يواجه الكونغرس الأمريكي انقساماً حاداً بشأن دعوة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمة أمام النواب، فيما وصف أحد النواب الأمريكيين حالة الاستقطاب الشديدة حول الموقف من الحرب على قطاع غزة بـ"الخطيرة للغاية"، بحسب ما نشر موقع "AXIOS" الأمريكي، الخميس 23 مايو/أيار 2024.
طرح رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري، فكرة إلقاء خطاب لنتنياهو لأول مرة في شهر مارس/آذار، كوسيلة للرد على خطاب تشاك شومر رئيس مجلس الشيوخ (ديمقراطي)، الذي انتقد فيه نتنياهو بشدة بسبب تعامله مع الحرب في غزة، ودعا إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل.
وينتظر مايك جونسون رئيس مجلس النواب ذي الأغلبية الجمهورية توقيع رئيس مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الديمقراطية على طلب الدعوة لنتنياهو.
وقال جونسون إنه حدد موعداً نهائياً لانضمام شومر إلى الدعوة، وإذا لم يفعل ذلك، فإن الجمهوريين في مجلس النواب سيعقدون الخطاب بمفردهم ويدعون أعضاء مجلس الشيوخ.
ردود فعل النواب
من جانبه، قال عضو لجنة المخابرات بمجلس النواب جيم هايمز (ديمقراطي) إن نتنياهو "يجب أن يركز على تحرير الرهائن، وليس على المشرعين الأمريكيين".
فيما قال النائب دان كيلدي (ديمقراطي): "لا أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب… دعونا لا نعقّد الوضع المعقد بالفعل".
وقالت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية) عن الفكرة ببساطة: "لا".
وقال النائب دين فيليبس (ديمقراطي)، وهو أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب المعنية بالشرق الأوسط إنه يعتقد أن الدعوة هي "لفتة سياسية".
وقال فيليبس إن نتنياهو "يقسم هذا البلد… بنفس الطريقة التي يقسم بها إسرائيل، وأعتقد أن هذا أمر خطير للغاية"، مضيفاً: "لا أستطيع إلا أن أتخيل الصراع الشخصي والسياسي الذي يواجه الزعيم شومر".
وقال النائب سكوت بيترز (ديمقراطي): "أعتقد أن هذا وقت غريب لدعوة نتنياهو، إنها خطوة مثيرة للانقسام حقاً"، في إشارة إلى قرار المحكمة الجنائية الدولية بالسعي للحصول على مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقال عضو ديمقراطي آخر في مجلس النواب، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إحدى "القضايا الكبيرة" بالنسبة للديمقراطيين هي القلق من أن الخطاب سيضفي الشرعية على نتنياهو ويقوض المعارضة في إسرائيل.
وقال عضو ديمقراطي ثانٍ في مجلس النواب: "إنها ممارسة شائكة للغاية من الناحية السياسية".
على الجانب الآخر، قال النائب جاريد موسكوفيتش (ديمقراطي) إن شومر يجب أن يوقع على الدعوة لأنها "يجب أن تكون من الحزبين".
وقال: "على الرغم من أنه قد تكون لدينا خلافات سياسية مع [نتنياهو]، كما نفعل مع بعض حلفائنا في الناتو، أعتقد أنه يجب عليه أن يتواصل مع رئيس البرلمان ليكون الأمر مشتركاً بين الحزبين".
وقالت النائبة آني كوستر (ديمقراطية من ولاية نيو هامبشاير) إن الكونغرس "يمكنه الاعتراف برؤساء الدول دون الموافقة على كل ما يقولونه"، مضيفة أنه "يمكن أن يخلق حواراً" بين نتنياهو وبعض منتقديه.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً على غزة، خلفت أكثر من 115 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم العدد الهائل من الضحايا المدنيين، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها ووزير دفاعها؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية".
كما تتجاهل إسرائيل قراراً من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وأوامر من محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.