كشف تحقيق لشبكة سي إن إن الأمريكية، الجمعة 10 مايو/أيار 2024، عن تعرض معتقلين فلسطينيين لانتهاكات وتعذيب على يد جنود إسرائيليين في مركز اعتقال "سديه تيمان" بصحراء النقب، في حين أدانت حركة حماس التنكيل الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.
تحقيق الشبكة، اعتمد على صورتين التقطها إسرائيلي يعمل في قاعدة عسكرية أصبحت الآن مركز احتجاز لمشهد يقول إنه لا يزال يطارده، حيث شوهدت صفوف من الرجال يرتدون بدلات رياضية رمادية يجلسون على مراتب رقيقة من الورق، ومحاطة بسياج شائك. ويبدو الجميع معصوبي الأعين، ورؤوسهم معلقة بثقل تحت وهج الأضواء الكاشفة.
ونقلت الشبكة عن الإسرائيلي الذي كان في المنشأة (مركز الاحتجاز) أن رائحة كريهة ملأت الهواء، وكانت الغرفة تضج بأصوات الرجال، فيما مُنعوا من التحدث مع بعضهم.
كما تحدثت الشبكة الأمريكية مع 3 من المخبرين الإسرائيليين الذين عملوا في مخيم "سديه تيمان" الصحراوي، الذي يحتجز فيه الفلسطينيون المحتجزون أثناء الغزو الإسرائيلي لغزة.
ووفقاً للروايات، فإن المنشأة التي تقع على بعد حوالي 18 ميلاً من حدود غزة مقسمة إلى قسمين: حاويات؛ حيث يتم وضع حوالي 70 معتقلاً فلسطينياً من غزة تحت قيود جسدية شديدة، ومستشفى ميداني حيث يتم ربط المعتقلين الجرحى إلى أسرّتهم، ويرتدون حفاضات.
وقال أحد المصادر والذي كان يعمل مسعفا في المستشفى الميداني "لقد جردوهم من إنسانيتهم".
وأضاف مصدر آخر أن الجنود الإسرائيليين استعملوا الضرب مع المعتقلين ليس لجمع المعلومات الاستخبارية وإنما عقابا على ما فعله الفلسطينيون في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأنشئ مركز احتجاز "سديه تيمان" بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لاحتجاز المعتقلين تمهيداً لنقلهم إلى سجن عادي.
حركة حماس تدين
من جهتها، أدانت حركة حماس، الجمعة، التنكيل الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، والذي أدى إلى "مقتل عدد منهم".
الحركة قالت في بيان إن "تصعيد إدارة السجون الصهيونية سياساتها العدوانية والإجرامية بحق أسرانا البواسل، لن يوهن عزائمهم، وسيكون صاعقا لمزيد من التفجير في وجه الاحتلال".
كما أوضحت أن الشعب الفلسطيني "لن يترك أسراه ضحية لهمجية الاحتلال النازية"، وتعهدت بتحرير الأسرى وكسر قيودهم قريبا.
وتحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 فلسطيني، وتمارس إخفاءً قسرياً لمعتقلي غزة، ولا تتوفر معلومة بشأن عددهم، وفق مؤسسات فلسطينية معنية.
ومنذ اجتياحه القطاع برياً في 27 أكتوبر/تشرين الأول اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني، أفرج لاحقاً عن عدد ضئيل منهم، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولاً.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "إبادة جماعية".