فرض جيش الاحتلال عقوبات تأديبية على حوالي 30 من جنوده وضباطه، بعد وقوع خرق أمني خطير في إحدى أكثر قواعد الجيش حساسية، بحسب ما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الخميس 13 يونيو/حزيران 2024.
بحسب الصحيفة، فقد تمكن أفراد من فريق التفتيش من التنكر بزي ضباط والتسلل لقاعدة عسكرية تتبع لوحدة 8200 الاستخباراتية، قرب تل أبيب.
في التفاصيل، تمكَّن ثلاثة أشخاص من فريق التفتيش من دخول القاعدة المشددة الحراسة في منتصف الليل دون أن يتعرضوا للتفتيش، وذلك بتخفيهم كضباط برتبة مقدم وعقيد.
واستطاع الأفراد الثلاثة التجول في القاعدة لمدة تقارب الثلاث ساعات، جمعوا خلالها وثائق سرية وبيانات من حواسيب سرية، وكان بإمكانهم التسبب بأضرار للبنية التحتية للقاعدة وللجنود، ولم يتم كشفهم.
وفي الصباح، بعد أن أدركوا حجم الفضيحة، اتصل أفراد التفتيش بقادة القاعدة وأبلغوهم بأنهم تجولوا بحرية وكان بإمكانهم تصوير ونقل كميات كبيرة من المواد السرية دون أن يوقفهم أحد.
من جانبهم، قال عناصر من الاستخبارات مصدومين من اختراق قاعدة 8200: "عدونا يمكنه التسلل إلى قلب البلاد والتخفي كضباط. هذا الخرق الكبير يوضح أن القادة الكبار لم يتحملوا المسؤولية، ونتيجة لذلك لم يتم فصل أي ضابط".
يشار إلى أن وحدة "8200"، تعد أكبر الوحدات في مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لها دور كبير في جمع المعلومات الاستخباراتية وتطوير أدواتها وتحليلها، كما أنها ذات ارتباط بالحروب والمهام القتالية. كانت الوحدة قد تأسست عام 1950 تقريباً، وتولت مهام التنصت وفك التشفير لتعزيز قدرات إسرائيل الأمنية.
وتستضيف وحدة "8200" قاعدة "أوريم" في صحراء النقب، وهي مركز استخباراتي كبير يسمح بمراقبة أنظمة الاتصال المتعددة في منطقة الشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم. وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي الذي تتمتع به، فشلت الوحدة في اعتراض وإحباط عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تمكن المقاتلون من الدخول إلى قاعدة "أوريم" والخروج منها دون خسائر، مصطحبين معهم معلومات ومواد استخباراتية حساسة.