نقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين، الخميس 16 مايو/أيار 2024، أن مصر رفضت اقتراحاً إسرائيلياً يقضي بالتنسيق بين البلدين لإعادة فتح معبر رفح بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة وإدارة عملياته المستقبلية.
المصدران الأمنيان أوضحا أن الاقتراح الإسرائيلي يتضمن آلية لكيفية إدارة المعبر بعد الانسحاب الإسرائيلي. وأضافا أن مصر تصر على أن المعبر يجب أن تديره سلطات فلسطينية فقط.
وعرض مسؤولون من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) الخطة خلال زيارة للقاهرة الأربعاء، وسط تصاعد التوتر بين البلدين في أعقاب التقدم العسكري الإسرائيلي الأسبوع الماضي في رفح، حيث يحتمي مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب.
فيما قال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته لرويترز إن الوفد سافر إلى مصر "بشكل رئيسي لمناقشة الأمور حول رفح في ضوء التطورات الأخيرة"، لكنه رفض الخوض في التفاصيل.
"مصر تحتجز غزة رهينة"
في سياق متصل، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، الأربعاء 15 مايو/أيار، مصر بأنها تحتجز سكان غزة "رهينة" لرفضها التعاون مع إسرائيل بشأن المعبر الرئيسي للمساعدات، على حد وصفه.
وادعى نتنياهو أن إسرائيل تدعم "تدفق المساعدات الإنسانية بأقصى حد" عبر معبر رفح، مضيفاً: "نريد أن نراه مفتوحاً. آمل أن نتمكن من التوصل إلى تفاهم" مع مصر، زاعماً أن "المشكلة ليست منا، نحن لا نعطل فتح معبر رفح".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي: "آمل أن تأخذ مصر في الاعتبار ما أقوله الآن"، مضيفاً: "لا ينبغي لأحد أن يحتجز السكان الفلسطينيين رهائن بأي شكل من الأشكال، وأنا لا أحتجزهم رهائن. لا أعتقد أنه ينبغي لأحد أن يفعل ذلك".
وتبادلت الدولتان الاتهامات هذا الأسبوع بشأن إغلاق المعبر الحدودي وما تبعه من عرقلة لجهود الإغاثة.
وتقول مصر إن السبب الوحيد لإغلاق معبر رفح هو العملية العسكرية الإسرائيلية. وحذرت مراراً من أن هدف إسرائيل من الهجوم هو إخلاء غزة من خلال دفع الفلسطينيين للنزوح إليها.
وذكر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دافيد مينسر أمس الأربعاء، أن مصر رفضت طلباً إسرائيلياً بفتح معبر رفح أمام المدنيين من سكان غزة الراغبين في الفرار من القطاع.
ويشكل معبر رفح ممراً رئيسياً لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ونقطة خروج للأشخاص الذين يجري إجلاؤهم طبياً من القطاع، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية ويلوح شبح المجاعة.
إغلاق معبر رفح
وأغلقت إسرائيل معبر رفح مع مصر الذي يعد البوابة الرئيسية للبضائع والأشخاص الذين يدخلون غزة، منذ أن أعلن الاحتلال السيطرة عليه في 7 مايو/أيار الجاري.
ورفضت مصر التنسيق مع إسرائيل بشأن معبر رفح، خشية أن تكون السيطرة عليه جزءاً من خطة نتنياهو لشنّ هجوم بري واسع النطاق على مدينة رفح التي لجأ إليها أكثر من مليون غزّي نزحوا من مناطق أخرى.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الثلاثاء، إن سيطرة إسرائيل على المعبر تعرِّض عمال الإغاثة وسائقي الشاحنات إلى "مخاطر محدقة".
وحذّرت الولايات المتحدة، أكبر حلفاء إسرائيل، من شنّ هجوم على رفح، ودعت إلى إعادة فتح المعبر.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة طوال 223 يوماً على التوالي، أكثر من 35 ألف شهيد، ونحو 79 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين.