ارتفعت حصيلة المصابين جراء العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي منذ صباح الثلاثاء 21 مايو/أيار 2024، بمدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة إلى 19، فيما وصل عدد الشهداء الذين ارتقوا في المدينة إلى 121 قتيلاً في 72 عملية عسكرية للاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وزارة الصحة الفلسطينية، قالت في بيان: "7 شهداء و19 إصابة بجروح متفاوتة جراء عدوان الاحتلال (الإسرائيلي) المستمر على جنين منذ صباح اليوم الثلاثاء".
كما أضافت أن عدد القتلى إثر العملية الإسرائيلية المستمرة في جنين بلغ "7 شهداء بينهم طفلان"، مشيرة إلى أن "العدد الإجمالي للشهداء في الضفة الغربية والقدس، ارتفع إلى 513 شهيداً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وأوضحت أن الشهداء في جنين اليوم هم "الطبيب أسيد كمال جبارين (51 عاماً)، وباسم محمود تركمان (53 عاماً)، ومعمر محمد أبو عميرة (50 عاماً)، وأمير عصام أبو عميرة (22 عاماً)، وعلام زياد جرادات (48 عاماً)، والطفل أسامة محمد حجير (16 عاماً)، والطفل محمود أمجد حمادنة (15 عاماً).
في غضون ذلك، قالت "القناة 12" نقلاً عن جيش الاحتلال الإسرائيلي إن أكثر من 1000 جندي يشاركون في العملية العسكرية في جنين.
استنكار لمقتل الطبيب "جبارين"
في وقت سابق من الثلاثاء، استنكرت "الصحة الفلسطينية" مقتل الطبيب أسيد كمال جبارين برصاص القوات الإسرائيلية في جنين، واصفة الواقعة بأنها "جريمة متعمدة".
في بيان لها، قالت الوزارة إن "الشهيد جبارين ارتقى بعد أن أطلقت قوات الاحتلال (الإسرائيلي) النار عليه، خلال توجهه للعمل في مستشفى جنين الحكومي".
وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها، تعد الـ72 التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في محافظة جنين منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبدأت العملية العسكرية باقتحام قوات خاصة حي وادي برقين القريب من مخيم جنين، اندلعت بعدها اشتباكات مسلحة مع مقاومين فلسطينيين.
لاحقاً دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية كبيرة للمدينة والمخيم، وسط تحليق طائرات مسيرة في سماء جنين.
كما شرعت جرافات عسكرية إسرائيلية في تدمير شوارع وميادين في جنين ضمن العملية، كما شوهد رتل من الآليات في طريقه لمخيم جنين وسط وقوع اشتباكات مسلحة، وسماع دوي انفجارات بين الحين والآخر في مناطق متفرقة من المدينة، بحسب مراسل الأناضول.
121 قتيلاً في 72 عملية عسكرية
تعد هذه العملية العسكرية الـ72 التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في محافظة جنين، منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووصف رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين محمد الصباغ الوضع في المخيم بأنه "صعب".
وقال: "منذ صباح اليوم بدأ الجيش الإسرائيلي حصاراً مطبقاً على المخيم، وفصله عن المدينة والأحياء المجاورة، في ظل وجود عشرات الآليات العسكرية المعززة بالجرافات على مداخله".
كما أضاف: "واضح أن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية كبيرة… السكان يعيشون حالة من القلق جراء فصلهم عن أبنائهم الذين كانوا في مدارسهم حين الاقتحام".
وأشار إلى أن نحو ألفي طالب مدرسي من المخيم "لم يستطيعوا العودة لمنازلهم وتم وضعهم في مراكز إيواء وعند أقاربهم، خارج المخيم بينهم أطفال في الروضات".
وأفاد الصباغ بأن هذه العملية "رقم 72 التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023″، موضحاً أنه خلال تلك العمليات في المخيم وحده "قتل الجيش الإسرائيلي 63 فلسطينياً، ودمر 24 منزلاً بشكل كامل، و1200 جزئياً".
كما لفت إلى أن البنية التحتية في المخيم "منهكة بفعل العمليات العسكرية، حيث تم تدمير كافة شبكات المياه والصرف الصحي، والكهرباء والاتصالات".
وبشكل عام، قُتل في محافظة جنين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 121 شخصاً بحسب توثيق وزارة الصحة الفلسطينية.
أهداف غير معلنة
من جهته، اعتبر خبير فلسطيني في حديث للأناضول، أن العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في جنين "تأتي استكمالاً لسلسلة عمليات ينفذها الجيش على مدار العامين الماضيين في الضفة وخاصة في شمالها، والتي تعززت بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول".
مدير مركز "يابوس" للدراسات الاستراتيجية سليمان بشارات، قال إن هدف الجيش الإسرائيلي هو "القضاء على المقاومة الفلسطينية، وإن ذلك العنوان الأبرز لعملياته".
كما أضاف أن هدف القضاء على المقاومة "تندرج تحته أهداف أخرى أبرزها إعادة تعزيز السيطرة الأمنية والسياسة الإسرائيلية على الضفة".
ثم تابع: "سمعنا كثيراً في الأيام الماضية عن عدم رغبة قادة إسرائيل في الاعتراف بأي سلطة فلسطينية، لذلك قد يكون العمل العسكري وإعادة السيطرة غير المباشرة تمهيداً لإحكام القبضة ورسم أي مستقبل سياسي فلسطيني بالضفة".
وبموازاة الحرب المدمرة على غزة، صعد المستوطنون والجيش الإسرائيلي اعتداءاتهم بالضفة، ما أدى إلى مقتل 513 فلسطينياً (بينهم قتلى جنين اليوم) منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإصابة نحو 5 آلاف، واعتقال 8 آلاف و800 آخرين، وفق معطيات رسمية.
فيما خلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 115 ألفاً بين قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، ورغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.