايين دولار لميزانية السلطة الفلسطينية كل شهر.
لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن الدول العربية الأربع أبلغت إدارة بايدن بأنها لن تقدم أي أموال للسلطة الفلسطينية قبل أن تفرج إسرائيل عن عائدات الضرائب الفلسطينية.
ولم تقتصر مخاوف انهيار السلطة الفلسطينية على الإدارة الأمريكية فحسب، بل إن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" كان قد أرسل تحذيراً إلى القيادة الإسرائيلية ومؤسسة الأمن من انهيار السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة جراء سياسات الحكومة الإسرائيلية، والذي قد يؤدي إلى حدوث فوضى بالضفة الغربية، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.
الصحيفة العبرية قالت إن جهاز الشاباك أوضح في رسالته أن الإجراءات التي اتخذت في السنوات الأخيرة تجاه السلطة الفلسطينية يمكن أن تؤدي إلى انهيارها الاقتصادي"، مضيفة أن "وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يعمل علناً ضد السلطة الفلسطينية، ومؤسسة الأمن تحذر الآن من انهيارها".
كما أشارت الصحيفة إلى أن جهاز "الشاباك" حذر أيضاً من أن هذه السياسة "قد تؤدي لتقوية حركة حماس في الضفة، وتنفيذ سلسلة من الهجمات".