أثار قيام المقاطعات في الولايات الأمريكية بشراء السندات الإسرائيلية بمستويات قياسية، مدفوعة بمزيد من العوائد الضخمة والحوافز الحكومية للديون الإسرائيلية، ردود فعل عكسية بين بعض السكان المحليين، بحسب ما نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني، الثلاثاء 28 مايو/أيار 2024.
وقد سرّعت المقاطعات في جميع أنحاء الولايات الأمريكية عملية شراء السندات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي العام الماضي، باعت إسرائيل سندات بقيمة قياسية بلغت 3 مليارات دولار.
أدت حاجة إسرائيل لتمويل حربها على غزة وحرص العديد من حكومات الولايات الأمريكية على شراء الديون الإسرائيلية إلى تحول الولايات إلى مستثمرين كبار في السندات الإسرائيلية.
16 مليار دولار
وكانت وكالة بلومبرغ الأمريكية قدّرت أن الحرب الإسرائيلية في غزة كلفت تل أبيب 16 مليار دولار منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وباتت مقاطعة بالم بيتش في فلوريدا الآن أكبر مستثمر في العالم في السندات الإسرائيلية، حيث تم استثمار حوالي 700 مليون دولار من محفظتها البالغة 4.67 مليار دولار في سوق الدولة الأجنبية، حسبما أعلن جوزيف أبروزو، كاتب محكمة الدائرة والمراقب المالي، في مارس/آذار الماضي.
ونقل موقع ميدل إيست آي ما ذكره أبروزو في مقابلة مع وكالة الصحافة اليهودية: "أنا فخور بالوقوف إلى جانب ما أعتبرها أكبر حليف لنا في العالم كله – إسرائيل".
وأضاف أبروزو: "ومع ذلك، فهذه استثمارات آمنة بشكل لا يصدق. إنهم يحققون عائدًا لا يصدق لدافعي الضرائب في المقاطعة، وكان الأمر منطقياً تماماً بالنسبة لنا من وجهة نظر ائتمانية".
ردود فعل عكسية
غير أن هذه الخطوة أثارت ردود فعل محلية عنيفة. رفع بعض سكان مقاطعة بالم بيتش دعوى قضائية هذا الشهر ضد المقاطعة. كما أعرب المتظاهرون عن غضبهم من المحكمة المحلية.
وقالت إحدى سكان مقاطعة بالم بيتش، التي أطلقت على نفسها اسم ليديا إس، لقناة Wptv الإخبارية المحلية: "يجب أن تذهب أموال ضرائبنا إلى احتياجاتنا وليس لتمويل الإبادة الجماعية".
وقال أبروزو إنه يتوقع رفض الدعوى التي وصفها بـ"التافهة".
ولم تكن مقاطعة بالم بيتش المقاطعة الوحيدة التي استثمرت في السندات الإسرائيلية، بحسب ميدل إيست آي.
ففي شهر مايو/أيار الجاري، قال روبرت سبراغ، أمين صندوق ولاية أوهايو، إن ولاية حزام الصدأ اشترت سندات إسرائيلية ذات سعر فائدة ثابت بقيمة 30 مليون دولار لمدة عامين.
وقال سبراغ في بيان: "بفضل سجلها الطويل في تقديم أسعار تنافسية وسداد موثوق وفي الوقت المناسب، تظل السندات الإسرائيلية استثماراً مناسباً لأوهايو".
وتابع البيان: "نحن فخورون بمواصلة تاريخ الولاية الطويل في شراء هذه السندات".
عزلة دولية
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه عزلة إسرائيل دولياً في ظل الضغوط التي تتعرض لها أمام المحافل الدولية، نتيجة لهجومها على غزة، والذي أدى إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 115 ألف شخص، وفقاً لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية.
قبل عدة أيام، أصدرت محكمة العدل الدولية قراراً بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح بأغلبية 13 صوتاً في خطوة من المرجح أن تدفع إلى بذل جهود أخرى لإصدار قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، بحسب موقع أكسيوس الأمريكي.
فيما طالب مدعي عام محكمة الجنايات الدولية بإصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
كما أعلنت ثلاث دول أوروبية، أيرلندا والنرويج وإسبانيا، رسمياً اعترافها بالدولة الفلسطينية.
ورغم هذه الانتقادات الدولية، وخلال أول عملية بيع لسندات دولية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، جمعت إسرائيل رقماً قياسياً قدره 8 مليارات دولار على الرغم من قيام وكالة موديز بتخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل.
وكانت وكالة ستاندرد آند بورز أصدرت مراجعة قبل أيام حملت نبرة تشاؤمية بشأن قدرة إسرائيل على التعافي الاقتصادي، بحسب تقارير عبرية.
وقالت الوكالة إن الانتعاش الاقتصادي في إسرائيل سيكون أبطأ من الانتعاشات السابقة، رغم النمو الذي شهده الاقتصاد في الربع الأول من العام الحالي.
وأضافت أن التصنيف الائتماني لإسرائيل لا يزال "في خطر" بسبب تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، وطلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو غالانت، وتهديد بيني غانتس بالاستقالة من الحكومة.