أثارت تصريحات الإعلامي المصري مصطفى بكري، حول اعتبار اتحاد القبائل العربية بمصر جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الأمنية القومية، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، إذ أعرب ناشطون عن تخوفهم من تحويل الاتحاد إلى "ميليشيات".
تصريحات بكري جاءت خلال برنامجه "حقائق وأسرار" على قناة صدى البلد، مساء الخميس 2 مايو/أيار 2024، وقال إن تجربة اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية فريدة من نوعها، مشيراً إلى أن الاتحاد واجه منذ تأسيسه اتهاماتٍ مغرضة من بعض الجهات، زعمت أنه يسعى لتقسيم مصر.
كما شدد بكري على أن القبائل العربية المتواجدة على الحدود المصرية تشكل قوةً موحدةً منتميةً لتراب الوطن، مستنكراً هجمات البعض على الاتحاد دون وعيٍ أو معرفةٍ بحقيقته.
ويضم الاتحاد في صفوفه "أشقاء مسيحيين" وفقاً لبكري، نافياً بشكلٍ قاطعٍ أي ادعاءاتٍ بأنّه اتحادٌ عنصري أو يسعى لتعزيز انتماءٍ عرقي محدد.
ورفض بكري أي محاولاتٍ للمزايدة على وطنية أعضاء الاتحاد، مؤكداً أنّه لا أحد يملك الحق في التشكيك في انتمائهم لمصر، وأنّهم على درايةٍ كاملةٍ بأهداف "حزب الشر"، كما سماه.
في السياق، أشار بكري إلى أن الاتحاد يُشكل جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الأمنية القومية المصرية، موضحاً أنّهم تلقوا أكثر من 15 ألف طلب عضوية، مما يؤكد على عمق ارتباطهم بالشعب المصري.
ودعا الإعلامي المصري منتقدي الاتحاد إلى مراجعة مواقفهم، والتعرف على التضحيات التي قدمها المهندس إبراهيم العرجاني، رئيس الاتحاد، وأفراد أسرته من أجل الوطن.
والأربعاء، أُعلن في مصر إطلاق اتحاد القبائل العربية، وذلك خلال مؤتمر جماهيري بقرية العجرة، جنوبي رفح في شمال سيناء، وتم اختيار إبراهيم العرجاني، رئيس اتحاد قبائل سيناء، رئيساً لاتحاد القبائل العربية، كما تم اختيار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيساً شرفياً، ومصطفى بكري متحدثاً رسمياً.
انتقاد ناشطين
وعقب تصريحات بكري، انتقد ناشطون فكرة تأسيس اتحاد قبائل عربية في سيناء، إذ قال الناشط المصري مراد علي عبر منصة إكس: "ما قاله مصطفى بكري أمس عن اتحاد القبائل العربية هو بالضبط ما قيل سابقاً في السودان عن حميدتي وعن قوات الدعم السريع".
وتابع مراد: "مصطفى بكري يقول إن اتحاد قبائل سيناء ليس ميليشيا بل يعتبر (فصيلاً) من فصائل القوات المسلحة، يعني ايه؟ وإيه بقى مؤهلات إبراهيم العرجاني غير سمعته إنه تاجر مخدرات وكان خاطف ضباط شرطة أيام مبارك؟".
فيما علق الإعلامي المصري أحمد عطوان على مؤتمر تأسيس اتحاد القبائل العربية المصرية، وقال: "هو جريمة وطنية ومخالفة قانونية ودستورية وطعنة غادرة في خاصرة النسيج الوطني لتمزيقه وتفتيته برعاية السلطة التي حشدت رجالها وعلامهاإ ونفوذها للتدشين الرسمي لما يسمى بـ(اتحاد القبائل العربية) وعلى راسه "رأس الدولة" بزعم أنه ظهير شعبي يدعم مؤسسات الدولة في سيناء".
فيما سخر الكاتب الصحفي المصري أحمد حسن الشرقاوي، وقال: "عاوز أعرف (مصطفى بكري) عاوز إيه تاني من الحياة عشان يعمل اللي عمله مع إبراهيم العرجاني واتحاد القبائل لا مؤاخذة العبرية، أقصد العربية ؟!".
ما هو اتحاد القبائل العربية؟
وفقاً لرئيسة حزب مصر أكتوبر، جيهان مديح، فإن اتحاد القبائل العربية "يمثل خطوة مهمة لتأسيس كيان اجتماعي وتنموي يقوم على التنوع والاستيعاب والتعاون بين مختلف القبائل، لمزيد من التفاعل ولم الشمل، وأن التحالف هو إضافة نوعية للعمل المدني الذي يقوم بشكل أساسي على تعاون المنظمات والجمعيات المتنوعة في العمل الاجتماعي والتنموي الموحد، مما يعزز خطة الدولة التنموية الشاملة في سيناء"، وفقاً لما نقلته بوابة الأهرام.
وفقاً للمتحدث باسم الاتحاد، فإن "القبائل العربية لها أدوار تاريخية في حماية الوطن ووقفت خلف القوات المسلحة والشرطة"، لافتاً إلى أن "الاتحاد يضم رموزاً وقيادات لتحقيق أهداف متعددة منها توحيد الصف للقبائل لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن"، وفقاً لما نقلته بوابة الأهرام.
من هو العرجاني؟
ويعتبر العرجاني أحد رجال الأعمال المصريين القلائل الحاصلين على ترخيص لتصدير البضائع إلى غزة من مصر، وهو أحد قيادات قبيلة الترابين في سيناء.
ويمتلك كذلك شركة تتولى الإدارة الحصرية لجميع العقود المتعلقة بجهود إعادة الإعمار في غزة، وفق تقرير لهيومن رايتس ووتش نشر في 14 يونيو/حزيران 2022.
وكان موقع مدى مصر قد قال في فبراير/شباط إنه تم استدعاء رئيسة تحريره، لينا عطا الله، للتحقيق في النيابة بعد يومين من نشر تحقيق بشأن استحواذ العرجاني على ما وصفه الموقع بـ"بيزنس" المرور من معبر رفح في الاتجاهين عبر شركة هلا: خروج البشر من قطاع غزة، ودخول المساعدات والبضائع من مصر.
ونفت مصر تقاضي جهات رسمية أو غير رسمية أي رسوم إضافية نظير العبور إلى الأراضي المصرية.
وقالت صحيفة التايمز البريطانية إنه بينما تسعى مصر لمنع تهجير الفلسطينيين، "حققت شركة مصرية خاصة، يُزعم أن لها روابط قوية في الماضي بالدولة، عملاً مربحاً من خلال إرسال عدة مئات من سكان غزة عبر الحدود يومياً".
وذكر تحقيق لها أن "هلا" التي يملكها العرجاني، ربما جنت 88 مليون دولار منذ بداية مارس/آذار، من إجلاء أكثر من 20 ألف شخص. وقالت الصحيفة إن الشركة "التي تحتكر فعلياً النقل التجاري عبر معبر رفح، تفرض رسوماً على البالغين تصل إلى 5000 دولار، والذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً تبلغ 2500 دولار".