ألغت الحكومة البريطانية تأشيرة طالبة فلسطينية فقدت أقارب لها في غزة، بعد أن ألقت خطاباً في مظاهرة في جامعة مانشستر، بحسب ما ذكره موقع ميدل إيست آي البريطاني، الجمعة 10 مايو/أيار 2024.
ونقل الموقع عن دانا أبو قمر، طالبة الحقوق التي ترأس جمعية أصدقاء فلسطين في جامعة مانشستر، قولها إن حكومة المملكة المتحدة ألغت تأشيرتها لأسباب تتعلق بـ "الأمن القومي"، بعد أن زعمت أنها تشكل خطراً على السلامة العامة.
وقالت أبو قمر: "إن الادعاء الذي يقدمونه لا أساس له من الصحة وينتهك حقوقي كمقيمة هنا في المملكة المتحدة".
وأضافت أبو قمر، في حديث لقناة الجزيرة الإنجليزية، أن فريقها القانوني قدم استئنافاً ضد القرار الذي قضى بإلغاء تأشيرة الطالب الخاصة بها في العام الأخير لها في كلية الحقوق.
وفي العام الماضي، كشفت أبو قمر أنها فقدت ما لا يقل عن 15 شخصاً من أقاربها في غزة بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي مبنى من ثلاثة طوابق في القطاع المحاصر.
وقالت أبو قمر: "بينما نمر بهذه الإبادة الجماعية، قررت وزارة الداخلية البريطانية إلغاء تأشيرة الطالب الخاصة بي بعد تصريحات علنية تدعم حق الفلسطينيين في ممارسة حقهم بموجب القانون الدولي في مقاومة القمع وكسر الحصار المفروض بشكل غير قانوني على غزة منذ أكثر من 16 عاماً".
وانتقدت أبو قمر سياسة التمييز وازدواجية المعايير التي تعاني منها الأقليات العرقية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير.
وقالت: "إن حرية التعبير هي حق أساسي من حقوق الإنسان، ولكن يبدو أنها لا تنطبق على الأقليات العرقية، وخاصة المسلمين والفلسطينيين مثلي. يجب علينا أن نرفض المعايير المزدوجة في تطبيق حقوق الإنسان من قِبل السلطات العامة ونقف ضد هذا القمع".
فيما رفض متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية التعليق على الحالات الفردية.
لم تكن الحادثة الأولى
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها الطالبة الفلسطينية للتمييز بسبب مواقفها المؤيدة للفلسطينيين، حيث كانت قد واجهت انتقادات العام الماضي بسبب تعليقات أدلت بها خلال مسيرة مؤيدة لفلسطين وعبرت فيها عن فخرها وسعادتها بهجمات طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ونقل موقع بي بي سي البريطاني عن أبو قمر قولها في وقت لاحق إن تعليقاتها تعرضت للتحريف، وقالت: "لا ينبغي التغاضي عن وفاة أي مدني بريء على الإطلاق".
أمينة الأشقر
يذكر أن واقعة إلغاء تأشيرة أبو قمر لم تكن الحادثة الأولى التي يتعرض فيها الطلاب العرب والمسلمون لمضايقات من قبل وزارة الداخلية البريطانية.
في وقت سابق من هذا العام، أفاد "ميدل إيست آي" بأن وزارة الداخلية البريطانية رفضت منح تأشيرة للاجئة الفلسطينية أمينة الأشقر الحاصلة على منحة دراسية كاملة لمتابعة برنامج الدكتوراه في كلية لندن للاقتصاد بزعم أن قدومها إلى بريطانيا "يضر بالمصلحة العامة"، دون تقديم تفسيرات أخرى
كانت الأشقر، التي ولدت ونشأت في لبنان وتصف نفسها بأنها فلسطينية عديمة الجنسية، قد تقدمت بنجاح لبرنامج الدكتوراه لمدة أربع سنوات في كلية لندن للاقتصاد في عام 2022.
يأتي ذلك في وقت تواجه فيه الحكومة البريطانية دعوات لوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل وسط مخاوف متزايدة من أن نقل الأسلحة والذخائر يمكن أن ينتهك القانون الإنساني الدولي.
وكانت تقديرات سابقة قد أشارت إلى أن الشركات البريطانية قدمت حوالي 15% من المكونات اللازمة للطائرة المقاتلة الشبح F35 التي استخدمتها إسرائيل لقصف غزة.