أظهر تقرير نشره معهد أبحاث السلام أوسلو (بريو) ارتفاع العدد الإجمالي للوفيات المرتبطة بالنزاعات والحروب، بما في ذلك المدنيين، منذ عام 2021 إلى أعلى مستوى منذ 30 عاماً بسبب حرب غزة والغزو الروسي لأوكرانيا والحرب الأهلية في منطقة تيغراي في إثيوبيا، بحسب ما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 12 يونيو/حزيران 2024.
وعلى الرغم من انخفاض عدد قتلى الصراع العام الماضي، وهو ما يعزوه التقرير إلى وقف إطلاق النار في تيغراي، إلا أنه لا يزال هناك 122 ألف حالة وفاة مرتبطة بالنزاعات والحروب في عام 2023، مع مقتل أكثر من 71 ألف شخص في أوكرانيا وما يُقدّر بنحو 23 ألف شخص قُتلوا في غزة في أقل من ثلاثة أشهر في نهاية عام 2023 خلال الحرب التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يأتي ذلك بينما اتهمت لجنة تحقيق أممية إسرائيل بارتكاب جرائم حرب بما في ذلك إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.
في أول شهرين ونصف من الحرب، وجدت اللجنة أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب بالإضافة إلى جرائم ضد الإنسانية. كما تشمل جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل التجويع والاعتقال التعسفي وقتل وتشويه "عشرات الآلاف من الأطفال".
وأظهر التقرير أيضاً أن حجم الصراع العالمي زاد بشكل كبير، حيث تم تسجيل 59 منطقة صراع مختلفة في 34 دولة، حيث تشهد عدة دول صراعات متعددة في وقت واحد.
صراعات معقدة ومتداخلة
وقالت سيري آس روستاد، مؤلفة التقرير وأستاذة الأبحاث في جامعة بريو: "بلغ العنف في العالم أعلى مستوياته على الإطلاق… وتشير الأرقام إلى أن مشهد الصراع أصبح معقداً بشكل متزايد، مع وجود المزيد من الجهات الفاعلة في الصراع الذي نشهده داخل نفس الدولة".
وأضافت روستاد: "لقد شهدنا الكثير من الصراعات العنيفة للغاية… والمتداخلة في السنوات القليلة الماضية في غزة وأوكرانيا وإثيوبيا. وتتحول هذه الصراعات إلى صراع دولي على السلطة – مَن يدعمُ مَن، وأين يتم إنفاق الأموال. ومن شأن ذلك أن يخلق بيئة دولية أكثر عنفاً".
وتابعت أن الصراعات أصبحت أيضاً أكثر تعقيداً، حيث تشهد أكثر من نصف الدول المشار إليها في التقرير أكثر من صراع واحد، بينما تشهد 7 دول أكثر من ثلاثة صراعات في وقت واحد.
وأرجعت روستاد ذلك جزئياً إلى إعادة انتشار تنظيم داعش وجماعات مسلحة أخرى تنشط في عدة دول في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
وحذرت روستاد من أن "هذا التطور يجعل من الصعب على نحو متزايد على الجهات الفاعلة مثل مجموعات الإغاثة ومنظمات المجتمع المدني التحرك في مشهد الصراع وتحسين حياة الناس العاديين".
وظلت أفريقيا هي المنطقة التي تشهد أكبر عدد من الصراعات القائمة على مستوى الدولة، مع وجود 28 منطقة صراع منفصلة. وقال التقرير إن عدد الصراعات في أفريقيا تضاعف تقريباً في العقد الماضي، وشهدت القارة أكثر من 330 ألف حالة وفاة في ساحة المعركة منذ عام 2021.
وكانت الأمريكتان للمرة الأولى موطناً لأكبر عدد من الصراعات غير الحكومية، حيث بلغ عددها 36 صراعاً. ومن بين هذه الدول، ظلت المكسيك الدولة الأكثر عنفاً، حيث سقط ما يقرب من 14 ألف حالة وفاة مرتبطة بالصراع.
وقالت روستاد: "من دواعي القلق المستمر أن نرى صراعات جديدة شديدة العنف تظهر بشكل متكرر أكثر من ذي قبل".