تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، الإثنين 27 مايو/أيار 2024، صورة لأحد جنود الجيش المصري، مؤكدين أنه الجندي الذي قُتل برصاص الاحتلال الإسرائيلي على الحدود مع قطاع غزة، في حادثة وصفها الإعلام الإسرائيلي بأنها غير متوقعة.
في الوقت ذاته، أشارت وسائل إعلام عربية وأجنبية إلى أن هناك اتفاقاً بين مصر وإسرائيل على "المضي قدماً" وجعل قضية مقتل الجندي المصري بنيران إسرائيل "تموت بسلام"، كما كشفت عن رغبة مصر في عدم "التصعيد" بسبب الواقعة.
من هو الجندي المصري الذي قُتل على حدود غزة؟
بحسب ما ذكرته حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم أكدته وسائل إعلام عربية، فإن الجندي هو عبد الله رمضان عشري حجي، من قرية العجمين بمحافظة الفيوم جنوب غرب مصر، فيما لم يصدر أي تأكيد رسمي حول هوية الجندي من جانب الجيش المصري.
وتداول العديد من النشطاء صوراً للجندي، كما أشاروا إلى حسابه على موقع فيسبوك، والذي تضمن كتابات مناصرة لقطاع غزة، ومنددة بالمجازر ضد الفلسطينيين.
كما أفادت وسائل إعلام مصرية بأن رمضان يبلغ من العمر 22 عاماً، وكان يؤدي خدمته العسكرية في سلاح حرس الحدود بسرية النمر.
"الحادث ليس اعتداءً على مصر"!
في الوقت ذاته، وصف اللواء السابق في الجيش المصري، سمير فرج، ما حدث بأنه حادث حدودي بين دولتين، مشدداً على أن هناك عدة حالات سابقة مشابهة وقعت بين الجانبين، وأدت إلى مقتل إسرائيليين، وأن ما يترتب على هذا الحادث تحدده اللجنة التي تحقق في الحادث، وكل حدث له قراراته وفقاً لاتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب.
طبقاً لاتفاقية كامب ديفيد، يتم تشكيل لجنة مصرية إسرائيلية تحقق في الحادث، لتحديد من الذي أطلق النار في البداية، مشيراً إلى أن المعلومات ليست واضحة حتى اللحظة.
وأكد اللواء أن هذا الحادث لن يؤثر على "العلاقات المتوترة" بين البلدين، ولن يؤثر أيضاً على اتفاقية كامب ديفيد، كما لن يكون له أثر على وساطة مصر في المحادثات بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
وقال اللواء إن هذا الحادث لا يعتبر اعتداء على الأراضي المصرية، لأن الحادث وقع فيما وصفها بـ"المنطقة الحرام".
وقال اللواء خلال مقابلة له على قناة الجزيرة مباشر، إن اتفاقية السلام تُحدد طريقة التعامل مع مثل هذه الحالات، لكنه أشار إلى أن هناك عدة أنواع من العقوبات على الجانب المعتدي، قد تكون اعتذاراً أو تقديم دية.
وأضاف اللواء المصري: "قد تكون الدية على شكل أموال، أو على شكل تطوير معبد يهودي بالقاهرة"، على حد قوله.
وكان اللواء فرج أحد كبار قادة الجيش المصري، فقد شغل منصب مدير الشئون المعنوية منذ 1993 حتى 2000، تخرج من الكلية الحربية عام 1963 والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي، ثم تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973، والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وعُيّن مدرساً بها فور تخرجه منها ليكون بذلك أول ضابط خارج دول حلف الناتو والكومنولث يُعين في هذا المنصب.
"الحادث بسيط"!
وبحسب ما نقلته صحيفة "فاينانشيال تايمز" الأمريكية، فإن مسؤولاً عسكرياً مصرياً سعى إلى التقليل من أهمية إطلاق النار، وقال في تصريح للصحيفة إنه كان "حادثاً بسيطاً" وليس له "أي أهمية سياسية".
هذا الكلام أكدته أيضاً صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، والتي نقلت عن مسؤول أمني مصري لم تسمه قوله إن "الجانبين قررا ترك قضية مقتل الجندي المصري (تموت بسلام)".
وكشفت الصحيفة الأمريكية نقلاً عن المسؤول نفسه، عن وجود توجيهات لعناصر الجيش المصري بـ"الابتعاد عن هذا الأمر"، كما أشار إلى أن الرقابة تم تفعيلها أيضاً على الجانب الإسرائيلي "لمنع المنشورات التي يمكن أن تثير الغضب على الجانب الآخر". وذلك في الوقت الذي تجري فيه مصر وإسرائيل تحقيقاً منفصلاً في ملابسات الحادث.