أطلقت الولايات المتحدة حملةً جديدة لمساعدة إسرائيل على إعلان "النصر الكامل" حتى تتمكن من إنهاء الحرب على غزة من خلال تعقب يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، حسبما صرح مسؤولون أمريكيون لموقع ميدل إيست آي البريطاني، الإثنين 20 مايو/أيار 2024.
ونقل موقع ميدل إيست آي عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، قولهم إن الولايات المتحدة تعمل على توسيع جهود البحث في جميع أنحاء المنطقة، بعد الاعتقاد بأن السنوار كان مختبئاً في أنفاق عميقة تحت غزة.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن "إدارة بايدن تستكشف الآن احتمالات فرار السنوار إلى شبه جزيرة سيناء، وربما يكون قد هرب من هناك إلى لبنان أو سوريا".
ولم يشِر المسؤولون الحاليون والسابقون إلى أي معلومات استخباراتية محددة، لكنهم قالوا إن أحد العوامل التي أثارت الجدل هو أن الاستخبارات الأمريكية لم يكن لديها تحديثات جديدة حالية بشأن مكان وجود السنوار الأخير.
ووفقاً للمسؤولين، فإن إدارة بايدن متأخرة لمدة شهر تقريباً في تعقب آخر لموقع معروف للسنوار، والذي كان داخل قطاع غزة.
وقال بروس ريدل، المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية، لموقع ميدل إيست آي، إن عدم الوضوح المحيط بالموقع الأخير للسنوار كان "سيئاً للغاية".
وعندما سُئل عن الإطار الزمني، قال: "شهر واحد يعني أنك لست قريباً حتى من الحصول على المعلومات في الوقت الفعلي".
وفي الشهر الماضي، نشرت وسائل إعلام عربية نقلاً عن مصدر مسؤول في حركة حماس أن يحيى السنوار "ليس معزولاً عن الواقع"، وأنه "تفقّد أخيراً مناطق شهدت اشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال، والتقى بعض مقاتلي الحركة فوق الأرض وليس في الأنفاق".
تعقّب السنوار و"إعلان النصر"
وقال المسؤولون إن تعقب السنوار أصبح أمراً مُلحاً جديداً داخل مجتمع الاستخبارات الأمريكي، لأن إدارة بايدن تعتقد أنه يمكن أن يساعد في الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب من خلال إعلان النصر.
وقد ألمح الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى هذه الاستراتيجية الأسبوع الماضي عندما قال لشبكة سي إن إن: "قلت لنتنياهو لا ترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبناه في أفغانستان، عندما أردنا القبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. سنساعدك في القبض على السنوار".
وقال موقع ميدل إيست آي إن التشابه بين مطاردة السنوار وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يسلط الضوء على الصعوبة البالغة التي تواجهها الولايات المتحدة وإسرائيل في محاولة العثور على السنوار.
ووفقاً للمسؤولين، تريد واشنطن تركيز طاقة إسرائيل على العثور على قادة حماس الرئيسيين مثل السنوار ومحمد الضيف، كوسيلة لتجنب هجوم واسع النطاق على رفح.
وقالت إدارة بايدن، التي تواصل تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي لإسرائيل، إنها ستحجب الأسلحة الهجومية عن إسرائيل إذا هاجمت "مراكز سكانية"، في إشارة إلى مدينة رفح الحدودية بجنوب غزة والتي تضم حالياً حوالي 1.4 مليون نازح فلسطيني.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت قبل عدة أيام أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن السنوار لم يكن في رفح وإنما من المرجح أنه لا يزال في خان يونس، المدينة التي حاصرها جيش الاحتلال الإسرائيلي بين ديسمبر/كانون الأول وأبريل/نيسان.
الولايات المتحدة تتبادل المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة عرضت على إسرائيل معلومات استخباراتية جديدة للمساعدة في تعقب قادة حماس مقابل عدم قيام إسرائيل بشن الهجوم على رفح.
ونشرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية هذا التقرير تحت عنوان: الولايات المتحدة تحجب "معلومات استخباراتية حساسة" عن حماس عن إسرائيل.
ومع ذلك، قال العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين والعرب الحاليين والسابقين، بالإضافة إلى مسؤولي الدفاع والمخابرات، لموقع ميدل إيست آي، إنه من غير المرجح أن تحجب الولايات المتحدة معلومات تتعلق بحماس عن إسرائيل.
في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمر بتشكيل فريق عمل جديد لجمع المعلومات عن كبار قادة حماس وموقع الرهائن في غزة، وتبادل تلك المعلومات الاستخبارية مع إسرائيل.
مفاوضات وقف إطلاق النار
وقالت المصادر إن إحدى الطرق التي تتبعها الولايات المتحدة لتعقب السنوار هي الطريقة التي يتواصل بها مع قادة حماس خلال مفاوضات وقف إطلاق النار. وأضافت المصادر أن هناك اعتقاداً على نطاق واسع أن السنوار له الكلمة الأخيرة في أي اتفاق، حيث تحتجز الحركة أسرى في غزة.
ونقل موقع ميدل إيست آي عن مسؤولين عرب وأمريكيين حاليين وسابقين إن السنوار ربما يعتمد على شبكة غير مباشرة من الأشخاص وربما تطبيقات المراسلة للتواصل مع مسؤولي حماس في الخارج.
وقال مسؤول عربي مطلع على حماس إن الجماعة لديها سنوات من الخبرة في تعلم كيفية إخفاء اتصالاتها خلال الحروب السابقة مع إسرائيل.