وسط مزاعم إسرائيلية بعرقلة حماس للمحادثات الراهنة في القاهرة لعقد صفقة بشأن غزة، ادعى وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، الأحد 5 مايو/أيار 2024، أن الحركة أظهرت ما يشير إلى أنها غير جادة بشأن التوصل إلى هدنة لوقف إطلاق النار في القطاع.
وزير جيش الاحتلال أضاف أنه إذا كان الأمر كذلك، فإن إسرائيل ستشن عمليات عسكرية في رفح ومناطق أخرى من قطاع غزة "في المستقبل القريب جداً".
"اذهب إلى رفح الآن!"
في الأثناء، وجَّه وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، رسالة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مخاطباً إياه قائلاً: "اذهب إلى رفح الآن!".
وفي تغريدة عبر منصة إكس، الأحد، قال بن غفير: "لم نهاجم غزة واستقبلنا السابع من أكتوبر… لم نهاجم بشكل سريع وتلقينا هجوماً دقيقاً (في إشارة إلى هجوم كرم أبو سالم)… نتنياهو اذهب إلى رفح الآن!".
לא תקפנו בעזה וקיבלנו את השביעי באוקטובר,
— איתמר בן גביר (@itamarbengvir) May 5, 2024
לא תקפנו ברפיח וקיבלנו מתקפה מדויקת,
נתניהו, כנס לרפיח עכשיו!
وتكبد جيش الاحتلال خسائر في هجوم وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالخطير، بعد ظهر الأحد، حيث قصفت المقاومة الفلسطينية حشوداً لقواته في موقع كرم أبو سالم ومحيطه في غلاف غزة الجنوبي، وتسبب في وقوع إصابات بين جنود الاحتلال.
"سنواصل الحرب"
تغريدة الوزير الإسرائيلي جاءت تزامناً مع تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي قال فيها إن إسرائيل لا يمكن أن تقبل مطالب حماس بإنهاء الحرب وسحب القوات الإسرائيلية من غزة، معتبراً أن القبول بمثل تلك المطالب يعني الموافقة على بقاء الحركة في السلطة.
نتنياهو أشار إلى أن "الانصياع لمثل هذه المطالب يمهد الطريق ثانية لتهديد الإسرائيليين في المستوطنات المحيطة بغزة، وفي الجنوب، وجميع أنحاء البلاد".
كما زعم "أن الموافقة على مطالب حماس يعني أن حدوث هجوم ثانٍ مشابه لما وقع في السابع من أكتوبر مسألة وقت ليس إلا"، وفق قوله.
اتفاق شامل
تصريحات نتنياهو تزامنت أيضاً مع بيان لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الذي قال فيه إن حركته حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب عن قطاع غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على "تخريب الجهود المبذولة".
وقال هنية في بيان: "حماس ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل، ينهي العدوان، ويضمن الانسحاب، ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى"، مضيفاً: "العالم بات رهينة لحكومة متطرفة، لديها كم هائل من المشاكل السياسية ومن الجرائم التي ارتكبت في غزة".
وأردف: "ورئيسها (نتنياهو) يريد اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة".
مظاهرات مناهضة للصفقة
وفي وقت سابق الأحد، تظاهر إسرائيلون بينهم أعضاء في الحكومة أمام مكتب نتنياهو، وطالبوه بعدم عقد صفقة أسرى.
في غضون ذلك، طالب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بالتعجيل باجتياح مدينة رفح، وذلك في مظاهرة لعائلات الجنود القتلى في قطاع غزة.
وتوجه سموتريتش بالحديث إلى نتنياهو ووزير حكومة الحرب غادي آيزنكوت ووزير الدفاع يوآف غالانت، قائلاً إن "الجميع يريدون إعادة الأسرى لكن ليس بالاستسلام".
جهود الوساطة
وفي وقت سابق الأحد، نقلت قناة القاهرة الإخبارية (خاصة)، عن مصدر رفيع المستوى، تحقيق "تقدم إيجابي" بالمفاوضات بين إسرائيل وحماس للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وتتبنى القاهرة مقترحاً قدمته مؤخراً بشأن الصفقة، بعد تكثيف اتصالاتها مع حماس وإسرائيل بشأن "نقاط خلافية" بين الجانبين، وفق إعلام مصري، الخميس.
وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وتتمسك حماس بإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، وإنهاء الحصار، ضمن أي صفقة لتبادل الأسرى.