أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الأربعاء 15 مايو/أيار 2024، حجم الدمار الذي لحق بمناطق في رفح في أعقاب الهجوم الذي شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي والذي استهدف المدينة الجنوبية من قطاع غزة قبل عدة أيام.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن ما وصفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بـ"منطقة إنسانية" تم توجيه العديد من الفلسطينيين للنزوح إليها على طول الساحل هي منطقة مكتظة بالفعل، وقد لحقت بها أضرار جسيمة بفعل الغارات، حسبما تُظهر صور الأقمار الصناعية، كما أنها تفتقر إلى الخدمات الطبية الكافية.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة بعد احتلال معبر رفح في 6 مايو/أيار 2024 أضراراً جديدة واسعة النطاق لحقت بالأجزاء الشرقية من رفح.
تدمير 400 مبنى في يومين
ففي الفترة من 5 إلى 7 مايو/أيار فقط، تم تدمير أكثر من 400 مبنى في منطقة الإخلاء. ويقول العاملون في المجال الإنساني إن هذه المناطق من المحتمل أن تحتوي أيضاً على ذخائر غير منفجرة من مخلفات الحرب.
تتوافق هذه التقديرات مع ما نشرته أيضاً صحيفة نيويورك تايمز سابقاً وأشارت فيه إلى أن صور أقمار صناعية قد أظهرت دماراً كبيراً في أجزاء من مدينة رفح رغم إعلان إسرائيل بأن عملياتها هناك ستكون محدودة.
وبحسب الصحيفة، فإن الصور التي تُظهر المباني المدمرة في رفح تتوافق مع آثار عمليات التطهير في أماكن أخرى من قطاع غزة.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شن هجوماً وصفه بالمحدود على رفح بعدما ظل لعدة أشهر يهدد بغزو واسع النطاق للمدينة لاستهداف حماس، على الرغم من التحذيرات التي أطلقها المسؤولون عن الشؤون الإنسانية، فضلاً عن حلفاء إسرائيل، بشأن الخسائر الكارثية المحتملة بين المدنيين.
وقال مسؤولو الصحة إن العشرات من سكان غزة قتلوا في الغارات الإسرائيلية على رفح منذ 6 مايو/أيار 2024، وأفادت الأمم المتحدة أن أحد العاملين لديها قد قُتل أيضاً، وهو أول موظف دولي يعمل لدى الأمم المتحدة يُقتل منذ بدء الحرب.
وقدّرت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، أن نحو 450 ألف شخص فروا من رفح، حيث كان الناس يحتمون هناك قبل بدء العمليات العسكرية الأسبوع الماضي.
وقبل الحرب، كان عدد سكان رفح أقل من 300 ألف نسمة. وبعدما شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً واسعة النطاق على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أجبرت الضربات الإسرائيلية أكثر من مليوني من سكان غزة على الفرار من منازلهم، وانتهى الأمر بالعديد منهم في رفح في نهاية المطاف.
عواقب وخيمة للتوغل الإسرائيلي
أما الآن فقد أصبح معبر رفح نقطة محورية في الحملة الإسرائيلية. وكثيراً ما قصف جيشها مناطق في رفح، ما أدى إلى مقتل أشخاص وإلحاق أضرار بالمباني.
ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن رفح هي آخر معقل لحماس، وأن عدة كتائب لحماس تتحصن في أنفاق أسفل المدينة.
ويقول الأطباء والجماعات الإنسانية إن التوغل الإسرائيلي كان له عواقب وخيمة على العاملين في المجال الطبي والمرضى. وأغلق مستشفى أبو يوسف النجار شرق رفح أبوابه بالكامل.
ويتعين على مئات الآلاف من الفلسطينيين الآن أن يعتمدوا على مستشفيين رئيسيين آخرين فقط في رفح لا يزالان يعملان جزئياً، فضلاً عن عيادات أصغر حجماً ومستشفيات ميدانية مؤقتة متناثرة.
وقد فاقم احتلال معبر رفح الأزمة الانسانية التي يعاني منها سكان القطاع، حيث كشفت تقارير إعلامية مؤخراً أنه لم يتبقَّ لدى الفلسطينيين النازحين في وسط وجنوب قطاع غزة سوى ما يكفي من الغذاء لمدة أسبوع، بحسب ما ذكره موقع ميدل إيست البريطاني.
ونقل الموقع البريطاني عن جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة اللاجئين الفلسطينية التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، قولها إن 6 شاحنات فقط من المواد الغذائية دخلت إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم منذ أن استولت إسرائيل على معبر رفح.
وقالت توما إن "الحد الأدنى" لعدد الشاحنات المطلوبة هو 500 شاحنة يومياً، تحمل "مزيجاً من الوقود وإمدادات الإغاثة والإمدادات التجارية". ومنذ استيلاء جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح، بلغت كمية الوقود التي وصلت إلى غزة 157 ألف لتر من الوقود، بينما تكون هناك حاجة يومياً إلى 300 ألف لتر يومياً، بحسب ما أفادت توما.