أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الجمعة 31 مايو/أيار 2024، أنها تنظر بإيجابية إلى مقترح أعلنه الرئيس الأمريكي لوقف إطلاق النار بصورة دائمة في قطاع غزة، فيما علق مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بـ"دبلوماسية" على المقترح الجديد الذي أعلنه جو بايدن ولاقى ترحيباً كبيراً من الاتحاد الأوروبي.
وقبل ساعات، قال بايدن، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن إسرائيل قدمت مقترحاً من 3 مراحل يشمل وقفاً لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع.
واعتبرت حركة حماس في بيان لها "الموقف الأمريكي وما ترسخ من قناعة على الساحة الإقليمية والدولية بضرورة وقف الحرب على غزة هو نتاج الصمود الأسطوري" للشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة.
وأكدت الحركة استعدادها "للتعامل بشكل إيجابي وبنّاء مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل من قطاع غزة وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى جميع أماكن سكناهم وإنجاز صفقة تبادل جادة للأسرى إذا ما أعلن الاحتلال التزامه الصريح بذلك".
وفي رده على تصريحات بايدن، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن "تل أبيب أذنت للمفاوضين بتقديم اتفاق هدنة في غزة بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن تفاصيل خطة من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار".
وورد في البيان "الحكومة الإسرائيلية متحدة في الرغبة في عودة رهائننا بأسرع ما يمكن وتعمل على تحقيق هذا الهدف".
وتابع: "الخطوط العريضة الدقيقة التي تقترحها إسرائيل تسمح بالانتقال المشروط من مرحلة إلى أخرى بما يحافظ على مبادئنا"، دون تقديم أية توضيحات أخرى بهذا الصدد.
وبينما لم يذكر بيان مكتب نتنياهو خطاب بايدن بالاسم، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي (رسمية) إنّ البيان "جاء رداً على تصريحات بايدن".
تأييد أوروبي وتحذير تركي
من جانبه، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، دعمه خارطة طريق أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، لوقف "دائم" لإطلاق النار بقطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع.
وفي منشور على منصة إكس، قال بوريل: "كل دعمنا لخارطة طريق بايدن لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن التي تؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية وانسحاب الجيش الإسرائيلي وبدء جهود إعادة الإعمار" في القطاع.
وشدد بوريل على أن "الحرب يجب أن تنتهي الآن".
فيما حذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من اتساع رقعة الحرب الجارية في قطاع غزة، ما لم يتم "وقف المجازر والإبادة الجماعية" هناك والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها عقب مشاركته في الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" في العاصمة التشيكية براغ.
حيث قال فيدان إنه إذا "لم يتم وقف المجازر والإبادة الجماعية، ولم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري والسماح بدخول المساعدات الإنسانية في قطاع غزة ومن ثم التوجه إلى حل الدولتين، فإن هذه المشكلة ستكبر وتزداد اتساعاً".
وتابع: "حذرنا خلال الاجتماع (الناتو) من تحوّل هذه المشكلة (الصراع الإسرائيلي الفلسطيني) إلى مسألة أمنية عالمية تؤدي إلى انخراط جهات أخرى أيضاً فيها".
ودعا إلى اتخاذ الناتو موقفاً "مبدئياً" تجاه القضية الفلسطينية، تماماً كما هو الحال بالنسبة لموقفها تجاه أوكرانيا في حربها مع روسيا.
المقترح الجديد
وقبل ساعات، قال بايدن، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن المرحلة الأولى من المقترح الإسرائيلي تستمر 6 أسابيع وتشمل "وقفاً كاملاً وشاملاً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة في غزة".
كما تتضمن المرحلة الأولى "إطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم نساء ومسنون وجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين" في السجون الإسرائيلية.
وأشار بايدن إلى أن المرحلة الثانية تشمل "إطلاق سراح بقية الرهائن والجنود وإدامة وقف إطلاق النار، بينما تتضمن المرحلة الثالثة ما بعد الحرب وإعادة إعمار غزة".
ويأتي حديث بايدن عن هذا المقترح رغم رفض إسرائيل في وقت سابق مقترحاً آخر قدمته مصر وقطر، وأعلنت حماس موافقتها والفصائل الفلسطينية عليه في 6 مايو/أيار.
وتضمن المقترح المصري القطري بنوداً مشابهة لما يتحدث عنه بايدن، من حيث كونه مقترحاً يتم تنفيذه على مراحل تنتهي بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، لكن إسرائيل رفضته آنذاك بدعوى أنه "لا يلبي مطالبها"، وأكدت أنها ستواصل الحرب على غزة حتى تحقيق ما تسميه "الانتصار الساحق".
وفي اليوم ذاته، بدأت إسرائيل، آنذاك، عملية عسكرية على مدينة رفح جنوبي غزة، وسيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في اليوم التالي.
كذلك، شكَّكت تل أبيب مؤخراً في "حيادية" الوسيطين المصري والقطري بهذه المحادثات، وهو ما دعت قطر إلى "عدم الالتفات إليه"، فيما حذرت مصر من أن التشكيك في وساطتها "قد يدفعها للانسحاب" منها.
وبوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تجري حماس وإسرائيل، منذ أشهر، مفاوضات غير مباشرة متعثرة، للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعلى مدى يومين، استضافت القاهرة آخر جولة تفاوض، قبل أن يغادر وفدا حماس وإسرائيل العاصمة المصرية في 9 مايو/أيار الجاري دون إعلان التوصل لاتفاق.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 118 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلةً قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.