وصل العديد من الإسرائيليين إلى "شواطئ تايلاند الجميلة" في الأسابيع الأخيرة، هرباً من الحرب، حيث أقاموا مجتمعاً استيطانياً في الدولة الآسيوية، بحسب تقرير لقناة 12 الإسرائيلية، الخميس 30 مايو/أيار 2024.
حيث كشفت القناة أن العديد ممن تم إجلاؤهم من محيط غلاف غزة، أو شمال الأراضي المحتلة، قد سافروا إلى تايلاند، حيث أنشأوا هناك "ما يشبه مستعمرة إسرائيلية"، بحسب وصف القناة.
بحسب القناة، فإن العديد من "ضحايا 7 أكتوبر" (طوفان الأقصى)، وجدوا ملجأ هناك على شواطئ تايلاند الجميلة، من بينهم أشخاص تم إجلاؤهم، وآخرون قرروا الاستقرار لبضعة أشهر بعيداً عن الحرب، وكذلك مقاتلون احتياط تم تسريحهم بعد مشاركتهم في الحرب على غزة.
شاهار جرادي، الذي تم إجلاؤه من مستوطنة دان في الجليل الأعلى على الحدود مع لبنان، وصل مع شريكته وأطفالهما الثلاثة إلى الدولة الاستوائية وهم الآن ينتظرون إشارة بأنهم يستطيعون العودة إلى مستوطناتهم.
وأعلن قائلاً: "بالنسبة لي، سأعود إلى دان غداً إذا أخبروني أن الوضع آمن هناك".
أما إيلين جلعات، التي فرت من مستوطنة العطيف، في غلاف غزة فقالت: "لم نأت هنا لأجل سياحة مرفهة، لقد بدأنا حياتنا من الصفر".
وفرت إيلين جلعات وعائلتها من المستوطنة التي كانت تقيم فيها تزامناً مع بدء الهجوم الكبير الذي نفذته المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، على مستوطنات ومعسكرات الاحتلال بغلاف غزة.
وقالت جلعات: "غادرنا ليلاً، ركضنا إلى السيارة وانطلقنا، وفي الطريق رأينا آلات وجثثاً محترقة. لقد كانت تجربة مؤلمة".
وبعد بضعة أشهر من العيش في غرفة واحدة، مع والدين وطفلين ورضيع وكلب، أدركت هي وشريكها أنه لا بد من اتخاذ القرارات، فانتقلا إلى تايلاند.
فيما وصل إيلاد كورد وزوجته إلى تايلاند قادمين من المطلة، شمال الأراضي المحتلة، بعد أن قتل عدد من اصدقائه في نوفا خلال الحفل الذي كان مقاماً أثناء هجوم المقاومة.
وقال كورد إنه وجد نفسه في الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب يتنقل بين الجنازات والمستشفيات، إلا أنه قرر أن الوقت قد حان لأخذ قسط من الراحة، فسافر إلى تايلاند.
أما شاكيد كردماني، وهو جندي احتياط أصيب بقنبلة يدوية في خان يونس وتم نقله لإعادة التأهيل، وجدت زوجته فرصة قصيرة أثناء العلاج لأخذ قسط من الراحة وأقنعته بمعالجة ما مر به أثناء الراحة في تايلاند.
وقال كردماني: "في كل عام في يوم الذكرى، أقوم بزيارة قبور أصدقائي في جبل هرتزل، هذا العام، للأسف، تمت إضافة ثمانية أصدقاء وزملاء قتلى جدد بسبب الحرب، وتم اختطاف آخرين إلى غزة".
بحسب القناة، الإسرائيليون في تايلاند يعيشون هناك بالكامل باللغة العبرية، واحتفلوا بيوم الاستقلال (قيام دولة إسرائيل)، 13 مايو/أيار 2024، كما يفعلون في إسرائيل.
وصل عدد الجنود الإسرائيليين الجرحى منذ بداية الحرب ضد قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 3581، بحسب معطيات نشرها جيش الاحتلال.
بينما خلفت المعارك البرية وحدها والتي بدأت في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، في قطاع غزة، 1781 مصاباً بين صفوف الجيش الإسرائيلي.
جدير بالذكر أن 634 جندياً وضابطاً إسرائيلياً قتلوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، بينهم 282 بالمعارك البرية، بحسب موقع الجيش الإسرائيلي.
وفي المقابل، خلفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف القتلى والجرحى الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.