قدم 50 عضواً من حزب العمال البريطاني استقالتهم؛ احتجاجاً على منع المرشحة المسلمة فايزة شاهين من تمثيل الحزب في دائرة تشينغفورد وودفورد غرين في الانتخابات العامة المقبلة، وفق ما نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، الخميس 13 يونيو/حزيران 2024.
كانت شاهين قد مُنعت من تمثيل حزب العمال في دائرة تشينغفورد وودفورد غرين بشمال شرق لندن، بزعم إعجابها بعدد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تدين إسرائيل، وتدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وتشيد بزعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين.
وفي رسالة مفتوحة، أدان 50 من أعضاء حزب العمال السابقين ما وصفوها بـ"الحيلة التي تبعث على السخرية" للحزب.
وجاء في الرسالة: "لقد تم إلغاء اختيار مرشحتنا المنتخبة ديمقراطياً في دائرة تشينغفورد وودفورد غرين، فايزة شاهين، بطريقة مروعة وغير عادلة".
وأضاف الأعضاء أنهم سيقومون بحملة لانتخاب شاهين كمرشح مستقل ضد مرشح حزب المحافظين الحالي إيان دنكان سميث.
يذكر أن شاهين كانت قد ترشّحت أمام سميث في انتخابات عام 2019 التي حقق فيها سميث الفوز بأغلبية 1262 صوتاً، ولكن كانت هناك توقعات بخسارته المقعد لصالح حزب العمال في الانتخابات القادمة في ظل معارضة الرأي العام القوية لحزب المحافظين.
ويعني قرار شاهين الترشح كمستقل أن الأصوات المعارضة للمحافظين ستنقسم الآن بشكل أكبر؛ ما يزيد من آمال سميث في البقاء عضواً في البرلمان، بحسب ما ذكره ميدل إيست آي.
وفي بيان صدر في وقت سابق من يونيو/حزيران، قالت شاهين إنها ستترشح كمستقلة، قائلة إن سكان الدائرة "محرومون من حقوقهم".
وقالت شاهين: "لقد توصلت إلى هذا القرار بعد مئات الرسائل من أشخاص في دائرتي، الذين يقولون إنه لم تعد هناك خيارات متبقية لهم. لقد سئموا من المحافظين ولكنهم يشعرون الآن أنهم لا يستطيعون الثقة في حزب العمال".
ولم تكن هذه الاستقالات هي الأولى من نوعها. فقبل عدة أيام قدم 7 من أعضاء حزب العمال أيضاً استقالاتهم احتجاجاً على موقف الحزب من حرب غزة والتمييز الذي واجهه أعضاء مسلمون بالحزب.
يُذكر أن زعيم حزب العمال كير ستارمر كان قد أطلق في السنوات التي تلت توليه زعامة الحزب حملة قمع ضد أنصار الزعيم السابق جيريمي كوربين.
وقد تم إلغاء اختيار عدد من المرشحين الذين يُنظر إليهم على أنهم من اليسار، بما في ذلك كوربين. وفي عهد ستارمر، قام الحزب بتحويل موقفه الاقتصادي إلى اليمين، بينما تبنى أيضاً سياسة خارجية مؤيدة لإسرائيل.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
ومع ذلك فقد تعهد حزب العمال البريطاني، الذي يتقدم بفارق كبير في استطلاعات الرأي قبل انتخابات الرابع من يوليو/تموز، بالاعتراف بدولة فلسطينية للمساهمة في إحياء عملية السلام، وفق ما نشرته وكالة رويترز.
واعتبر الحزب أن "إقامة دولة فلسطينية حق أصيل للشعب الفلسطيني".
وذكر الحزب في برنامجه: "نحن ملتزمون بالاعتراف بدولة فلسطينية للمساهمة في إحياء عملية السلام؛ ما سيؤدي إلى التوصل لحل الدولتين بحيث تعيش إسرائيل في أمن وأمان مع دولة فلسطينية يمكن إقامتها وذات سيادة".
وكان تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية قد أشار إلى أن غزة ستكون أول معضلة لحزب العمال بعد فوزه المحتمل في الانتخابات القادمة.
وقالت الغارديان إن إجراء انتخابات مبكرة في بريطانيا، واليقين بأن أزمة غزة لن يتم حلها بحلول يوم الاقتراع، يعني أن ستارمر يعرف بالفعل أول وأهم تحد له في السياسة الخارجية لرئاسته المتوقعة للوزراء.