حزب “نيلسون مانديلا” يتراجع في انتخابات جنوب أفريقيا.. نتائج أولية تظهر خسارته الأغلبية لأول مرة

عربي بوست
تم النشر: 2024/06/01 الساعة 18:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/06/01 الساعة 18:38 بتوقيت غرينتش
رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا/ رويترز

قلّص مواطنو جنوب أفريقيا تأييدهم لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى 40% في الانتخابات الأخيرة، لينهوا بذلك ثلاثة عقود من هيمنة الحزب الذي حرّر البلاد من الفصل العنصري، في أول انتخابات ديمقراطية تعددية في البلاد في عام 1994.

وبعد تراجع دراماتيكي لحزب نيسلون مانديلا من تأييد بنسبة 57.5% في انتخابات 2019، يحتاج الحزب الآن لمشاركة السلطة مع حزب منافس من أجل البقاء في الحكم، وذلك في تطور غير مسبوق.

ودخل فرز الأصوات في الانتخابات التي جرت الأربعاء مراحله الأخيرة السبت بظهور نتائج 99.53% من مراكز الاقتراع التي أعطت حزب المؤتمر 40.21%.

وحصل التحالف الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة على 21.80% من الأصوات، في حين حصل "إم.كيه"، وهو حزب جديد بزعامة الرئيس السابق جاكوب زوما، على 14.60%، بينما حصل حزب المقاتلين من أجل الحرية الاقتصادية اليساري المتطرف بقيادة الزعيم الشبابي لحزب المؤتمر سابقاً جولياس ماليما على 9.48%.

وكان حزب المؤتمر قد حصل على الأغلبية في كل الانتخابات الوطنية السابقة منذ الانتخابات التاريخية التي جرت في 1994 وأنهت الفصل العنصري، لكن شعبيته تراجعت على مدى عقد مضى بسبب معاناة مواطني جنوب أفريقيا من ركود الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة وانهيار الطرق ومحطات الطاقة.

وشكل الأداء القوي لحزب إم.كيه، وخاصة في إقليم كوازولو ناتال مسقط رأس زوما، أحد الأسباب الرئيسية وراء إخفاق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في تحقيق أغلبية.

وسيحتاج الحزب للاتفاق من أجل تشكيل ائتلاف حاكم أو أي شكل آخر من أشكال الاتفاق مع واحد أو أكثر من الأحزاب الصغيرة، وهو مشهد غير مسبوق في حقبة ما بعد الفصل العنصري.

ويقول محللون إن أحد الخيارات المتاحة أمام حزب المؤتمر الوطني الأفريقي قد يكون تشكيل "حكومة وحدة وطنية" تضم طائفة واسعة من العديد من الأحزاب بدلاً من تشكيل ائتلاف رسمي بين عدد قليل من الأحزاب وهو ترتيب مماثل لذلك الذي تم تشكيله بعد الانتخابات التاريخية في عام 1994.

المؤتمر الوطني

يعتبر حزب المؤتمر الوطني أكبر الأحزاب في جنوب أفريقيا، ويستند على إرثه الممتد منذ مقاومة نظام الفصل العنصري، متسلحاً بمنجزاته التي حققها منذ سقوط حكومة بريتوريا، واضعاً في الاعتبار التحديات التي يواجهها.

وقدم الحزب برنامجاً انتخابياً وصف بالطموح، يبني على ما سبق من منجزات، وفق أولويات أساسية حددها برنامج الحزب الانتخابي، وتتمثل في الاقتصاد ومكافحة البطالة وتحسين الخدمات الأساسية ومستويات المعيشة.

كما قاد الحزب الحاكم أيضاً، في الأشهر الأخيرة، حملةً كبيرةً ضد الاحتلال الإسرائيلي، تمثلت في رفعه دعوى في محكمة العدل الدولية، تتهمه بتنفيذ حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي أثار غضب أمريكا وإسرائيل.

تحميل المزيد