على مدار يومين من المفاوضات الجديدة بين حماس وإسرائيل في القاهرة حول صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، غادر وفدا الحركة وتل أبيب العاصمة المصرية، الخميس 9 مايو/أيار 2024، وسط حديث لوسائل إعلام أمريكية عن مطالبة تل أبيب باستثناء رفح من اتفاق وقف إطلاق النار.
حماس تتمسك بورقة الوسطاء
عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، قال في منشور عبر تليغرام: "وفدنا غادر القاهرة قبل قليل متجهاً للدوحة، ونؤكد التزامنا وتمسكنا بموقفنا بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء".
الرشق أضاف: "إقدام (إسرائيل) على اجتياح رفح واحتلال المعبر يهدف إلى قطع الطريق على جهود الوسطاء، وتصعيد العدوان وحرب الإبادة".
من جهتها، نقلت وسائل إعلام مصرية (رسمية)، الخميس، عن مصدر وصفته بـ"رفيع المستوى"، قوله إن وفدي حركة حماس وإسرائيل المشاركين بالمفاوضات غير المباشرة لإرساء هدنة في قطاع غزة غادرا القاهرة الخميس، مشيراً إلى استمرار جهود الوسطاء لتقريب وجهات نظر الطرفين.
ووفق المصدر "غادر وفدا حماس وإسرائيل القاهرة عقب جولة مفاوضات امتدت لمدة يومين"، دون حديث عن موعد جديد.
كما أضاف أن "الجهود المصرية وجهود الوسطاء مستمرة في تقريب وجهات نظر الطرفين خاصة في ظل التطورات الأخيرة بقطاع غزة".
استثناء رفح
في السياق، نقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن أن إسرائيل طالبت باستثناء رفح من اتفاق وقف إطلاق النار.
المسؤولون أشاروا إلى أن تل أبيب ترفض الموافقة على صفقة لا تمكنها من مواصلة العمليات في رفح حتى أثناء وقف إطلاق النار.
"خلافات غير قابلة للحل"
بدوره، تحدث إعلام عبري رسمي، الخميس، عن "خلافات غير قابلة للحل" بين وفدي إسرائيل وحركة حماس في المفاوضات غير المباشرة لتبادل الأسرى وإرساء هدنة في قطاع غزة.
أفادت بذلك هيئة البث الإسرائيلي نقلاً عما وصفته بـ"مصادر مطلعة" على سير الجولة الأخيرة من المفاوضات، التي بدأت بالعاصمة المصرية القاهرة، الثلاثاء الماضي، لافتة إلى أن "الوفد الإسرائيلي غادر مساء اليوم القاهرة وعاد إلى إسرائيل".
ونقلت عن المصادر المطلعة، التي لم تسمها، قولها إن "هناك خلافات غير قابلة للحل بين الطرفين"، دون الكشف عن طبيعة هذه الخلافات.
بيرنز يتجه إلى واشنطن
في الأثناء، نقلت أيضاً قناة الجزيرة الفضائية عن مصدر أمريكي مطلع على المحادثات قوله:" إنه تقرر وقف المحادثات بشكل مؤقت بسبب الوضع الحالي في رفح"، لافتاً إلى أن وفد حماس توجّه للدوحة وبقيت وفود إسرائيل وقطر ومصر في القاهرة.
كما أوضح المصدر ذاته، أن مدير المخابرات الامريكية وليام بيرنز في طريقه من القاهرة للولايات المتحدة كما كان مقرراً.
ووصل مدير المخابرات الأميركية إلى المنطقة أواخر الأسبوع الماضي ويقوم بجولة سريعة في المنطقة في إطار محاولته وضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وعقب هبوطه أولاً في القاهرة، انتقل إلى الدوحة، ثم إلى القاهرة، ثم إلى تل أبيب، ومنها عاد مجدداً إلى القاهرة.
وبدأت في القاهرة، الأربعاء، جولة جديدة من مفاوضات غزة، بعد إبلاغ حماس، مساء الإثنين الماضي، الجانبين المصري والقطري بموافقتها على نص اتفاق جديد لوقف إطلاق النار. وينص المقترح على تنفيذ اتفاق من ثلاث مراحل، مدّة كل واحدة منها 42 يوماً.
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي بالفعل "السيطرة العملياتية" على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي يربط قطاع غزة بمصر، وهو المنفذ البري الوحيد الذي يخرج منه جرحى ومرضى فلسطينيون لتلقي العلاج خارج القطاع.
ومساء الإثنين، قالت حركة حماس إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أبلغ قطر ومصر بموافقة الحركة على مقترح البلدين الوسيطين بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة.
غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ادعى أن موقف "حماس" يهدف إلى "نسف دخول قواتنا إلى رفح"، و"بعيد كل البعد عن متطلبات إسرائيل الضرورية".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تشن إسرائيل حرباً على غزة خلفت أكثر من 113 ألفاً بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.